موسكو: لا شروط مسبقة للمفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية … بوتين يحض على ضمان حقوق الأرمن في كاراباخ وعلييف يعتذر عن سقوط ضحايا روس
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أهمية ضمان حقوق وأمن السكان الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ، في حين عبر الثاني عن اعتذاره وأسفه لسقوط ضحايا من قوات حفظ السلام الروسية.
وأوضحت الرئاسة الروسية في بيان أمس أن الرئيسين أشارا خلال الاتصال الذي جرى بمبادرة من الجانب الأذربيجاني إلى أهمية التنفيذ المتسق للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، بمساعدة وحدة حفظ السلام الروسية بشأن الوقف الكامل للأعمال العدائية في كاراباخ، وفي هذا السياق تم إيلاء أهمية كبيرة للمفاوضات التي بدأت بوساطة قوات حفظ السلام بين ممثلي باكو وستيباناكيرت.
وأضاف البيان: تمت أيضاً مناقشة الخطوات ذات الأولوية لتعزيز استقرار الوضع والتغلب على المشكلات الإنسانية في المنطقة، وتم التأكيد على استعداد الجانب الأذربيجاني للتفاعل بشأن هذه القضايا مع قوات حفظ السلام الروسية.
ولفت البيان إلى أن الرئيس علييف قدم اعتذاره للرئيس بوتين، وأعرب عن تعازيه العميقة لوفاة أفراد عسكريين من فرقة حفظ السلام الروسية في إقليم ناغورني كاراباخ أول من أمس، وأكد علييف أنه سيتم إجراء تحقيق شامل فيما حدث وسيعاقب جميع المسؤولين عنه، مشيراً إلى أن مكاتب المدعي العام في البلدين ستكون على اتصال وثيق بهذا الخصوص.
يشار إلى أن حافلة عسكرية روسية كانت تقوم بإجلاء مواطنين من ناغورني كاراباخ تعرضت أمس لقصف من القوات الأذربيجانية، ما أدى إلى مقتل عدد من العسكريين من قوام وحدة حفظ السلام الروسية.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: إن الجانب الروسي لم يتخل عن مسألة التفاوض مع أوكرانيا، مشدداً على أنه لا توجد شروط مسبقة للمفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية.
وقال بيسكوف في حديث لقناة «روسيا الأولى» التلفزيونية: «إن كلمة المفاوضات بدأت تتردد أكثر فأكثر رداً على الأسئلة المتكررة بشكل متزايد حول هذه المسألة، والرئيس بوتين يجيب ويشرح باستمرار موقف الجانب الروسي الذي لم يتخل قط عن فكرة مثل هذه المفاوضات، لكنه ينص على أنه في الوقت الحالي لا توجد أي شروط لاستئنافها». وجدد بيسكوف التأكيد أن بلاده تواصل تحقيق أهدافها من خلال إجراء العملية العسكرية الخاصة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس التصدي لهجوم إرهابي نفذته قوات كييف تجاه شبه جزيرة القرم، ودمرت أنظمة الدفاع الجوي خلاله 19 طائرة مسيّرة أوكرانية وأسقطت 6 مسيّرات أوكرانية قبالة سواحل جزيرة القرم.
وقالت الوزارة في بيان أورده موقع «روسيا اليوم»: «في ليلة 20-21 أيلول، تم التصدي لمحاولة من نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيّرة على أهداف في أراضي روسيا الاتحادية». وأضافت: «دمرت أنظمة الدفاع الجوي 19 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق البحر الأسود وأراضي جمهورية القرم، وثلاث طائرات أخرى فوق أراضي مقاطعات كورسك وبيلغورود وأورلوف».
وفي بيانها اليومي حول سير العملية العسكرية في أوكرانيا، أعلنت الدفاع الروسية أمس أن قواتها استهدفت مواقع للصناعة العسكرية الأوكرانية ومراكز للاستخبارات اللاسلكية ومراكز لتدريب المجموعات التخريبية تابعة للجيش الأوكراني.
وقالت الدفاع الروسية في بيانها: «نفذت القوات الروسية الليلة (قبل الماضية) ضربة مكثفة باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى تطلق من الجو، وطائرات من دون طيار قتالية، لمنشآت الصناعة العسكرية ومراكز الاستخبارات اللاسلكية وتدريب المجموعات التخريبية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية». وأكدت أن «الضربة حققت أهدافها وتمت إصابة كل المواقع المستهدفة».
وفي وقت سابق أفادت السلطات الأوكرانية بوقوع انفجارات في كييف وعدد من مقاطعات ومدن البلاد فيما وصف بأنه أقوى قصف روسي لمواقع البنية التحتية الأوكرانية منذ أسابيع.
وحسب بيان الدفاع الروسية، فقد بلغت الخسائر البشرية للجيش الأوكراني خلال الساعات الماضية نحو 600 فرد.
وأوضحت أنه على محور زابوروجيه تم صد هجومين في منطقة قريتي نوفوبوكروفكا ورابوتينو، وتدمير اثنين من مدافع «M777» أميركية الصنع، و3 مدافع «هاوتزر» من طراز «دي 30»، ومدفع «M119» أميركي الصنع وعلى محور دونيتسك جرى صد 5 هجمات أوكرانية وعلى محور كوبيانسك تم تدمير مدافع ومعدات عسكرية.