رياضة

من يردم الهوة؟

| بسام جميدة

سنـوات مرت علـى تألق الكرامـــة في فورة كروية في القارة الآسيويـة، وسنوات أخرى عبرت من عمرنا بعد أن جاد القدر بحصولنا على كأس الاتحاد الآسيوي من الجيش والاتحاد، وما بين تلك الإنجازات – لو جاز لنا اعتبارها هكذا- كثرت العثرات والسقطات والخيبات، خلال مشاركات أنديتنا خارجياً سواء عربياً أم قارياً، وحتى ودياً لم تكن الصورة مقنعة!

أقرب الخيبات إلينا ما حصل في اليومين الماضيين للفتوة بطل الدوري المدجج بالنجوم، وأهلي حلب الذي لم يكن بمستوى ومنافسة أقل من الفتوة في الموسم الفائت، الفريقان خرجا من أولى الجولات خاليي الوفاض، وسنردد معاً تبريرات الهزائم المعتادة «الخسارة ليست نهاية العالم، والتعويض في القادمات، وقدر اللـه وما شاء فعل، وهذه كرة القدم وغيرها من الجمل التي حفظناها عن ظهر قلب».

لن نقلب الدفاتر العتيقة لكل ما مضى من هزائم خارجية ومستويات لا يمكن أن يعطي أي متابع للكرة السورية انطباعاً بأنها تسير في ركب التطور لا على مستوى الأندية ولا حتى المنتخبات.

ندرك أكثر من غيرنا ما يجري في ميدان اللعبة، ونعود لمرارة السؤال: إلى متى نترك كرتنا تسير فوق الرمال، ونهدر الوقت والمال من دون أي جدوى؟

لا المنتخبات يوجد من يعرف كيف تدار دفتها، ولا الأندية يوجد من يمسك بعقالها المنفلت؟

كيف لنا أن نوجد العذر المقبول لفريق الفتوة الذي يجمع كل نجوم اللعبة بين جدرانه، واستقطب على حد علم إدارته ومن يسوق لها أعتى المدربين بالدوري، ولم يستطع أن يوجد للفريق على الأقل هوية بصرية وانسجاماً وخطة لعب قادرة على أن تجاري فريقاً مثله، بل أقل منه إمكانيات، علماُ أن أغلبية اللاعبين هم ممن يمتلكون خبرة اللعب خارجياً كي لا يحاول البعض تمرير مقولة إن الفريق مبتعد عن البطولات الخارجية منذ ثلاثة عقود، ذاك الفريق ليس هذا الموجود وكلهم محترفون، ولكن جزءاً كبيراً من مشكلة كرتنا تكمن في اللاعبين الذين لا يلتزمون مع أنديتهم بشكل احترافي رغم كل ما يقبضون من ملايين في حين في أي ناد خارجي يلعبون له لديهم الاستعداد لكي يقاتلوا كي لا يتم فسخ عقودهم!، وفي أنديتنا لا توجد إدارات قادرة على لجم اللاعبين وضبطهم بالشكل المطلوب، واللاعب بات يعرف جيداً من أين تؤكل لحم الأكتاف.

الحديث لا يخص الفتوة وحده أبداً، وسنكمل في الأسبوع القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن