سورية

شككت بخروج «التنظيم» عن طاعة إدارة الرئيس التركي … مصادر «الوطن»: أنقرة تفرض «هدنة» هشة لوقف اقتتال فصائلها مع «النصرة» قرب المعابر

| حلب- خالد زنكلو

فرضت قوات الاحتلال التركي في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب «هدنة» سرى مفعولها أمس بين فصائلها والميليشيات المحسوبة على تنظيم «جبهة النصرة»، بهدف وضع حد للاقتتال الدائر للسيطرة على معبر الحمران، والذي أودى بحياة مدنيين ومسلحين.

وبينت مصادر محلية في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، والتي تسيطر عليها ما تسمى ميليشيا «الجيش الوطني» المدعومة من الإدارة التركية، أن الاشتباكات توقفت أمس بين الميليشيا و«أحرار عولان» المنشقة عنها والمقربة من «النصرة»، بالقرب من معبر الحمران الإستراتيجي، الذي يصل بين مناطق هيمنة «مجلس منبج العسكري» التابع لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» مع مناطق نفوذ «الجيش الوطني» في مدينة جرابلس عند الحدود مع تركيا أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن توقف الاشتباكات، إثر محاولة «أحرار عولان» وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية- القاطع الشرقي»، السيطرة على معبر الحمران»، أعقب وساطة من ضباط في جيش الاحتلال التركي لوقف الاقتتال بين المتحاربين لوقف تمدد «النصرة» من إدلب إلى ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي عبر حلفائها للهيمنة على أهم معبر لتبادل البضائع والنفط الخام بين مناطق «قسد» و«الجيش الوطني».

وشككت المصادر بما تردد عن خروج «النصرة» عن طاعة إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مناطق سيطرتها والتي تسميها «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي، وذلك بعد دفع التنظيم بأرتال عسكرية من إدلب إلى عفرين فمنطقتي الباب وجرابلس لمناصرة حلفائه «أحرار عولان» والقاطع الشرقي لـ«أحرار الشام» للسيطرة على «الحمران».

وأوضحت أن إدارة أردوغان استهدفت من خلال السماح بدخول أرتال «النصرة» إلى مناطق هيمنة «الجيش الوطني»، هو تأديب فصائل الأخيرة المتنازعة بينها على المال والنفوذ والسيطرة على طرق التهريب مع مناطق «قسد»، والتي تدر أرباحاً طائلة لمتزعمي «الجيش الوطني».

المصادر اعتبرت إغلاق الاحتلال التركي لمعبري دير بلوط والغزاوية، اللذين يصلان مناطق «النصرة» في إدلب من مناطق «الجيش الوطني» بريف عفرين الجنوبي الغربي، وكذلك نشر جيش الاحتلال التركي لمدرعاته وجنوده في مناطق عفرين وإعزاز وصولاً إلى أرياف جرابلس لمنع تمدد التنظيم باتجاه «الحمران»، مجرد تمثيلية الهدف منها الإيهام بأن إدارة أردوغان هي من حالت دون سيطرة التنظيم وحلفائه على المعبر، إثر خروجه عن المظلة التركية الراعي الرسمي لبقاء نفوذه في إدلب والأرياف المجاورة لها في حلب وحماة واللاذقية.

وتوقعت خرق الهدنة وتجدد الاشتباكات بين الفريقين المتصارعين، لحين التوصل إلى تفاهمات تتيح لـ«النصرة» فرض هيمنتها على مناطق محددة متاخمة لمناطق هيمنة «قسد» وبرعاية من إدارة أردوغان، لإتاحة الفرصة أمام التنظيم للدخول في مواجهات مع «قسد» بعد إخفاق فصائل «الجيش الوطني» في التمدد على حساب الميليشيا في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن