وزير الصحة الكويتي انسحب من مؤتمر دولي احتجاجاً على وجود وزير إسرائيلي … العراق يؤكد التزامه بالقرارات الخاصة بالكويت والأخيرة تدعو إلى ترسيم الحدود البحرية
| وكالات
جدد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الخميس، التزام العراق بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بين العراق والكويت، ومبادئ القانون الدولي والتفاهمات المشتركة وحسن الجوار، وسيادة أراضي دولة الكويت وسلامتها، وبدورها أكدت الأخيرة رغبتها في الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية مع بغداد.
تزامن ذلك مع انسحاب وزير الصحة الكويتي أحمد العوضي من مؤتمر وزراء الصحة المنعقد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتراضاً على وجود وزير صحة الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب وكالة الأنباء العراقية «واع»، عبر السوداني، خلال لقائه نظيره الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، على هامش مشاركته في الدورة الـ78 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن رغبة العراق بالاستمرار في عقد اجتماعات اللجان المشتركة، وتبادل الزيارات بين المسؤولين والخبراء في البلدين، وفي جميع المجالات.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الكويتي، رغبة بلاده في الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية مع العراق إلى ما بعد العلامة 162 بحري، معللاً بأن الحكم العراقي المتعلق بتنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله فيه «مغالطات تاريخية».
وتصاعدت التوترات بين الكويت والعراق بعد أن قضت المحكمة الاتحادية العليا العراقية بعدم دستورية تصديق البرلمان العراقي على اتفاقية تنظيم الملاحة في ممر «خور عبد الله» المائي بين الدولتين. وقالت المحكمة العراقية، في حيثيات حكمها، إن المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية ينبغي أن تكون بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب.
وأعلنت دولة الكويت، في وقت سابق، اعتراضها على القرار الصادر عن المحكمة الاتحادية العراقية بعدم دستورية قانون تصديق اتفاقية «تنظيم الملاحة في خور عبد الله». وجاء ذلك في مذكرة احتجاج سلّمها مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي في الكويت، السفير أحمد عبد الرحمن البكر، لسفير العراق لدى الكويت، المنهل الصافي، في ديوان عام وزارة الخارجية الكويتية، وفقا لبيان رسمي.
وفي وقت سابق، استنكر وزير الخارجية الكويتي سالم العبد الله الجابر الصباح بأشد العبارات، حكم المحكمة الاتحادية العليا في العراق، بشأن اتفاقية بين البلدين تتعلق بالملاحة البحرية في «خور عبد الله».
وأشار إلى أنه قدم إحاطة خلال اجتماعه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حول حيثيات الحكم، وصدر عن اجتماعهم بيان واضح ومؤيد للجانب الكويتي، مؤكداً أن هذا الحكم يحاول إسقاط التصديق عن الاتفاقية المبرمة بين البلدين عام 2012 والتي تم الاتفاق عليها وصدقت من السلطات التشريعية في الكويت والعراق.
من جهته، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، احترام العراق لدولة الكويت تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً واستقلاليتها عبر المراحل التاريخية المختلفة. وأعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق في بيان، أن رئيس مجلس القضاء الأعلى استقبل سفير دولة الكويت في العراق طارق الفرج، لبحث التعاون بين البلدين الشقيقين في المجال القضائي، حسبما أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية «واع».
و«خور عبد الله» هو المنطقة الواقعة في أقصى شمال الخليج بين الكويت والعراق، ووقّع البلدان، في عام 2013، اتفاقاً لتنظيم الملاحة البحرية في الخور. يشار إلى أن خور عبد الله يقع بين جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين، وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد إلى داخل الأراضي العراقية، مشكلاً خور الزبير، الذي يقع فيه ميناء أم قصر العراقي.
في سياق منفصل، انسحب وزير الصحة الكويتي، أحمد العوضي، من مؤتمر وزراء الصحة المنعقد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتراضاً على وجود وزير صحة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «القبس» الكويتية عن مصادر قولها: إن الوزير العوضي غادر القاعة قبل بدء كلمة وزير الكيان الصهيوني في المؤتمر. كما لفتت المصادر إلى أن العوضي لم يعد إلى القاعة، وذلك انسجاماً مع مواقف الكويت الثابتة والراسخة تجاه قضية فلسطين وغيرها من القضايا العربية.
وتتبنى دولة الكويت موقفاً ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مؤكدة في كل المناسبات العربية والدولية التزامها بدعم حقوق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وسبق أن قال وزير خارجية الكويت سالم العبد الله الصباح، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، مطلع أيلول الجاري: إن القضية الفلسطينية تظل في واجهة القضايا التي تشهدها منطقتنا العربية، خاصةً مع تصاعد العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني الشقيق، واستمرار الاقتحامات اليومية للحرم القدسي الشريف.