الخبر الرئيسي

مصادر لـ«الوطن»: اللقاء كان حاراً وودوداً جداً وتوافق تام في الرؤى السياسية … الرئيس الأسد: يتشكل عالم متعدد الأقطاب سيعيد للعالم توازنه … الرئيس شي: علاقاتنا صامدة وندعم سورية بمواجهة التدخل الخارجي

| الوطن- سيلفا رزوق

فتحت سورية والصين أمس صفحة جديدة في تاريخ علاقاتهما الممتدة منذ 67 عاماً، وأعلن زعيما البلدين بشار الأسد وشي جين بينغ في قمة خانجو والتي سيحفظها التاريخ جيداً، عن بدء مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزيزالتعاون طويل الأمد، في لحظة دولية يعيد فيها العالم تشكيل خرائطه وفق معطيات القوى الناهضة الجديدة والساعية لتحقيق عالم أكثر عدلاً وتوازناً

رسالة «التحدي» الصينية والتي عبرت عنها الخطوات المتتالية تجاه دمشق بدءاً من الحفاوة السياسية والإعلامية والشعبية الاستثنائية بزيارة الرئيس الأسد للصين وصولاً لكلمة الرئيس شي خلال استقباله الرئيس الٍأسد أمس، وتأكيده الحرص على بذل الجهود والتعاون المشترك للدفاع عن العدالة والسلم الدوليين وصل صداها جيداً لمن يهمه الأمر من الأطراف الدولية الساعية نحو إعادة عقارب التاريخ إلى الوراء وأظهرت صورة الزعيمين الأسد وشي بأن مرحلة العالم المتعدد الأقطاب بدأت أولى خطواتها وأصبح للصين كما لروسيا دورها الحاضر دولياً وعلى جميع المستويات.

ويوم أمس عقدت القمة في فندق شيهو للضيافة في مدينة خانجو، حيث أعلن الزعيمان عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وعلمت «الوطن» من مصادر في خانجو أن اللقاء بين الزعيمين كان حاراً وودوداً جداً وكان هناك توافق في الرؤى السياسية وضرورة عدم التدخل في شؤون الدول والشعوب وأشاد الرئيس شي جين بينغ بالرئيس الأسد وقال له في مستهل اللقاء بحسب المصادر: أحيي صمودكم لقد دافعتم عن بلدكم بصلابة وشجاعة ونحن في الصين نتابع عن قرب كل ما يجري في سورية، ونحن معكم.

الرئيس شي جين بينغ قال في كلمته التي بثت على وسائل الإعلام: إنه على مدى سبع وستين سنة تظل العلاقات السورية الصينية صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية وتظل الصداقة تاريخية وراسخة مع مرور الزمن، مؤكداً أن بلاده تحرص على تعزيز التعاون مع سورية في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتدعم انضمام سورية لمنظمة شنغهاي كشريك للحوار، كما تدعم بشكل ثابت جهود سورية ضد التدخل الخارجي وترفض تمركز القوات غير الشرعية على الأراضي السورية وتحث الدول على رفع العقوبات والحصار الاقتصادي غير الشرعي، إضافة لدعمها بناء القدرات السورية في مكافحة الإرهاب.

وشكر الرئيس شي جين بينغ سورية على دعمها للصين في القضايا المتعلقة بتايوان وتشينج يانغ، وأكد أن المباحثات مع الرئيس الأسد كانت مثمرة وتم التوصل إلى توافقات واسعة النطاق.

الرئيس الأسد بدوره اعتبر أن زيارته للصين هامة بتوقيتها وبظروفها حيث يتشكل عالم متعدد الأقطاب سيعيد للعالم التوازن والاستقرار.

وشدد الرئيس الأسد على أن الصين تقف مع القضايا العادلة للشعوب، منطلقة من المبادئ القانونية والإنسانية والأخلاقية والتي تشكل أساس السياسة الصينية في المحافل الدولية والمبنية على استقلال الدول واحترام إرادة الشعوب ونبذ الإرهاب والتي كان لها دور كبير في تخفيف آثار الحرب على سورية، منوهاً إلى أن سورية تنظر لدور الصين البنّاء على الساحة الدولية وترفض كل محاولات إضعاف هذا الدور، وأن سورية ترفض محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي وإنشاء تحالفات إقليمية تهدف إلى ضرب الاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا.

وبعد لقاء القمة السورية الصينية صدر بيان مشترك حول إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن