بعد الاتكال على اللـه والشعب، وبالاعتماد على الدراسات والأبحاث المستندة إلى واقع الحال، توصلت إلى نتائج مبهرة وغير مسبوقة تظهر مدى حرص الحكومة على المواطنين، وسهرها على راحتهم.
ولأن التعمق في هذا الموضوع يحتاج إلى وقت طويل ومساحة أوسع بكثير من المساحة المتاحة، فقد اكتفيت بجانب واحد، وعلى المواطن أن يقيس باقي الأمور على النتائج التي سأعرضها حالاً.
من يظن أن تقنين الكهرباء في بلدنا هو قلة وندرة الفيول والغاز فهو على خطأ مبين، فالقصة أعقد وأوسع من خيال المواطن، فالوزارة التي تسمي نفسها زوراً وبهتاناً أنها وزارة الكهرباء لجأت إلى التقنين بمباركة الحكومة الرشيدة لأسباب تتعلق براحة المواطن ومصلحته وصحته.
فالتقنين وسيلة مجربة لتنظيم حياة المواطنين، فعندما يطبق التقنين وفق ساعات محددة فإن المواطن سيجد نفسه ينظم تلقائياً أوقات نومه واستيقاظه.
من الطبيعي أننا عندما ننظم أوقات النوم والاستيقاظ سنسهم في تنظيم الأسرة، ونحد من التكاثر العشوائي، لأننا لا نملك الوقت الكافي والجهد المطلوب لإنجاب الكثير من الأبناء، ولكم أن تحسبوها بشكل أكثر وضوحاً، وكما قال نزار قباني: ما قتل الحب سوى التفسير!
من أهداف التقنين حماية التراث والفلكلور السوري الجميل، فالمواطن سيستعيد السراج أو لمبة الكاز المعروفة باسم «الكاز» وهي توفر كثيراً وبإمكاننا التحكم بنسبة الضوء بشكل مدهش وسعرها معقول يبدأ من أربعين ألف ليرة، أما فيما يخص التكييف فسنستعيد عصر مراوح القش ونستغني عن المراوح والمكيفات التي تستهلك طاقة كهربائية كبيرة تثقب جيوب المواطنين المثقوبة بالأساس!.
بما أن الحكومة تعمل جاهدة على إعطاء الدعم لمن يستحق، فإن تقنين الكهرباء يحقق هذا الهدف وبمساهمة عفوية من المواطنين، فعندما يوفر المواطن في فاتورة الكهرباء يذهب المال الذي وفره إلى مجالات أخرى، ربما يستطيع المواطن شراء نصف كرتونة بيض، أو نصف كيلو جبنة، أو علبة حلاوة من دون مكسرات وبالحجم الصغير وغير ذلك.
التقنين يمنح الأسرة الراحة والاستقرار النفسي وتوقف إلى حد بعيد الخلافات الأسرية التي تدور عادة بين مشاهدة المسلسل اليومي أو مباراة بكرة القدم من الدوريات الأوروبية، وليست المحلية حكماً، أو مشاهدة سباق الفورميلا ون، وبذلك ينطوي الزوج والزوجة والأولاد على أنفسهم ويتفرغون للفيس والتلغرام وغيره، من دون أن ننسى أن قلة مشاهدة التلفزيون تطيل عمر الشاشة الافتراضي وبذلك توفر الأسرة أموالاً طائلة تذهب أيضاً إلى إعطاء الدعم للمواد التي تستحقه!
ولا ننسى أيضاً أن عدم مشاهدة التلفزيون ينقذنا من متابعة مسلسلات تافهة وبرامج أكثر تفاهة، وجيش من المذيعين والمذيعات الذين يلعنون والد اللغة العربية ويكسرون خاطرها!.
وتقنين التيار له فوائد أخرى لا يمكن تجاهلها، فعلى سبيل المثال يمنح ستات البيوت القوة والمناعة، وذلك بأنهن سيلجأن إلى الغسيل اليدوي بدلاً من الغسيل بالغسالات الأوتوماتيكية لأن اللجوء إلى الغسالات صار متعباً ولا يتم من مرة واحدة بل عدة مرات، الأمر الذي يجعل الغسيل يصدر روائح كريهة، والغسيل اليدوي سيمنح الستات قوة في سواعدهن تساعدهن على القيام بأعباء البيت والوظيفة معاً.
نكتفي بوزارة تسمى وزارة الكهرباء، وإذا أردتم فسنفتح ملفات بقية الوزارات من التجارة وجلد المستهلك إلى النفط والصناعة والتنمية الإدارية، لكن تناول وزارة واحدة ينطبق على كل الوزارات، والله أعلم.