أعلنت عن جولة جديدة من المفاوضات في أديس أبابا … مصر: استمرار إثيوبيا بملء سد النهضة انتهاكٌ لاتفاق إعلان المبادئ
| وكالات
أكدت مصر أمس أن استمرار إثيوبيا في عملية ملء سد النهضة في غياب الاتفاق اللازم، يعد انتهاكا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، بالتزامن مع إعلانها انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بشأن هذه المسألة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور الوزراء المعنيين من مصر والسودان وإثيوبيا ووفود التفاوض من الدول الثلاث.
ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن وزارة الري المصرية قولها في صفحتها على «فيسبوك»: «يأتي ذلك (جولة المفاوضات) في إطار استكمال الجولات التفاوضية التي بدأت في القاهرة يومي 27 و28 آب الماضي بناء على توافق الدول على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة في ظرف أربعة أشهر، في أعقاب لقاء قيادتي مصر وإثيوبيا في 13 تموز الماضي».
وصرح هاني سويلم وزير الموارد المائية والري المصري بأن مصر «مستمرة في التعامل مع المفاوضات، كعهدها دائماً بالجدية وحسن النيات اللازمين بغرض التوصل لاتفاق عادل ومتوازن، يراعي مصالحها الوطنية ويحمي أمنها المائي واستخداماتها الحالية ويحفظ حقوق الشعب المصري، وفي الوقت ذاته يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، بما يضمن تحقيق التنمية والرخاء لشعوب مصر وإثيوبيا والسودان».
وجدد سويلم الإشارة إلى ما مثله استمرار إثيوبيا في عملية ملء سد النهضة، في غياب الاتفاق اللازم، من انتهاك لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، مشيراً إلى أن استمرار مثل هذه التصرفات الأحادية المخالفة للقانون الدولي يلقي بظلال غير إيجابية على العملية التفاوضية الراهنة ويهدد بتقويضها.
كما أكد سويلم أهمية حشد الجهود ليتسنى التوصل للاتفاق المطلوب في المدة الزمنية المقررة، ولاسيما مع الأخذ في الاعتبار وجود العديد من الحلول الفنية والقانونية التي تتيح إبرام اتفاق قانوني ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، انتهاء عملية تعبئــة سد النهضة الضخــم على النيــل الأزرق، والذي يشكّل مصدر توتر مع مصر والسودان. وكتب عبر منصة «إكس»: «أعــلن بسرور بالغ أن التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة تمت بنجاح».
ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن عن اتفاق. ورغم أن مصر والسودان حضّتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزّان السد إلى حين التوصّل لاتّفاق شامل، فقد أعلنت أديس أبابا في 22 حزيران الماضي استعدادها لإطلاق المرحلة الرابعة من ملء خزّان السد الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1,8 كم وارتفاعه 145 متراً. ودشنت إثيوبيا رسمياً في شباط 2022 إنتاج الكهرباء من السد الذي تُقدّمه على أنه من بين الأكبر في إفريقيا بتكلفة بناء تجاوزت أربعة مليارات دولار. وتمّ تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاواط، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.