سورية

ميقاتي: لبنان لن يبقَى في عين العاصفة وحده جراء انعكاسات أزمتهم السلبية … صباغ يبحث مع بوحبيب ملف النازحين السوريين ويؤكد عرقلة بعض الدول الغربية عودتهم

| وكالات

أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة السفير بسام صباغ خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بوحبيب، أن بعض الدول الغربية تعمل على إعاقة مساعي عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مجدداً حرص دمشق على تقديم كل ما بوسعها لتسهيل عودتهم، على حين جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي تحذيره من انعكاسات أزمة النزوح السوري على بلاده التي لن «تبقَى في عين العاصفة وحدها»، مكرراً دعوته لوضع خريطة طريق بالتعاون مع جميع المعنيين من المجتمع الدولي، لإيجاد الحلول المستدامة لهذه الأزمة.

وذكرت وكالة «سانا» أمس، أن صباغ التقى على هامش أعمال الجمعية العامة المنعقدة في نيويورك مع بوحبيب وبحث معه تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتناول اللقاء موضوع عودة اللاجئين السوريين ووضع حد لكل ما يعيق عودتهم، حيث جدد صباغ ترحيب سورية بعودة جميع اللاجئين إلى وطنهم، وحرصها على تقديم كل ما بوسعها لتسهيل عودتهم.

وشدد صباغ على أن بعض الدول الغربية تعمل على إعاقة مساعي عودة اللاجئين، إلى جانب استمرارها في تطبيق الإجراءات القسرية الأحادية غير الشرعية المفروضة على سورية والتي تزيد من معاناة السوريين.

موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني من جهته ذكر أن صباغ وبوحبيب تباحثا في موضوع التحضيرات لزيارة الأخير المقرر إجراؤها إلى سورية، وكيفية مساعدة اللاجئين في العودة إلى بلادهم، بالتزامن مع تأمين الظروف المادية والتنموية المناسبة لذلك.

بموازاة ذلك، تحدث موقع «النشرة» عن مواصلة ميقاتي مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأشار إلى أنه التقى مع وزير خارجية قبرص كوستانتينوس كومبوس، وبحث معه سبل التعاون في مسألة النزوح، حيث كانت وجهتا النظر متطابقتين حول ضرورة إيجاد حلول مستدامة للنازحين في بلدهم الأم.

وأضاف الموقع إن ميقاتي بحث مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي التعاون القائم بين لبنان والمنظمة فيما يتعلق بأزمة النازحين السوريين.

وفي وقت سابق أمس، أشار ميقاتي في كلمة لبنان بالدورة الـ78 للجمعية العامة إلى أن «لبنان يُكابد اليوم في مواجهة أزمات عديدة ومتداخلة، في ظل نظام دولي أصابه الوهن، ومناخ إقليمي حافل بالتوترات والتحدّيات، تُرخي بثقلها على الشعب اللبناني الذي يُعاني يومياً فقدان المقوّمات الأساسية المعنوية والمادية التي تُمكّنه من الصمود، والتي تُضاف إليها هجرة الأدمغة والشباب، وانحسار شُعلة الأمل في عيون الكثير من اللبنانيين واللبنانيات».

وحول الأزمة في سورية قال ميقاتي: «اثنا عشر عاماً مرّت على بدء الأزمة السورية، ومازال لبنان يرزح تحت عبء موجات متتالية من النزوح طالت تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية جميع مظاهر الحياة فيه، وباتت تُهدِّد وجوده في الصميم، ورغم إعلائنا الصوت في جميع المنتديات الدولية، وفي هذا المحفل بالذات، ما زال تَجاوب المجتمع الدولي مع نتائج هذه المأساة الإنسانية، وتداعياتها علينا، بالغ الخجل وقاصراً عن معالجتها بشكلٍ فعّال ومستدام».

وحذّر ميقاتي مُجدداً، من انعكاسات النزوح السلبية التي تُعمّق أزمات لبنان، الذي لن يبقَى وحده في عين العاصفة، وقال: إنني «أُكرّر الدعوة لوضع خريطة طريق بالتعاون مع جميع المعنيين من المجتمع الدولي، لإيجاد الحلول المستدامة لأزمة النزوح السوري، قبل أن تتفاقم تداعياتها بشكلٍ يخرج عن السيطرة».

وأضاف ميقاتي: «أودُّ في هذا المجال أن أُسجّل تطوّراً إيجابياً يتمثّل في الاتفاق الذي توصّل إليه لبنان مع المفوّضية العُليا لشؤون اللاجئين حول تَبادُل المعلومات عن الوجود السوري في لبنان، مؤكداً بالتالي حرص لبنان على تعميق التعاون مع المنظمات الدولية والأممية، باعتبار ذلك ركناً أساسياً من أركان الحل المُستدام المنشود».

من جانبه وخلال مشاركته في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها، ضمن الدورة الـ78 للجمعية في نيويورك شدد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض على أن بلاده تستحق اهتماماً خاصاً في المناقشات حول الاستعداد لمواجهة الأوبئة، باعتبارها البلد المضيف لأكبر نسبة من النازحين للأفراد على مستوى العالم، مؤكداً أن نظام لبنان الصحي، على الرغم من مواجهته لأزمات متعددة، لكنه خدم ويخدم المواطنين وعدداً كبيراً من اللاجئين على حد سواء.

وسأل الأبيض حسب «النشرة»: «هل يجب أن تكون المساعدات الدولية مشروطة؟»، معتبراً أن» الصحة حق إنساني عالمي وأساسي، ويجب ألا يتم استغلالها».

جاء ذلك، في حين عبّر المنسق العام لـ«الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين» في لبنان النقيب مارون الخولي، عن استنكاره الشديد وقلقه العميق بشأن «تجاوز مهمة وصلاحية مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان فيما يتعلق بإصدار الإفادات السكنية للنازحين السوريين الذين يوجدون في لبنان»، وفقاً لما ذكره موقع «النشرة» أمس.

واعتبر الخولي أن «إصدار هذه الإفادات يخالف مذكرة التفاهم المؤرخة في ٩/٩/٢٠٠٣ التي تتعلق بالتعامل مع المتقدمين بطلبات اللجوء إلى مكتب المفوضية في لبنان، التي تؤكد أن هذا المكتب لا سلطة له في إصدار أو إعطاء الإفادات السكنية. بدلاً من ذلك، هذا الأمر يقع ضمن اختصاص المراجع الإدارية التي خصصتها القوانين اللبنانية بهذه الصلاحية».

وطالب الخولي «بحماية القوانين الوطنية والسيادة الوطنية، وقال: «نأمل أن يتم التحقيق في هذه المسألة بجدية وسرعة لضمان الامتثال للقانون والعدالة».

في غضون ذلك، قالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان نقله موقع «النشرة» أمس: إنه «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو 1000 سوري عند الحدود اللبنانية – السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن