بكين: ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة وتدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد … الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء يصلان الصين ولقاء قمة مع الرئيس شي اليوم
| خانجو - سيلفا رزوق
في زيارة هي الثانية له إلى جمهورية الصين الشعبية، وصل الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء بعد ظهر أمس، حسب التوقيت المحلي للمدينة الصينية، إلى مطار مدنية خانجو حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية.
وكان في استقبال الرئيس الأسد والسيدة الأولى وزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس المجلس الاستشاري في مقاطعة تشجيانغ التي تتبع لها هانغتشو (خانجو) جونغ شي وي، والسفير الصيني بدمشق شي هونغوي وعقيلته.
وعند السجادة الحمراء التي امتدت في ساحة المطار مقابل قاعة كبار الزوار، قدم حرس الشرف التحية لضيف الصين، في حين انقسمت مجموعة كبيرة من الأطفال والشبان الصينيين من مختلف الأعمار التابعين لكورال مقاطعة تشجيانغ على طرفي السجادة الحمراء يحملون الأعلام ويغنون الأناشيد الوطنية والتراثية الصينية ترحيباً بضيف جمهورية الصين الشعبية.
ووصل الرئيس الأسد والسيدة أسماء على متن طائرة رئاسية صينية من طراز ايرباص ٣٣٠ تم تخصيصها من قبل الرئيس شي لنقل ضيفه والوفد المرافق في رحلة مباشرة من دمشق إلى خانجو استغرقت ١١ ساعة.
اعلامية صينية كانت حاضرة مراسم الاستقبال وشهدت التحضيرات النهائية قبل وصول الطائرة حيث كانت الأمطار تتساقط على الاعلاميين وحرس الشرف والطلاب المتواجدين في الساحة، قالت في دردشة مع «الوطن» إن الصين تشتهر بالعالم بحسن ضيافتها، لذلك نحن نقول في الصين إنه عندما يكون الجو ماطراً كما هو الحال اليوم لا بد وأن يتوقف المطر عند وصول الضيف إلى أرض المطار.. وبالفعل صدق الصينيون ولحسن الحظ، وبعد هبوط الطائرة الرئاسية بدقائق وقبل أن تفتح أبوابها توقف المطر في خانجو، وبقي الجو غائماً لساعة قبل أن تستأنف حبات المطر سقوطها الناعم فوق المدينة التي تستعد لاستضافة الألعاب الآسيوية اعتباراً من يوم غد السبت.
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال، غادر الرئيس الأسد والسيدة أسماء المطار بسيارة رسمية من صناعة صينية من نوع «ريد فلاغ» وتعني «العلم الأحمر»، مجهزة بتقنيات حديثة ومضادة للرصاص، زينت مقدمتها بالعلمين السوري والصيني، لينتقل سيادته والسيدة أسماء في موكب كبير إلى مقر اقامتهما وسط المدينة، حيث تم تعليق المرور في شوارع خانجو إيذاناً بمرور الموكب وانتشرت الشرطة والمراسم على طول الطريق الواصل بين المطار وفندق شنغريلا مقر اقامة الرئيس الأسد.
وكان لافتاً الاهتمام الاعلامي الصيني الكبير بزيارة الرئيس الأسد والسيدة أسماء، إذ انتشرت عربات النقل المباشر في ساحات المطار لنقل مراسم الوصول، وقطعت القنوات التلفزيونية بثها المعتاد لنقل الصور مباشرة من مطار خانجو، كما اهتمت الصحف الصينية بخبر الزيارة مشيرة إلى أهميتها على صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين.
الاهتمام الاعلامي بزيارة الرئيس الأسد، وازاه اهتمام سياسي صيني كبير عبرت عنه تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو التي أكدت فيها بأن بكين ترى أن زيارة الرئيس الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وأضافت ماو: إن الصين وسورية تقيمان علاقة صداقة تقليدية عميقة، وسورية كانت من أولى الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع بكين، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 67 عاماً تطورت العلاقات بين البلدين بشكل سليم على الدوام.
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية: إن الرئيس الأسد يولي أيضاً أهمية كبيرة لتطوير العلاقات بين الصين وسورية، والرئيس شي ومسؤولون صينيون آخرون سيلتقونه لتبادل وجهات النظر بعمق على صعيد العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
ويعقد الرئيس الأسد والرئيس شي في خانجو اليوم قمة ثنائية موسعة، يحضرها كبار المسؤولين في البلدين للبحث في تعزيز وتطوير التعاون المشترك، على أن يقيم الرئيس الصيني غدا مأدبة غداء على شرف ضيوفه الذين سيحضرون حفل افتتاح آسياد19.
وأول زيارة للرئيس الأسد والسيدة عقيلته إلى الصين، وكانت زيارة دولة، جرت في حزيران عام ٢٠٠٤ وهي كانت أول زيارة لرئيس سوري إلى بكين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين عام 1956.