مسؤول ليبي: القطاع المصرفي استأنف العمل في المدينة المنكوبة … عودة الحياة في درنة تواجه مصاعب.. واستخدام قوارب لعبور طريق صحراوي
| وكالات
على الرغم من الصعوبات الجمة التي خلفها الإعصار «دانيال»، بدأت الحياة بالعودة تدريجيا إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة، إذ باشرت البنوك التجارية العاملة في مدينة درنة شرق ليبيا، وقدمت تسهيلات كبيرة لسكان المدينة في عمليات السحب والصرف واستخراج الصكوك البنكية وغيرها من الخدمات.
وأوضح مدير مكتب الإعلام في مصرف «الجمهورية» محمد سعيد في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية أن المصرف استأنف العمل في درنة منذ يوم أمس الأحد، بفرعين، فرع المدينة وفرع الصيرفة الإسلامية.
وتابع سعيد: إن إدارة المصرف وضعت خطة لتوفير السيولة النقدية بشكل يومي وتمكين العملاء من سحب أرصدتهم، مؤكداً أن «عمليات السحب مفتوحة لجميع سكان المدينة». وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تعاني منه البلاد أزمة سيولة نقدية في جميع البنوك العاملة في الدولة، منذ سنوات عدة.
وأول من أمس السبت أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن فرق الإنقاذ والبحث والتفقد المحلية والدولية أنهت عمليات البحث عن الناجين وسط مدينة درنة، واتجهت جميعها للبحث في أعماق البحر والشواطئ.
وأشار المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، إلى أن «مدينة درنة في الوقت الحالي بعد الصدمة الأولى، بدأت الأمور تسير بشكل جيد داخلها سواء على مستوى البحث والإنقاذ أم الإمدادات أو الخدمات الصحية، وهي مهمة جداً على مستوى الخدمات الصحية، والأمور جيدة جدا».
وفي العاشر من الشهر الجاري، اجتاح إعصار مدمر عدة مناطق شرق ليبيا، وخلف دماراً كبيراً وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين والمفقودين. واجتاح الإعصار «دانيال»، بسرعة بلغت 180 كيلومتراً في الساعة مع كميات قياسية من المياه، سدين يعود تاريخهما إلى السبعينيات، ما أدى إلى إطلاق ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي ضربت بعنف غير مسبوق منازل مدينة درنة الواقعة شمال غربي البلاد، والتي يبلغ عدد سكانها وحدها ما بين 50 إلى 90 ألف نسمة، فيما اختفت أحياء بأكملها.
في الغضون، وحول تداعيات ذلك، ذكرت قناة «سكاي نيوز عربية» في سياق تقرير لها أنه رغم مرور 13 يوما على الإعصار «دانيال»، مازالت الكثير من المناطق الليبية تعاني من كميات المياه الضخمة التي خلفتها السيول والفيضانات، ومنها طريق المخيلي الصحراوي الذي تحول إلى «بحيرة».
ويمتد طريق المخيلي بطول 251 كيلومتراً في الصحراء شرق ليبيا، ويربط بين منطقة التميمي شرقا ومدينة المرج غربا، وفي المنتصف قرية المخيلي التي سمي بها الطريق، والتي تتبع إداريا بلدية درنة.
وحسب القناة، تحول الطريق الصحراوي المعروف بأنه منطقة قاحلة، إلى بركة ضخمة من المياه أشبه بـ«البحيرة»، التي تجمعت في محيط الطريق وغمرته عند منطقة المخيلي، حتى أصبح تحرك السيارات فيه شبه مستحيل.
ومنذ اليوم الأول للكارثة، أطلق أهالي المخيلي نداءات استغاثة بسبب انقطاعهم عن باقي المناطق، نظرا لغمر المياه الطريق إلى منطقتهم، ما دفع بعد ذلك مصلحة الطرق والجسور إلى فتح مسارات جديدة. ولكن في ظل استمرار عمليات الإغاثة للمنطقة، والحاجة إلى وصول فرق الدعم والإسناد إلى المكان للمعاونة في أعمال البحث والإنقاذ، اضطرت فرق من الجيش الوطني الليبي إلى استخدام الزوارق في محاولة منها لتسهيل وصولها إلى المخيلي، حسب ما ظهر في مقطع فيديو.
وقالت «سكاي نيوز»: على بعد 60 كيلومتراً شرق مدينة بنغازي، تواصلت عملية تفريغ سد وادي جازا الذي امتلأ بمياه السيول، حيث شارفت العملية على الانتهاء، وفق ما أعلنته لجنة إعادة الإعمار والاستقرار التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب.
وتسبب تعطل البوابة الرئيسية للسد، في إطلاق تحذيرات محلية وأخرى دولية من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، بشأن خطورة تعرض السد للانهيار جراء ضغط المياه الكبير، وعدم القدرة على تصريفها بشكل صحيح. وعلى الفور قامت الفرق الهندسية التابعة للجنة إعادة الإعمار بتطهير مجرى الوادي، وتصريف المياه من فتحاته الأخرى، حيث تجاوزت كميات المياه المفرغة إلى البحر المتوسط 5.3 ملايين متر مكعب.
وأرجعت اللجنة تعطل البوابة الرئيسية للسد إلى أعمال السرقة والتخريب التي تعرض لها سابقاً، وسرقة المعدات الهيدروليكية وخزان الزيت ومنظومة الكهرباء به.