أرسلان أكد أن الموحدين الدروز لا يضيّعون البوصلة والقليل من المغرضين لن ينجحوا بجرّ السويداء إلى المجهول … الحياة الطبيعية تعود إلى المدينة ومطالب شعبية بضرورة إعادة الأمور إلى طبيعتها
| الوطن
عادت الحياة في السويداء إلى طبيعتها، وشهدت الأسواق حركة اعتيادية، كما فتحت جميع المؤسسات والدوائر الحكومية أبوابها أمام المراجعين، ولتتراجع أعداد ممن يطلق عليهم بـ«االمحتجين» إلى العشرات ولمدة تقرب من الساعتين فقط، عدا يوم الجمعة، وسط حالة من سخط شعبي عام من استمرار الأمور على ما هي عليه ومحاولة القلة القليلة من «المحتجين» مصادرة رأي أهالي السويداء جميعاً، بالتزامن مع تأكيد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في بيان موجه إلى مشايخ وأبناء جبل العرب أن الموحدين الدروز لا يضيّعون البوصلة وأن البعض القليل من المعتدين والموتورين والمغرضين لن ينجحوا بجرّ السويداء ومشايخها وأهلها إلى المجهول.
مصادر لـ«الوطن» في السويداء أكدت أن الحياة طبيعية في المدينة، وجميع المؤسسات والدوائر الحكومية تعمل على أكمل وجه من دون تعطيل لأي جهة، وذات الأمر ينطبق على حركة الأسواق، مع ارتفاع في أسعار المواد الغذائية نتيجة انخفاض وصول تلك المواد إلى المحافظة نتيجة تخوف أصحاب الشركات والمعامل من إرسال سياراتهم وتعرضها للاعتداء من البعض.
وأكدت المصادر أن الأغلبية العظمى من أهالي السويداء غير راضية عما يجري في المحافظة، ويعتبرون ما يجري من قبل القلة القليلة من «المحتجين» بمثابة مصادرة رأي لأهل المحافظة، وأنه تم حرف المطالب المعيشية وتحسين الوضع الاقتصادي، إلى مطالب سياسية وغايات خاصة، مشددة على أن أهالي المحافظة يرفضون بشكل قطعي ما يجري وغير راضين عما يحدث من «تظاهرات»، ويطالبون بضرورة إنهاء الأمر، من دون مواجهة أو إراقة أي قطرة دم، وعدم الاعتداء على المؤسسات الحكومية.
وأوضحت المصادر أن التجمعات اليومية باتت شبه معدومة، وهي تقتصر على عشرات الأشخاص ولمدة محدودة لا تتجاوز الساعتين، بخلاف يوم الجمعة حيث تطول مدة تجمع ما يسمى «المحتجين» في ساحة «السير» فقط.
في غضون ذلك توجّه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان إلى مشايخ وأبناء جبل العرب، قائلاً: «اتخذت في الأسابيع الماضية قرار مواكبة التطورات بصورة يومية وباتصالات مباشرة مع القيادة السورية والمشايخ والفعاليات في السويداء، من دون التطرّق إلى الأمر من خلال وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، وعمدتُ إلى استمزاج الآراء كافة والدخول في عمق التفاصيل ومتابعة المطالب والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمرّون بها في سورية عموماً وفي السويداء على وجه الخصوص، والتي نمرّ بها في لبنان».
وأشار أرسلان في بيان نشر على الموقع الرسمي للحزب إلى أن «المطالب المحقّة التي يؤيدها العقلاء والشرفاء والأبطال هي مطالب كل الشعب السوري الشقيق في مختلف المحافظات، ويعرفُ القاصي والداني أن الظروف الاستثنائية والصعبة هي نتاج العقوبات الغربية على البلاد ونتاج قانون قيصر الجائر وقرارات الخنق والحصار بحقّ سورية وشعبها، ومع ذلك، نرى البعض القليل يتفاخر ويتباهى بالتواصل مع الخارج ومع الجهات التي تقف وراء الحصار والعقوبات على سورية وشعبها، ظنّاً منهم أنهم يستطيعون بذلك قلب الموازين أو تغيير المعادلات».
وذكّر أرسلان «بالسنوات الماضية التي وُضعت فيها كل الإمكانات المالية واللوجيستية والعسكرية والإعلامية من قبل أكثر من 80 دولة في العالم والحرب الكونية التي أرادوا منها تركيع سورية وجيشها وشعبها، والنتيجة كانت انتصار سورية وقيادتها وجيشها وشعبها، ممّا جعلهم ينتقلون إلى الحرب الاقتصادية والحصار والعقوبات، وحتماً سيفشلون في مخطّطهم أيضاً، وفشلهم أمام صمود الشعب السوري وحكمة قيادته ستصبح درساً للتاريخ وللأجيال القادمة، وستثبت أن الشعوب هي من تقرّر مصيرها وتحمي دولها في وجه العالم أجمع».
وأكّد أرسلان أن «تاريخ أبناء معروف أهل التوحيد الشّريف، تاريخٌ مشرّفٌ بالانتصارات والشجاعة والوطنية والرجولة، والموحدون الدروز لا يضيّعون البوصلة، ولا يعتدون على أحد، ولا يقبلون إلا ردّ الاعتداء، ومن هذا المنطلق لن ينجح البعض القليل من المعتدين والموتورين والمغرضين بجرّ السويداء ومشايخها وأهلها إلى المجهول، وبتغيير عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا في جبل العرب كما في كل العالم، وبتشويه تاريخنا ومسلكنا، فمهما حاولوا، فسيفشلون».
وقال: «لمن يعتقد أن بإمكانه ركوب موجةٍ ما، أو التحريض وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو المساهمة في لعبة التقسيم والانعزال، في داخل السويداء أو خارجها، ولمن يعتقد أن رهاناته الخاطئة قد تصيب، معتمداً على خبرية من هنا وتسجيل صوتي أو صوري من هنالك، فأقول له إن كل الرهانات ستسقط، ومن ساهم أو يساهم في تشويه صورة الدروز سيلعنه التاريخ، وتاريخ الدروز وتاريخ سلطان باشا شاهدٌ على ما أقول».
وختم أرسلان بدعوة العقلاء والأعيان والمشايخ الأجاويد إلى التعلّم من الخيارات السياسية الخاطئة في لبنان منذ عقود ولليوم، وأين أوصلت أصحابها والبلاد وإلى ماذا أدّت؛ كما إلى العمل والمساعدة على تصويب الأمور ووضعها في نصابها الصحيح قبل فوات الأوان، وأن يلجؤوا إلى حوار بنّاء فيما بينهم ومع المعنيين في الدولة لإصلاح الأمور وتحقيق المطالب، معرباً عن الاستعداد الكامل للقيام بكل ما يلزم والمساعدة للوصول إلى الحلول المطلوبة ضمن الإمكانات المتاحة».