إيران كشفت عن صاروخ «مخصّص» لضرب إسرائيل.. وإحباط مؤامرة لتنفيذ 30 تفجيراً إرهابياً في طهران … عبد اللهيان تعليقاً على تهديدات نتنياهو: لا أحد يعير اهتماماً لها لأنه في أضعف حالاته
| وكالات
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن الاتهامات التي وجهها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ضد إيران في الأمم المتحدة، لا أحد يُعيرها اهتمامه، في حين أعلنت وزارة الأمن الإيرانية إحباط مؤامرة «وحشية» لتنفيذ 30 تفجيراً إرهابياً متزامناً في نقاط مختلفة مزدحمة في طهران.
وحذّر نتنياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، مما وصفه بالخطر الذي تمثله إيران، وفق زعمه، قائلاً: إنه «سيبذل كل ما في قدرته لمنعها من التزوّد بسلاح نووي».
وتعليقاً على ذلك، أكد عبد اللهيان حسب وكالة «إرنا» أمس أن الكيان الإسرائيلي يُعاني داخلياً من أزمات «متعددة الطبقات»، مؤكداً أن لا أحد يعير اهتماماً لتهديداته لأنه في أضعف حالاته، قائلاً: إنه رئيس وزراء كيان مزيف ومحتل يستخدم لغة التهديد من منبر منظمة الأمم المتحدة بدلاً من احترامه، الأمر الذي يُظهر سوء استخدام الأدوات الدولية من كيان الاحتلال.
وأضاف عبد اللهيان: كان من المثير للاهتمام بالنسبة لي أن بعض المسؤولين من مختلف الدول الذين شاركوا في اجتماع الجمعية العامة، أشاروا إلى سلوك نتنياهو على أنه مزحة، وتابع: أحد المسؤولين المشاركين في أعمال الجمعية العمومية قال لي إن نتنياهو يجلب معه رسومات طفولته إلى الأمم المتحدة ليرويها للمشاركين.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن العدو الإسرائيلي نفسه يملك مئات الرؤوس النووية ويستمر في مخططاته التهديدية، وهو ليس في وضع يُخوّله التهديد.
وسبق أن علّق الإعلام الإسرائيلي على خطاب نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً: إن الخطاب، لن يُذكر على أنه أحد أفضل خطابات رئيس الحكومة، لكنه عبّر جيداً عن الواقع الذي يعيش فيه.
ورأى مراسل ومحلل الشؤون الدبلوماسية باراك رافيد في موقع «والاه» الإسرائيلي، أن جلسة الجمعية العمومية كانت نَعِسة جداً، إذ حضرت قلة من الدبلوماسيين لسماع كلمة نتنياهو، بحيث كانت القاعة بأغلبها فارغة، فيما كان عدد أعضاء حاشية رئيس الحكومة مشابهاً لعدد الدبلوماسيين الأجانب الذين كانوا في القاعة.
من جهة ثانية، شرح عبد اللهيان خطط الوفد الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً إن الوفد كان لديه نحو 43 برنامجاً، 34 منها كانت اجتماعات مع النظراء وبعض المسؤولين، بما في ذلك الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة الذي انعقد اليوم.
وأفاد بأنّه خصّص، اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لموضوع مبادرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومقترحه بشأن ضرورة الالتزام في الأسرة والتضامن فيها. وذكر أن الأمين العام رحّب بمبادرة «التضامن العالمي بشأن الأسرة والروابط الأسرية لمعالجة مشكلة انهيار الأسر في عصرنا هذا في العالم»، التي طرحها رئيسي، وقرّر طرحها في شكل خطة لتوفير الأرضيات لعولمتها. وتحدّث أيضاً عن الاجتماعات التي عُقدت أمس مع المسؤولين والأطراف الأخرى، موضحاً أنه جرى خلالها الحديث عن بعض التحديات العالمية والإقليمية القائمة.
وفي وقت سابق، شدد الرئيس الإيراني من منبر الأمم المتحدة، على أن الهجوم على المفاهيم الطبيعية، ومنها مفهوم الأسرة، هو تهجم على الإنسانية، مؤكداً ضرورة حماية نواة المجتمع، التي تقوم على الزواج بين المرأة والرجل». كما طالب جميع المراجع الدينية بالوفاء بشأن التزاماتها المتعلقة بحماية الأسرة.
في الغضون، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية إحباط «مؤامرة وحشية» لتنفيذ 30 تفجيراً إرهابياً متزامناً في نقاط مختلفة مزدحمة في طهران، مشيرة إلى أن عناصر المخطط الإرهابي تابعون لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وحسب وكالة «فارس»، أفادت الوزارة في بيان صدر أمس، بـاعتقال كل المتورطين في المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف العاصمة طهران، موضحة أنه تمت مداهمة مقار عديدة لإرهابيين في محافظات طهران والبرز وأذربيجان الغربية واعتقلت 28 منهم، مشيرة إلى أن التفجيرات الإرهابية المخطط لها كانت تهدف إلى «كسر هيبة الأمن وتقديم صورة مزعزعة للاستقرار» في البلاد.
كما قالت: إن عناصر المخطط الإرهابي تابعون لتنظيم «داعش»، وبعضهم شارك في عمليات التنظيم في سورية والعراق وأفغانستان، وباكستان، ورأت أنه على الرغم من أن الإرهابيين المعتقلين هم من «داعش» فإن المخطط كان متطوراً ومعقّداً ويشبه آليات عمل كيان الاحتلال، موضحة أن التكتيكات الاحترافية واستخدام أساليب خداع أمنية والتركيز على شبكات التواصل تعكس وجود مصدر أكبر من داعش خلف هذا المخطط.
وأشارت الوزارة إلى إصابة جنديين إيرانيين أثناء تنفيذ عمليات المداهمة، وأنّه جرى إحباط عملية تفجير انتحارية كان الإرهابيون بصدد تنفيذها. كما أعلنت مصادرة كميات من المواد المتفجرة، وقنابل جاهزة ومعدات لتجهيز القنابل، وأسلحة فردية أميركية، إضافة إلى أجهزة اتصالات متطورة، وأزياء عسكرية، وسترة انتحارية، ومخدم اتصالات تابع لإقليم كردستان العراق وعملات أجنبية، كانت بحوزة المجموعة.
وقبل ثلاثة أيام، أعلن قائد حرس الثورة في محافظة قم، تفكيك خلية إرهابية واعتقال أعضائها، مشيراً إلى أن الخلية كان بحوزتها أكثر من 400 عبوة ناسفة. وأواخر الشهر الماضي، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية، تفاصيل عملية أمنية أدّت إلى إحباط مخطط تخريبي لجهاز «الموساد» الإسرائيلي.
وأوضحت وزارة الدفاع أن إحدى الشبكات المحترفة حاولت إدخال قطع تتضمن عيوباً في عجلة الإنتاج الصاروخي لكي يجري استخدامها في إنتاج الصواريخ المتطورة في وزارة الدفاع.
وأضافت الوزارة إن هذه الشبكة كانت تعمل بتوجيه مباشر من جهاز «الموساد» الإسرائيلي، بحيث حاولت عبر بيعها تلك القطع تحويل الصواريخ الإيرانية المنتجة إلى عبوات ناسفة لضرب الخطوط الصناعية والموظفين العاملين في هذا المجال.
في الأثناء، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، رضا طلائي نيك، أن صاروخ «الحاج قاسم» الإستراتيجي مخصّص لضرب الكيان الإسرائيلي، وأكد أن نظام الأسلحة الذي تمتلكه بلاده «يتناسب مع التهديدات»، مشيراً إلى استخدام أنواع المعدات في منظومة «باور 373» الصاروخية.
وفي مراسم تأبين شهداء مدينة كبودر آهنك في همدان، أشار العميد طلائي نيك إلى أن هذه المنظومة محلية الصنع، وسميّت باسم الشهيد قاسم سليماني، مشدداً على أن الهدف الأول لهذه الصواريخ هو العدو الإسرائيلي موضحاً أن التهديد الأكبر هو كيان الاحتلال.
ويأتي هذا التصريح الإيراني في وقت تواصل فيه طهران تطوير أسلحتها، في حين تعيش إسرائيل حالةً من تآكل الردع على مختلف الجبهات، وتمزقاً داخلياً غير مسبوق، وتظهر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتواصلة مدى قلقهم من قدرات إيران العسكرية.