رام اللـه والبرلمان العربي طالبا بإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين … الكيان يواصل إغلاق معابر قطاع غزة ومئات المستوطنين يقتحمون الأقصى
| وكالات
واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشديد حصارها على قطاع غزة، وإغلاق معبري بيت حانون وكرم أبو سالم، في حين اقتحم مئات المستوطنين لليوم الثاني المسجد الأقصى بذريعة ما يسمى «يوم الغفران»، على حين جددت رام اللـه مطالبتها المجتمع الدولي بوقف سياسة ازدواجية المعايير، وبدوره اعتبر البرلمان العربي: أن اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم بحق الأقصى تتطلب تدخلاً عاجلاً.
وذكرت وكالة «وفا» أن الاحتلال واصل إغلاق معبر بيت حانون الذي يربط القطاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومنع تنقل الفلسطينيين عبره لليوم الحادي عشر على التوالي، على حين واصل إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد الذي يربط القطاع بالضفة الغربية والمخصص لنقل البضائع والمواد التموينية والمحروقات لليوم الرابع.
ويتسبب إغلاق المعابر بخسائر اقتصادية كبيرة للقطاع، كما يهدد استمراره حياة مئات المرضى الذين يتلقون العلاج في مشافي الضفة الغربية. ومنذ الثالث عشر من الشهر الجاري تشهد الأطراف الشرقية للقطاع مظاهرات يومية، رفضاً لجرائم الاحتلال، وأسفر اعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين عن استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة العشرات.
في الغضون، وحسب «وفا» اقتحم نحو 400 مستوطن «الأقصى» على شكل مجموعات أمس، ونفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد وقبالة قبة الصخرة بحماية مشددة من قوات الاحتلال.
وفرضت قوات الاحتلال قيوداً مشددة على دخول المصلين الوافدين من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى الأقصى، ومنعت دخول الطلاب إلى مدارسهم داخل المسجد، كما منعت المرابطات المبعدات عن المسجد من الصلاة الوجود عند أبوابه، بينما اعتقلت مصوراً صحفياً أثناء وجوده في المسجد.
ولليوم الثاني، واصلت قوات الاحتلال إغلاق عدد من شوارع مدينة القدس وتكثيف الحواجز في البلدة القديمة التي تحولت إلى ثكنة عسكرية، ما أدى إلى عرقلة حركة مرور الفلسطينيين ورغم إجراءات الاحتلال التعسفية أدى مصلون فلسطينيون صلاة الفجر في المصلى القبلي بالمسجد.
وزارة الخارجية الفلسطينية وأمام استمرار جرائم الاحتلال ومستوطنيه وانتهاكاتهم، طالبت المجتمع الدولي بوقف ازدواجية المعايير، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.
وحذرت الخارجية الفلسطينية في بيان أوردته «وفا» من تعايش المجتمع الدولي مع المعاناة الفلسطينية اليومية الناتجة عن انتهاكات الاحتلال وجرائمه وكأنها أمر اعتيادي لا يستدعي أي تدخل أو موقف جدي، مشددة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته، وإجبار الاحتلال على وقف جميع إجراءاته الأحادية الجانب، وعدم الاكتفاء ببعض البيانات والمواقف الإعلامية التي لا تجد أي صدى لها، ولا تترجم إلى خطوات وأفعال عملية للجم العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأدانت الخارجية إرهاب قوات الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم واستهدافهم المتواصل للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي بهدف تهويدهما، مشيرة إلى أن التصعيد الحاصل في جرائم الاحتلال جزء لا يتجزأ من حربه المفتوحة على الشعب الفلسطيني وحقوقه في إطار مخططه الاستعماري لاستكمال عمليات الضم التدريجي للقدس وباقي مناطق الضفة الغربية.
عربياً، أدان البرلمان العربي، اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، بقيادة المتطرف غليك، والسماح لهم بممارسات استفزازية تنتهك حرمة المسجد والمقابر الإسلامية، بحماية قوات الاحتلال.
واستنكر البرلمان العربي في بيان صدر عنه، أمس الإثنين، وفق «وفا» اقتحام قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف، ومنع دخول المصلين إليه، وهو أمر ينتهك حرية المصلين في التوجه إلى المساجد وأماكن العبادة بحرية وأمان.
كما أدان، العدوان الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، والذي أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين، وتدمير البنية التحتية للمخيم، وتصعيد وتيرة الاعتداءات الوحشية على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
واعتبر البرلمان العربي، أن هذه الانتهاكات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تضاف إلى جرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن اقتحامات الاحتلال واعتداءاته هي دعوة إلى تأجيج دوامة العنف وتفجير ساحة الصراع.
وحمّل البرلمان العربي القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم، والتي ستؤدي إلى انفجار الأوضاع، وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، داعياً المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، إلى الضغط على إسرائيل من أجل وضع حد لجرائمها وانتهاكاتها المتكررة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما دعا إلى اتخاذ ما يلزم من الخطوات العملية لإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، والكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، وضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن المسجد الأقصى مساحته الكاملة البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين.
من جهة ثانية، رحبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الخارجية الفلسطينية، بالزيارة التي سيقوم بها سفير السعودية، القنصل العام في القدس نايف السديري لدولة فلسطين غداً وبعد غد.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة حسين الشيخ، نرحب بسفير المملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين، الذي سيقدم خلال أيام، أوراق اعتماده الرسمية أمام الرئيس محمود عباس.
بدورها، اعتبرت الخارجية، هذه الزيارة «محطة تاريخية مهمة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة».