سورية

أنباء عن مخاوف جدية قد تدفع الأوروبيين إلى التحرك لإيجاد حلول في لبنان … باسيل: لدينا مسؤولون ساكتون ومسهّلون لعملية النزوح وفتح الحدود لدخول السوريين

| وكالات

اعتبر رئيس «التّيّار الوطني الحر» اللبناني النائب جبران باسيل، أن النزوح السوري أصبح منظماً على يد عصابات تهريب معروفة، وأن هناك مسؤولين يسهّلون هذا النزوح ويتساهلون بفتح الحدود لدخول السوريين ويتشدّدون بإقفال الحدود البحرية لمنع خروجهم، وذلك وسط أنباء عن وجود مخاوف لدى الدول الأوروبية من أن يؤدي استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان إلى تدفق هائل للنازحين السوريين عبر البحر إلى أراضيها، الأمر الذي يدفعها للتحرك الجدي من أجل الوصول إلى حلول على الساحة اللبنانية وعدم ترك الأمور على حالها.
وفي لقاء شعبي في بلدة القبيات اللبنانية، انتقد باسيل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقال: «لدينا رئيس حكومة كان موجوداً في موجة النزوح الأولى بالعام 2011، وهو موجود بموجة النزوح الثانية في العام 2023 بعد 12 سنة (ما عمل شي إلا الحكي، منرجع منعمله رئيس حكومة)؟!»، وذلك حسبما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني أمس.
وأضاف باسيل: «لدينا مسؤولون سياسيّون وأمنيّون، ساكتون ومسهّلون لعملية النزوح اليوم، ويتساهلون بفتح الحدود البريّة لدخول السوريين إلى لبنان، ويتشدّدون بإقفال الحدود البحرية لمنع خروجهم، (منجيب حدا منهم رئيس جمهورية)؟».
واعتبر باسيل أن «النّزوح أصبح منظّماً على يد عصابات تهريب معروفة، وقال: «أنتم تعرفون نقاط الدّخول والأشخاص، فكيف نصدّق أن الأجهزة لا تعرفها؟ ولماذا لا تقفلها وتحجز المهربين؟»، معتبراً أن «كلّ ادّعاء بأن الجيش والأجهزة الأمنية عاجزة، هو كلام باطل ويراد منه رئاسة، مضيفاً: «الطموح الشّخصي مسموح ولكن يتوقّف عند خطر الوجود».
ورأى باسيل أن الخطر يزداد على الوجود كلّ يوم وحماية الوجود واجب، وأن النزوح ليس وسيلة للحصول على الرئاسة، مضيفاً: إن «ترك المواطنين اللبنانيين يصطدمون بالنازحين، هو المؤامرة التي نريد تجنبها».
بموزاة ذلك، نقل موقع «لبنان24» الإلكتروني أمس عن مصادر وصفها بـ«المطلعة» أن هناك مخاوف أوروبية جدية من أن يؤدي استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وحصول فراغ شامل بالمؤسسات الدستورية فيه، إلى تدفق هائل وغير مسبوق للنازحين (السوريين) عبر البحر إلى أوروبا.
ورأت المصادر، أن هذه المخاوف الجدية قد تدفع الأوروبيين إلى التحرك الجدي من أجل الوصول إلى حلول على الساحة اللبنانية وعدم ترك الأمور على حالها، لأن الوضع الداخلي قد لا يحتمل عدة أشهر من المراوحة السلبية.
جاء ذلك، على حين وصل أعداد اللاجئين السوريين المرحّلين (قسراً) من الأراضي التركية إلى مدينة تل أبيض المحتلة بريف الرقة الشمالي، إلى أرقام مخيفة منذ إعلان مسؤولي الإدارة التركية نيتهم توطين اللاجئين السوريين في المناطق التي تحتلها قوات بلادهم من سورية، وذلك حسبما ذكرت وكالة «هاوار» الكردية أمس.
ولفتت الوكالة، إلى أنه ومنذ دخول قوات الاحتلال التركي الأراضي السورية عام 2016 واحتلالها عدة مدن في الشمال الشرقي والغربي من سورية هي جرابلس والباب وإعزاز وعفرين بريف حلب ورأس العين بريف الحسكة وتل أبيض، بدأت بتطبيق سياسية التغيير الديموغرافي فعلياً بعد تهجير أهلها معتمدة على مرتزقتها «من الميليشيات المسلحة الموالية لها».
وتعمل الآن سلطات الإدارة التركية، حسب «هاوار» على ترحيل اللاجئين السوريين من أراضيها قسراً باتجاه المناطق المحتلة، وتوطينهم في منازل المهجّرين، إلى جانب بنائها عشرات المستوطنات بتمويل جمعيات متطرفة (شيشانية- باكستانية) وأخرى خليجية (قطرية- كويتية).
وأوضحت الوكالة، أنه ومنذ احتلال القوات التركية والميليشيات المسلحة الموالية لها تل أبيض في 9 تشرين الأول عام 2019، أقدمت على إدخال المئات من عوائل تلك الميليشيات وعوائل تنظيم داعش الإرهابي ممن كانوا على أراضيها، وممن سهلت فرارهم من مخيم عين عيسى بريف الرقة الذي هاجمته.
وأشارت إلى أنه بعد إعلان المسؤولين الأتراك مطلع نيسان من العام الماضي، نيتهم توطين مليون شخص في المناطق التي تحلتها قوات بلادهم من الأراضي السورية، وحتى انقضاء العام الماضي، وصل عدد المرحّلين إلى تل أبيض ووطّنوا فيها إلى 12000 ألف شخص تقريباً.
وذكرت الوكالة أنه وفي إحصائية أخيرة مبنية على مصادر في بوابة معبر تل أبيض، فقد وصل عدد المرحّلين قسراً عن الأراضي التركية ووُطّنوا في تل أبيض إلى 27140 شخصاً، بينهم عراقيون.
وأضافت الوكالة: إنه ومن خلال المصادر نفسها، وثقت دخول 41 عراقياً على دفعتين إلى مدينة تل أبيض، ذكروا أثناء تسجيل بياناتهم على البوابة الحدودية أنهم ذاهبين إلى عوائلهم التي تسكن في المدينة المحتلة.
وتسكن في مدينة تل أبيض عشرات العو ائل من مسلحي داعش ممن فروا من مخيم عين عيسى إبان الهجوم التركي على المدينة عام 2019، حسب الوكالة.
وخلال الشهر الجاري، تجاوز عدد الذين رُحّلوا ووُطّنوا في تل أبيض في حصيلة هي الأكبر منذ بدء عمليات الترحيل القسري، 2340 شخصاً عبر البوابة الحدودية، فيما كان خلال الأشهر الماضي 1493 شخصاً، وفق الوكالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن