المرحلة الثانية من الدوري الكروي الممتاز … مواجهة ثقيلة في ديربي دمشق بين الوحدة والجيش … جبلة في لقاء ناري وتشرين متأهب والساحل متفائل
| ناصر النجار
قدم الدوري الكروي الممتاز نفسه بشكل جيد في المرحلة الأولى ما ينم عن موسم تنافسي ساخن ستشهده ملاعبنا، فغاب جس النبض عن المباريات وبدأت الفرق من الباب العالي ودخلت الدوري بحرارة عالية تشبه طقس هذه الأيام.
ورغم أن أربع مباريات انتهت إلى التعادل إلا أن هذا يوحي بشدة المنافسة وربما التكافؤ بين هذه الفرق، فالحسم لم يكن بمقدور أي من الفرق، هذه البداية الجيدة تدفعنا للتفاؤل بمباريات أجمل وأكثر قوة وتنافساً، وإذا كانت مباراتا الأربعاء ستجمع أقوى الفرق في قمة دمشق وديربي ساخن في ملعب حلب، فإن المباريات الأربع بعد غدٍ الجمعة ليست بأقل إثارة وتنافساً، وجميع الفرق تبحث فيها عن نقاط الفوز لأنها المدخل للاستمرار أو لتعويض خيبة التعادل والخسارة التي حدثت في مباريات الجولة الأولى.
الديربي الدمشقي بين الوحدة والجيش يعنون بالإثارة والقوة والتشويق بين بطلين للدوري سابقين يتنافسان على بطولة دمشق وعلى بطولة الدوري، والفريقان يضمان مدربين خبيرين ولاعبين مشهوداً لهم بالخبرة والمهارة.
مباراة جبلة بين فريقها والكرامة لن تكون أقل إثارة من مباراة دمشق وخصوصاً أن الفريقين يلتمسان تعويض فوز ضاع منهما في الجولة الأولى، ومع إصلاح أخطاء مباراة الجولة الأولى سنجد أمامنا فريقين بثوب محدث وأكثر أناقة.
في اللاذقية البحارة على موعد مع نقاط ذهبية من ضيف أنيق، لكنه لم يستعد كما استعد تشرين ولم يحشد كما حشد من اللاعبين، وستلعب خبرة المدربين دورها في المباراة، ومدرب الطليعة أدرى بما يفكر به تشرين ومدربه.
أما في حمص فالمباراة بين الوثبة الطامح والساحل الجموح تعني الكثير للفريقين، فالوثبة يريد أن يثبت أن خيارات إدارة النادي في محلها من خلال تشكيل توليفة مقنعة بدل الأسماء الطنانة الرنانة التي لم يحصل الوثبة من خلال التعاقد معها إلا على هدر المال على الاحتراف الكاذب، أما الساحل فيريد أن يقنع الجميع أن فوزه على الحرية ليس طفرة وإنما نتيجة تعب واستعداد مكثف والحصيلة كانت متوازية مع كل جهد مبذول.
غياب الهدافين
الملاحظ أن مباريات الجولة الأولى غاب عنها الهدافون الأوائل وناب عنهم لاعبون آخرون بالتسجيل وهذا دليل على أن الهدافين كانوا محصورين بأكثر من مدافع ومراقبين بشكل لصيق كما حدث مع هداف الدوري في الموسم الماضي محمود البحر بلقاء الكرامة مع الفتوة، ومع محمد الواكد كبير هدافي الدوري في لقاء الجيش مع تشرين.
لذلك فإن المعول دائماً في هذه الزحمة على اللاعبين الآخرين البعيدين عن الرقابة أو القادمين من الخلف.
والحلول هنا تأتي بفكر مدرب يغير أسلوب عملياته الهجومية وبحرفنة الهداف الذي يعرف كيف يتحرر من الرقابة.
بكل الأحوال شهدت كل المباريات تسجيل أهداف ووحدها غابت مباراة حماة بين الطليعة والوثبة عن مشهد الأهداف.
لكن الملاحظ أن البدلاء لم يكن لهم الدور المؤثر في المباريات، فلم نشهد إلا تسجيل هدف واحد من لاعب بديل وكان لاعب الفتوة عبد الرحمن الحسين قد سجل هدفاً قاتلاً أدرك فيه التعادل لفريقه، وهو الهدف الذهبي الوحيد في مباريات هذه الجولة.
وإذا استمرت الأحوال على المنوال ذاته فسيبقى الهدافون نائمين في أحضان المدافعين، فهل سيكون التعويض عبر هدافين جدد؟
فلسفة البطل
الغريب في تصريحات المدربين ما قاله مدرب الفتوة أيمن الحكيم: إن كل فرق الدوري تحاول الظهور أمام بطل الدوري وتلعب أمامه بكل قوتها، هذا الكلام لا يمت إلى منطق كرة القدم بصلة، فهل يريد من فرق الدوري أن تفتح أبواب مرماها مشرعة أمام بطل الدوري لأنه بطل؟ من الطبيعي أن تلعب كل الفرق أمام الفتوة بقوة ليس لأنه بطل وحسب، بل لأنه جمع بين صفوفه أفضل اللاعبين، ولأن الكثير من الأندية تضع عينها على المنافسة، فالفتوة اليوم أمام منافسين كثر، وعليه أن يتحمل المسؤولية وأن يدافع عن لقبه بقوة وشجاعة على أرض الملعب ليثبت أنه الأفضل والأقوى وأن خياراته كانت في محلها.
بقية المدربين لم يخرجوا عن روتين التصريحات ولم نجد الشجاعة عند مدرب واحد ليعترف أن فريقه أخطأ، وأن هناك خطأ في توزيع الجهد على المباراة فانخفضت لياقة اللاعبين آخر المباراة، والحمد لله أن الحكام لم يقعوا في أخطاء مؤثرة لذلك تجنب الجميع وضع اللوم على الحكام، ونأمل أن نشهد مؤتمرات صحفية للمدربين فيها الكثير من الصراحة وفيها الكثير من الواقعية، فالفوز هو نتيجة عمل وجهد جماعي وكذلك الخسارة، والحديث بواقعية عن أسباب الفوز والخسارة من شأنه أن يعلي من شأن المدرب، أيضاً من الضروري أن تدخل أسئلة الزملاء الإعلاميين في صلب المباراة ومتغيراتها، فالأسئلة الكلاسيكية صارت مملة وغير مجدية ولا تفي بالغرض.
رونق الملاعب
عودة الجماهير إلى الملاعب زينتها وصار للمباريات طعم آخر، وهذا الأمر يزيد من حماس الفرق ويدفع اللاعبين إلى المزيد من الأداء الحسن، ولم تحدث في المباريات الست ما يعكر صفوها، سوى بعض الخروقات من بعض جمهور حطين تجاه الحكم المساعد الذي لم تعجبهم راياته، وهنا نؤكد على ضرورة الالتزام بالقواعد الانضباطية حتى لا تتحمل الأندية مغبة تصرفات البعض غير المسؤولة.
وحدث شغب آخر إنما في مباراة شباب الجيش وتشرين، وهذا الأمر يدل على استعداد لاعبينا وجمهورنا لأي تحرك سلبي يخرج المباراة عن النص، لذلك فإن التحذير هنا واجب وعلى إدارات الأندية ممارسة سلطتها على المدرجات قبل أن تفلت زمام الأمور ويتكبد النادي خسائر مالية ومعنوية وانضباطية ليست بالحسبان.
لغة الفوز
الرؤية المنطقية للمباريات تشير إلى أرجحية فوز تشرين على الطليعة، فبواعث أبناء البحارة توحي بأداء يرضي جمهورهم العاشق مع الظهور الأول على ملعبهم المحبب، ماهر بحري يعرف ماذا يريد لذلك سيسخر كل إمكانيات فريقه للفوز ولحسم المباراة بشكل مبكر.
مدرب الطليعة علي بركات يعرف ما ينتظر فريقه من مباراة قوية يعيش ضغطها منذ الآن، قد لا يملك في هذه المواجهة أكثر من التكتل الدفاعي والقيام بمرتدات خاطفة، لعل وعسى تخدمه ظروف المباراة وتفاصيلها لتحقيق أول مفاجآت الدوري.
مباراة ديربي دمشق يسلّم الكثير من المتابعين إلى أن مقياس التكافؤ بين الفريقين يوحي بالتعادل، لكن بعض المراقبين يرى أن كفة المباراة قد تميل لمصلحة الوحدة وذلك لعوامل كثيرة أهمها الضغط الجماهيري في المباراة وحاجة الفوز بعد مطب حطين، فالبرتقالي لا يتحمل خسارتين متتاليتين وخصوصاً أن إدارة النادي تعبت في إعداد فريقها الذي يضم نخبة من المخضرمين والمواهب الشابة إضافة لمدرب محترف، من ناحية أخرى فإن فريق الجيش بهذا الكلام لا يقل أهمية عن جاره وخصوصاً أنه زعيم الدوري ولن يقبل إلا أن يكون الرقم الصعب في المباراة حسب ما يملك من لاعبين ومدرب عتيق خبير بالدوري وكل دهاليزه.
المباراة ستحسم بفارق هدف لأحد الفريقين والتعادل خارج التوقعات.
الغليان سيكون في ملعب جبلة على أشده، الفريقان ينتهجان الأداء الهجومي والأوراق الرابحة في الفريقين كثيرة وحسن توظيف إمكانيات اللاعبين سيكون له دور في تحديد النتيجة، المباراة ستكون غنية بالأهداف والتفاصيل الجميلة ونأمل من الجمهور أن يزيدها حماساً وجمالاً، والتوقع لنتيجتها ضرب من المستحيل.
مباراة حمص بين الوثبة والساحل ستكون حامية الوطيس، فالضيف مسلح بفوز كبير وجدير على الحرية مطلع الدوري، والوثبة غنم نقطة من أرض الطليعة لذلك ستدور المباراة حول نقاطها الثمينة باعتبار أن هذه المباراة أخف من غيرها من ناحية الاستعداد والإعداد وثقل اللاعبين، الساحل قد يكون مفاجأة الدوري إن أحسن اللاعبون تطبيق مهامهم الموكلة بهم، والوثبة حريص على الفوز حرص الضيف عليه، والمباراة مرهونة بجودة الأداء وحسن الإدارة والتوفيق.
في الموسم الماضي
مباراة الوحدة مع الجيش انتهت في الذهاب إلى التعادل 1/1، سجل للوحدة محمد عثمان وللجيش محمد شريفة والنتيجة نفسها حدثت في الإياب سجل للوحدة رامي عامر من جزاء وللجيش محمد شريفة أيضاً.
مباراة الذهاب انتهت إلى فوز جبلة 3/صفر قانوناً بعد توقف المباراة في الدقيقة الأخيرة بعد احتساب الحكم ركلة جزاء لجبلة رفض الكرامة تنفيذها، وفي الإياب فاز جبلة بهدف محمود البحر وخرج تامر حج محمد بالحمراء، بينما أسفرت مباراة الذهاب عن عقوبات كثيرة طالت فريق الكرامة.
في الموسم الماضي تعادل تشرين مع الطليعة بمباراتي الذهاب والإياب بلا أهداف.
في موسم 2020-2021 فاز الوثبة على الساحل 2/1، سجل للوثبة باهوز محمد وصبحي شوفان وللساحل وسيم نبهان، وانتهت مباراة الإياب إلى التعادل السلبي وخرج بالحمراء لاعب الوثبة صبحي شوفان.
من الجولة الأولى
سجل في المباريات الست 11 هدفاً ووحده مهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد سجل هدفين.
وأول الأهداف كان من نصيب مهاجم الساحل شادي الحموي د 13، والهدف الذهبي كان للفتوة وسجله عبد الرحمن الحسين في الدقيقة 95 بمرمى الكرامة.
خلت المباريات من الأهداف الصديقة ومن ركلات الجزاء، والبطاقة الحمراء الوحيدة نالها معالج الكرامة عايد قاعود، ورفعت الصفراء 24 مرة أكثرها لنادي الطليعة بواقع خمس بطاقات.
لاعبان بديلان سجلا في الجولة الأولى، أولهما لاعب فريق الجيش رامي الترك بمرمى تشرين والثاني لاعب الفتوة عبد الرحمن الحسين بمرمى الكرامة.