عربي ودولي

بعد 3 أيام من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع باكو … استكمال مفاوضات تسليم سلاح التشكيلات العسكرية في ناغورني كاراباخ

| وكالات

أجرت سلطات إقليم ناغورني كاراباخ، أمس السبت، مفاوضات على سحب قواتها ومواصلة تسليم أسلحتها مع أذربيجان، وذلك بعد 3 أيام من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع باكو.
وحسب وكالة «أ ف ب»، أوضحت السلطات أنّ هذا سيسمح بتنظيم عملية انسحاب القوات وضمان عودة المواطنين الذين نزحوا نتيجة الهجوم العسكري، إلى منازلهم، مضيفة: إنّ الطرفين سيبحثان في إجراءات دخول المواطنين وخروجهم من هذه المنطقة.
وبدأت المحادثات بين ستيبانيكرت وباكو الخميس الماضي، وهي تتمحور حول «إعادة دمج» ناغورني كاراباخ في أذربيجان، وأعلنت الأخيرة بعد ذلك أنّ اجتماعاً جديداً سيُعقد في أقرب وقت ممكن. وصرّح مستشار الرئيس الأذربيجاني لوكالة «رويترز» أول من أمس الجمعة برغبة بلاده دمج أرمن الإقليم في أذربيجان، مقترِحاً عفواً عن التشكيلات العسكرية التي ستتخلى عن أسلحتها.
ووعدت باكو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال المساعدات ورعاية الجنود التابعين لسلطات ستيباناكيرت المصابين، مع السماح لسيارات الإسعاف بالدخول من أرمينيا.
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنّ التشكيلات العسكرية في الإقليم سلّمت 6 مركبات مدرعة، وأكثر من 800 قطعة سلاح صغيرة، ومضادات دبابات، إضافة إلى نحو 5 آلاف قطعة ذخيرة، حتى الآن.
وتمّت عملية تسليم الأسلحة تحت إشراف قوة حفظ السلام الروسية في الإقليم، وفي غضون ذلك، لا يزال آلاف المدنيين يواجهون حالة طوارئ إنسانية في هذه المنطقة من القوقاز، إضافة إلى ذلك، أبلغت موسكو عن انتهاكين وقعا يوم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأربعاء الماضي.
ويأتي إعلان السلطات في ناغورني كاراباخ في وقت اتهمت فيه الجيش الأذربيجاني بمحاصرة ستيباناكيرت، عاصمة الإقليم. وقالت المتحدثة باسم السلطات في ستيباناكيرت، أرمين هايرابيتيان، لوكالة «فرانس برس» إنّ الوضع في ستيباناكيرت مروّع، مشيرةً إلى أنّ السكان «يختبئون في الأقبية».
وقال رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان أول من أمس الجمعة إنّ الوضع «لا يزال متوتراً» في ناغورني كاراباخ، حيث تتواصل الأزمة الإنسانية. وفي الوقت نفسه، أكد باشينيان أنّ ثَمَّة أملاً في ديناميكية إيجابية، مشيراً إلى أنّ وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ الأربعاء الماضي بين ستيباناكيرت وباكو يتم احترامه بشكل عام.
وفي ألمانيا، حثّ ستيفن هيبيرسترايت، الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، بعد محادثة هاتفية بين الزعيم الألماني ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، على ضمان حقوق سكان الإقليم وسلامتهم، من أجل التوصل إلى حلّ دائم للنزاع.
وحسب آخر حصيلة صادرة عن سلطات الإقليم، أدّت العملية العسكرية التي شنّتها أذربيجان وانتهت خلال 24 ساعةً إلى مقتل 200 شخص على الأقل، إضافة إلى إصابة 400 آخرين. أما في أرمينيا، فيواجه رئيس الوزراء انتقادات لاذعة بسبب تقديمه «تنازلات» لأذربيجان منذ خسارته مساحات واسعة من الأراضي في الحرب التي استمرت 6 أسابيع في عام 2020.
وقالت الشرطة إنّ 98 شخصاً اعتُقلوا عندما أغلق متظاهرون مناهضون للحكومة الشوارع في العاصمة يريفان، أول من أمس الجمعة، لليوم الثالث على التوالي، من الاحتجاجات على طريقة تعامل رئيس الوزراء مع الأزمة.
من جهته، دعا باشينيان إلى الهدوء بعد المواجهات في الشوارع، متعهداً التصرف بحزم ضد «مثيري الشغب»، بينما تتزايد المخاوف بشأن رحيل سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفاً، في حين أكدت أرمينيا أنّه من غير المتوقع تنفيذ أي عملية إجلاء جماعية. وأشارت يريفان إلى أنّها لا تتوقّع تدفّقاً واسعاً للاجئين حالياً، لكنها مستعدة لاستقبال 40 ألف أسرة إذا لزم الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن