معهد أميركي يتحدث عن حقبة جديدة في العالم تقودها آسيا … «تلغراف»: الصين تقف إلى جانب المضطهدين في أميركا الجنوبية
| وكالات
ذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية، أن النظام الجديد الذي دعت إليه أكثر من 100 دولة خلال قمة مجموعة «الـ77 والصين»، هو نظام تتولّى فيه الصين القيادة، على حين تكون الولايات المتحدة الأميركية «دولةً تابعة»، وذلك في وقت تحدّث فيه معهد «McKinsey Global Institute» الأميركي، أن آسيا ستكون «المكان الذي تتشكّل فيه حقبة جديدة».
وحسب الصحيفة البريطانية فإنه على الرغم من أن الصين ليست عضواً في المجموعة الـ77، فإن اهتمامها بهذا الاجتماع خصوصاً «كان كاشفاً»، ووفقاً لها، فإن بكين أوضحت أنها «تقف إلى جانب المضطهدين»، وذلك من خلال زيارتها هافانا، المعروفة بتاريخها المناهض لواشنطن.
وذكرت الصحيفة أن الصين عندما تنظر إلى المنطقة، «لا ترى الفوضى التي تلاحظها الولايات المتحدة الأميركية واعتادت عليها»، وبدلاً من ذلك، يرى الصينيون الفرص الاقتصادية والسياسية، على حد سواء.
الصحيفة رأت أن الصين تدرك أن أميركا الجنوبية ستؤدي دوراً حاسماً في الوقت الذي يستعد فيه العالم للثورة الصناعية المقبلة، بالنظر إلى أن أميركا الجنوبية تمتلك تريليونات الدولارات من المعادن الحيوية الضرورية من أجل تطوير التقنيات الناشئة. كما تعي بكين أيضاً الأهمية الجيوستراتيجية لوجودها في الجوار الأميركي الجنوبي، حيث ابتعدت واشنطن عن الدبلوماسية، و«أعدّت نفسها لإحباط كبير».
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى توجّه الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في زيارة إلى العاصمة الصينية، قبل يوم واحد من القمة، وسرعان ما بدأت التكهنات بشأن ما يسعى له مادورو. وكما هو متوقع، وفقاً للصحيفة، يبادر النفط والمال إلى أذهان معظم الصحفيين، إذ في نهاية المطاف، تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية في العالم.
وأوضحت الصحيفة أن المصالح الصينية في المنطقة، تذهب إلى ما هو أبعد من النفط، لافتةً إلى ترحيب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بمادورو، وبذله جهوداً ليُظهر للعالم مدى قرب البلدين من بعضهما البعض، متخلّفاً عن حضور قمة مجموعة «العشرين».
إضافة إلى ذلك، قام الحزب الشيوعي الصيني بترقية علاقته مع فنزويلا إلى «شراكة إستراتيجية»، وهي شراكة تحتفظ بها بكين لأقرب شركائها، الذين أصبحت كاراكاس أولهم في أميركا الجنوبية. كذلك، لفتت «تلغراف» إلى دعوة الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، الحاضرين إلى «تغيير قواعد اللعبة»، والإدانات التي وجهّها القادة المجتمعون إلى الولايات المتحدة، بينهم رئيسا البرازيل وهندوراس، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيورما كاسترو.
في الغضون، تحدث تقرير لمعهد «McKinsey Global Institute» الأميركي بعنوان «آسيا على أعتاب حقبة جديدة» عن «الحقبة الجديدة» التي سيشهدها العالم، وهي حقبة تؤدي آسيا «دوراً قيادياً» في تشكيلها.
وحسب التقرير، تضع مجموعةُ الاضطرابات التي يشهدها العالم اليوم، آسيا «في المركز»، ما يحفّز على ظهور عصر جديد ستؤدي فيه دوراً قيادياً. ورأى التقرير أن الظروف اليوم «ليست فريدةً من نوعها»، إذ حدّد المعهد سابقاً فترات أخرى من الاضطرابات منذ عام 1945، وأدّى كل منها إلى بدايات حقب جديدة طويلة الأمد. هذه الحقبات، وفقاً للمعهد الأميركي، شهدت «استقراراً نسبياً» في أطر الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، إلا أن «التغيّر التحويلي» حدث في ظل هذا الاستقرار.
وأطلق المعهد على الحقبة الأخيرة، الممتدة من عام 1989 إلى عام 2019، تسميةَ «عصر الأسواق»، حيث برزت فيها اقتصادات المنطقة الآسيوية بصورة جماعية باعتبارها «الأغلبية الجديدة في العالم»، ممثِّلةً أكثر من نصف المجموع العالمي للمقاييس الرئيسية التي يستخدمها المعهد في قياس الاقتصاد العالمي.
وخلال هذا العصر، التحقت آسيا بـ«ركب الازدهار»، من خلال توسيع تجارتها مع العالم، والاستفادة من ميزة التكامل بين دولها. ووفقاً لما أورده التقرير، حققت القارة الاندماج الاقتصادي، من دون الحاجة إلى تحالف سياسي.
وفي السياق، أشار المعهد إلى بلدان آسيا بصورة جماعية، لأنّها «تشكل نظاماً متكاملاً ومترابطاً، من خلال مصالحها التجارية المتبادلة». وتبعاً لذلك، أصبحت آسيا اليوم لاعباً بارزاً في المجالات الخمسة التي تقوم عليها أبحاث المعهد الأميركي وهي: النظام العالمي، منصات التكنولوجي، القوى الديموغرافية، أنظمة الموارد والطاقة، والرأسمالية، ورأى المعهد أيضاً أن الاقتصادات الآسيوية كانت «المستفيد الأكبر» من العالم المتحوِّل نحو العولمة، على مدى السنوات الـ30 الماضية، حيث بدأت مكانتها العالمية بالتنامي.