رياضة

سلة الجلاء تعيد الشكور والمرجانة والعبيد وتتطلع للمنافسة بقوة

| مهند الحسني

يصح أن نطلق على نادي الجلاء لقب زعيم السلة السورية نظراً لحصوله على 28 لقباً لبطولة الدوري المنتظم، لكنه تحوّل بفضل ما خسره من خبرات في سنوات الأزمة التي شهدتها البلاد إلى فريق متواضع تستبيح سلته جميع فرق الدوري، فمن كان يتمنى من أنديتنا أن يجري حصة ودية مع لاعبي الجلاء، بات يفوز عليه ضمن مباريات الدوري بفوارق رقمية كبيرة، ونتائجه في السنوات الأخيرة أكبر دليل على صحة كلامنا، لكن ومع تولي الأمور لأهلها من محبي وأبناء النادي، تمكنت سلة الجلاء من قول كلمتها في الموسمين السابقين، ونجحت الإدارة برئاسة الدكتور أنطوان عتة منذ توليها مهامها في بناء جيل سلوي مشرق ستحصد نتائجه الإدارتان الحالية والقادمة.

متابعة ودعم

لم تتوان الإدارة الجديدة في تقديم كل ما يلزم اللعبة من مقومات عديدة أهمها الإمكانات المالية التي باتت تشكل الركن الأساسي لعملية التطوير في مفاصل الرياضة بشكل عام، ونجحت الإدارة أيضاً في إعادة ترتيب أوراق اللعبة وأعادت بداية بعضاً من أبناء النادي الذين لعبوا لأندية كثيرة كان في مقدمتهم مدرب الفريق عبود شكور الذي حقق الموسم قبل الماضي نتائج جيدة بالإضافة إلى لقب كأس الجمهورية قبل ثلاثة مواسم وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمباراة النهائية في الموسم قبل الماضي عندما خرج أمام جاره أهلي حلب في المباراة الفاصلة للمربع الذهبي، إضافة لعودة اللاعب المخضرم رامي مرجانة بعد غياب عشر سنوات عن النادي لعب خلاله لناديي الوحدة والجيش، وتمت إعادة اللاعب جورج ناظريان من نادي الكرامة، واستعادت اسحاق عبيد للفريق الذي لعب الموسم الماضي للكرامة، وتم تجديد عقود كل من اللاعبين جورج نونو وكامل عبد اللـه وهناك حديث عن التعاقد مع اللاعب يامن حيدر وتجديد عقده لموسم جديد لكنها خسرت جهود لاعبها الشاب جورج الصباغ الذي فضّل الانتقال لنادي أهلي حلب لموسمين قادمين، كل هذه الأمور لم تأت من عبث وإنما جاءت نتيجة توافر العديد من النيات الصادقة للإدارة الحالية التي تسعى لإعادة الفريق إلى مجدها وألقها.

فوق تحت

عندما تكون البداية متينة وقوية ومبنية على أسس سليمة لابد أن توصلنا إلى النتائج التي نحلم بها، فالإدارة السابقة والحالية للنادي أدركتا أن العمل على فرق القواعد فقط بحاجة للصبر والعمل والوقت الطويل، وهذا ما يتسبب في غياب اللعبة عن الواجهة المحلية فترة أطول، لذلك قررت العمل على مفاصل اللعبة (فوق وتحت)، ابتداء بصب جل اهتمامها بفرق القواعد، وتكليف أفضل المدربين الإشراف عليها وهناك متابعة مستمرة من رئيس النادي، وانتهاء بإعداد فريق للرجال كان منافساً قوياً في الموسمين الماضيين، حيث ظهر بصورة جميلة وقدم مستويات جيدة ويضم بين صفوفه لاعبين محليين من مستوى عال وسيكون لهم شأن كبير في المواسم القادمة أمثال: (جورج دولماية، جورج نونو، كامل عبد الله)، وكان لها ما أرادت عندما تحولت الإدارة إلى أشبه بخلية نحل في سبيل العودة بقوة على الساحة المحلية، ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى بدأت نتائج عملها بالظهور على أرض الواقع، بعدما بدأت رحلة الفريق في الدوري العام الفائت بقوة، وتمكن من أن يكون نداً قوياً، وقارع أقوى وأعرق الأندية، بعد سلسلة من التعاقدات الناجحة التي أكدت حسن خطوات الإدارة الاحترافية، وبالوقت نفسه كان العمل يسير بوتيرة عالية بفرق القواعد التي بدأت تسير على السكة الصحيحة.

مستوى وطموح

لم يكن أشد المتفائلين بسلة الجلاء يتوقع لها هذا العطاء الذي ترجم على أرض الملعب بنتائج إيجابية مشرقة، فالفريق الذي كان بنظر جميع الفرق بمنزلة الحلقة الأضعف الموسم الفائت، وبأن اللعب معه سيكون أشبه بحصة تدريبية كشر عن أنيابه، وقدم مستويات ثابتة وقوية ومتصاعدة من يوم لآخر الدوري الماضي، وتمكن من قلب الأمور رأساً على عقب، بعدما نجح مدربه حينها عبود شكور في خلق حالة من التناغم والانسجام بين خبرة الكبار، وحماسة الشباب، وتغلب على أقوى الأندية وأعرقها، لكن الإدارة السابقة أخطأت في إبعاد الشكور عن الفريق بسبب تصفية حسابات شخصية كانت نتيجتها أنها لم تتمكن من التأهل للمربع الذهبي نظراً لتعاقدها مع المدرب اللبناني زياد الناطور الذي لم يتمكن من تطوير مستوى الفريق رغم أن الإدارة تعاقدت مع أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري الفائت.

بيان جديد

أصدرت الإدارة في اليومين الماضيين بياناً أكدت خلاله أن اللاعبين جورج ورافائيل دولماية هما ضمن عقد الرعاية ولا يمكن الاستغناء عنهما لمصلحة أي ناد وستقوم برفع كشوفهما ضمن لوائح الفريق الموسم الحالي.

خلاصة

سلة حلب هي من أهم معاقل كرة السلة السورية، والجلاء ركنها الأساسي، ولاعبوه هم أعمدة المنتخبات الوطنية عبر التاريخ، وذكر نجومه الكبار يتطلب صفحات وصفحات، ومع ذلك لابد من التفاتة حنونة والعمل على إعادة الإدارة الحالية لعملها وتأمين كل أجواء العمل المريحة للإدارة وإبعاد كل ما يعترضها من منغصات، والبدء من جديد بنيات صادقة هدفها تطوير اللعبة بعيداً عن أي شيء لا يفيد ولا يطور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن