منتخبنا لكرة السلة في المجموعة الأقوى بالتصفيات الآسيوية فهل سينجح الاتحاد بإعداده بطريقة مثالية؟
| مهند الحسني
أوقعت قرعة تصفيات أمم آسيا 2025 منتخبنا الوطني لكرة السلة في المجموعة السادسة التي تضم منتخبات الإمارات ولبنان والبحرين وهي منتخبات قوية واللعب معها لن يكون سهلاً وخاصة أن نتائج مواجهاتنا الماضية تصب في مصلحتها على صعيد المستوى الفني والنتائج الرقمية، وخوض التصفيات القادمة لن يكون صعباً في حال نجح الاتحاد في إعداد المنتخب بطريقة مثالية توازي حجم وقوة هذه المنتخبات.
إعداد جيد
تفصلنا أشهر قليلة عن دخولنا التصفيات وهي مدة كافية ووافية لعودة الاتحاد والقائمين عليه إلى وضع دراسة فنية لخطة إعداد المنتخب على نار هادئة ووضع تصورات جديدة للمرحلة القادمة على أمل تلافي جميع المنغصات والأخطاء التي وقع بها الاتحاد في إعداد منتخباته منذ توليه مهامه، فالكوادر الوطنية القادرة على العطاء موجودة لكنها مبعدة أو مستبعدة وعلى الاتحاد تصفية النيات ورفع مستوى ثقته بهؤلاء الكوادر ومنحهم كامل حرية العمل في هذا الاستحقاق المهم، لأن حضورنا في المحفل الآسيوي بات ضرورياً من أجل تثبيت مبدأ الحضور على أقل تقدير، لكن طموحات عشاق المنتخب باتت تتطلع لأكثر من تسجيل الحضور الخجول وتحقيق نتائج جيدة، وهذه النتائج لن تأتي من عبث وإنما هي بحاجة إلى خطة إعداد جيدة ومدروسة وتنفيذ صحيح على أرض الواقع بهدف توفير كل المقومات اللازمة للمنتخب في تحضيراته القادمة ورفع يد بعض الدخلاء عن هموم وشجون المنتخب وترك عملية انتقاء اللاعبين بشكل كامل للجهاز الفني.
ما الضير؟
اتحاد السلة الحالي نجح في زرع ثقافة المدرب الأجنبي لقيادة منتخباتنا الوطنية منذ مجيئه لمركز صنع القرار لكن هؤلاء المدربين لم يتمكنوا من رفع مستوى منتخباتنا لكلتا الفئتين الرجال والسيدات فجاءت نتائجنا علقمية ومستوانا هزيلاً وضعيفاً، وتحولت منتخباتنا إلى قط أليف تستبيح سلته جميع المنتخبات، لسنا بصدد انتقاد خبرة هؤلاء المدربين فهم من أصحاب الخبرات السلوية العالية، لكن فشلهم يعود لعدة أسباب يأتي في مقدمتها التعاقد المتأخر معهم والذي لا يسمح لهم بالمجيء إلى سورية قبل فترة شهر من أي بطولة ومتابعة مباريات الدوري وانتقاء اللاعبين بعيداً عن أي محسوبيات أو مصالح شخصية ومن ثم العمل على تحضير المنتخب عبر برنامج تحضيري جيد.
ثانياً استغلال حالة السخاء المادي التي توليها القيادة الرياضية لمنتخبات السلة وانتقاء اللاعبين المجنسين بطريقة تتناسب مع واقع المنتخب بحيث يتم التعاقد مع لاعب يحمل المنتخب يكون بمنزلة العقل المفكر والقائد الناجح لا أن يكون عبئاً عليه كما ظهر المحترف الأميركي بيدرسون الذي شارك في التصفيات الأولمبية الأخيرة.
ثالثاً تسليم ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية لأشخاص من أصحاب الخبرة الفنية والإدارية وتشكيل لجنة خاصة لهذا الملف وتوفير له كل ما يلزم من أجل أن يكون حصاده وفيراً ويساهم في رفع مستوى المنتخب، لأن هذا الملف في المشاركة الأخيرة للمنتخب أثبت أن القائمين عليه لا يفقهون أدنى درجات المخاطبة الإدارية ولم تكن رؤية لمستويات اللاعبين جيدة ما انعكس سلباً على المنتخب فظهر اللاعبون بصورة متواضعة ساهمت في نتائج غير مرضية.
رابعاً على الاتحاد أن يعتمد على كوادره الوطنية بعدما أثبتت تجاربه مع المدرب الأجنبي بهذه الطريقة الفجة فشلها ويمنح الثقة لبعض مدربينا لقيادة المنتخب في الاستحقاق القادم وهم قادرون على العطاء وخاصة أنهم يعرفون إمكانات جميع اللاعبين ومن المؤكد أنهم سيوظفونها لمصلحة المنتخب على أمل الظهور بصورة جميلة ونحقق نتائج جيدة ولا نقصد هنا أننا سنعتلي منصات التتويج عربياً أو قارياً وإنما حتماً سيكون حال المنتخب أفضل.
الحضور الجيد
المشاركات القادمة لمنتخبنا الأول مهمة ليس على صعيد تحقيق نتائج رقمية وحسب وإنما لتسجيل مبدأ الحضور بين كبار المنتخبات القارية والعربية، فحضورنا ضروري حتى نتمكن أن نعرف حقيقة مستوانا الفني وندرك حجم الهوة التي بدأت تتسع بشكل كبير بيننا وبين باقي منتخبات المنطقة.
المشاركة مع منتخبات القارة الصفراء بهذا الحجم تضم لاعبين سوبر ستار ومدربين أجانب من النخبة لن تكون سهلة في حال بقيت تحضيراتنا متواضعة وخجولة ومعدل أعمار لاعبي منتخبنا كبيراً، فإذا كنا نريد أن يكون منتخبنا منافساً قوياً وعنيداً في مشاركته القادمة، فلهذا الأمر شروط يجب توافرها والعمل على تأمينها بشتى الوسائل، وغير ذلك سيكون منتخبنا صيداً سهلاً، وسوف تستبيح سلته جميع المنتخبات، وسنخرج من التصفيات بعناوين قاتمة لن ينساها عشاق السلة السورية، وسنكون أمام خسائر جديدة ربما أكثر قسوة من سابقاتها.