شؤون محلية

حالات جرمية للتنقيب عن الآثار بمحافظة طرطوس … مدير آثار طرطوس لـ«الوطن»: معظم هؤلاء الشباب يبنون تنقيبهم على الأوهام وكلام الدجالين

| طرطوس - ربا أحمد

في الآونة الأخيرة شهدت محافظة طرطوس حالات جرمية للتنقيب عن الآثار، لكونها محافظة تشتهر بمقولة «تحت مدينة طرطوس يوجد مدينة قديمة» ما يعني كل شبر تحت الأرض من المفترض أن يضم تحفة أثرية، إضافة إلى أن بعض ضعاف النفوس يجدونها مكسباً مالياً كبيراً.

وكان آخر تلك الحالات إلقاء شرطة ناحية مشتى الحلو في ريف طرطوس القبض على ستة أشخاص يقومون بالتنقيب عن الآثار في قرية (بقطو).

حيث أرسلت دورية إلى المكان فوراً وألقت القبض على جميع الأشخاص، وبالكشف على الموقع تبين وجود عدة حفر عميقة في المكان كما عثر على أدوات الحفر وشاحنة على متنها مولدة ضخمة، وبالتحقيق مع المقبوض عليهم اعترفوا بإقدامهم على الحفر بحثاً عن الآثار وضبط بحوزتهم ثلاث قطع فخارية.

وعليه تمت مصادرة أدوات الحفر والمولدة وحجزت الشاحنة وسيتم إرسال القطع الفخارية إلى مديرية الآثار والمتاحف لإجراء الخبرة الفنية عليها، وتقديم المقبوض عليهم إلى القضاء المختص.

ولمعرفة دور مديرية آثار طرطوس بالتصدي لهذه المشكلة، وسبب عدم حراستها للمواقع الأثرية، تواصلت « الوطن» مع مدير آثار طرطوس مروان حسن الذي أوضح أن المديرية بحاجة لمئات الموظفين والحراس لحراسة المواقع الأثرية الموجودة على امتداد المحافظة، لذلك لا تتم حراسة سوى أمات المواقع كعمريت وأرواد والمرقب وطرطوس القديمة وغيرها، وأما المواقع الأخرى فتخضع للمراقبة الجوالة عبر الدراجات النارية ليتم من خلال تلك الجولات تقديم تقارير دورية، وفي حال وجود أي مشكلة بأي موقع تتخذ المديرية الإجراءات اللازمة، علماً أنه لا يوجد سوى 14 دراجة نارية لتغطية مئات المواقع وكمية المحروقات غير كافية إطلاقاً والبعض من السائقين يكملون عملهم على نفقتهم الخاصة لكون المحروقات المخصصة لهم غير كافية.

وعن تعاون المجتمع الأهلي لضبط وحماية المواقع المجاورة لهم، أشار حسن إلى أنه من النادر وجود ذلك التعاون إما لعدم العلم وإما لبعد المواقع عنهم إضافة لعدم توفر الكهرباء.

وأكد أن معظم هؤلاء الشباب يبنون تنقيبهم على الأوهام وكلام الدجالين ولم يتم ضبط أي مختص بالآثار أو عالم بها وإنما مجرد حكايات في قرية ما، علماً أن مديري النواحي والجهات المختصة بالمحافظة يقظة جداً تجاه هذه القضية والدليل عدم وجود حالات تهريب لآثار من طرطوس، إضافة إلى تعاونها معنا لتحديد نوعية المواد التي بحوزة المتهمين كما في الجرم الأخير، فنحن بانتظار تسليمنا الفخاريات لتحديد كونها أثرية أم لا، إضافة إلى أن الموقع المحدد بالجرم غير منقب أو محدد أثرياً وبالتالي كلها أوهام ومعلومات مبنية على قصص وحكايات فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن