أساتذة وباحثو وطلبة جامعة الدراسات الأجنبية في بكين يحتفون بالسيدة الأولى … السيدة أسماء: في الصين يبدأ عالم جديد يعيد المبادئ والإنسانية إلى مكانها ومكانتها
| بكين - سيلفا رزوق
بحفاوة كبيرة أراد من خلالها الطلاب الصينيون التعبير عن عمق العلاقات مع سورية وتجذُّرها عبر التاريخ والمحبة التي يكنها الشعب الصيني تجاه السوريين وتجاه ضيفتهم الكبيرة، احتفت جامعة الدراسات الأجنبية في بكين بالسيدة الأولى أسماء الأسد التي حضرت لإجراء حوار مع طلبتها.
واحتشد طلاب الجامعة في ساحات الجامعة قبيل وصول السيدة الأولى وزينت الجامعة بالعلمين السوري والصيني ورُفعت لافتة كبيرة عند بوابة الجامعة كُتب عليها: «نرحب ترحيباً حاراً بسيدة سورية الأولى أسماء الأسد في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين»، فيما اصطف عدد آخر من طلاب الجامعة على جانبي الطريق وسط توافد عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في الصين إلى قاعة الجامعة بانتظار وصول السيدة الأولى.
ولحظة وصول السيدة أسماء، كان في استقبالها نائب رئيس الجامعة جيا وين جيا وعدد من كبار الباحثين، علت أصوات طلبة الجامعة ترحيباً بها في مشهد يحمل من المحبة والحميمية ما يوازي حميمية العلاقات بين البلدين.
نائب رئيس الجامعة رحّب في كلمة له بالسيدة أسماء مشيراً إلى الروابط الحضارية والتاريخية العميقة بين البلدين والتي تطورت لمستوى الشراكة، لافتاً إلى المحبة التي يكنها الشعب الصيني للشعب السوري.
وألقى مجموعة من الطلاب عدداً من القصائد الشعرية ومنها «القصيدة الدمشقية» للشاعر السوري الكبير نزار قباني، وقصيدة أخرى للكاتب الكبير أدونيس، ليقوم نائب الجامعة بعدها بتقديم هدية للسيدة أسماء وهي لوحة كتبها طلبة الجامعة باللغة العربية عليها عبارة «عاشت الصداقة الصينية السورية»، إضافة للوحة أخرى رسمها عدد من طلاب الجامعة.
وفي كلمتها التي ألقتها على الحضور، اعتبرت السيدة أسماء أننا جميعاً نواجه محاولات طمس الثقافات الوطنية للشعوب نفسها عبر وسائل متعددة في الشكل، وواحدة في المضمون، مشيرة إلى أن احتلال اللغة هو السبيل الأقصـر إلى احتلال الوعي، وبالتالي احتلال القرار المستقل، وتهتيك المجتمعات ومحو هويتها وتفردها.
وبعد الكلمة جرى حوار مشترك بين السيدة أسماء وطلبة الجامعة حول اللغة والعلاقات الإنسانية والثقافية بين الدول وأكثر ما ميز الحوار هو انطلاقه من مفاهيم ومبادئ مشتركة تجمع سورية والصين على المستويات الأخلاقية والثقافية والإنسانية والوطنية، وبين هذه المستويات كانت اللغة جسراً يقرب المسافات والأفكار أكثر فأكثر.
وتطرق الحوار للعلاقة التي تجمع سورية والصين، للثقافة والفن ودورهما الإنساني، للتراث والهوية ومسؤولية حمايتهما، للسياسة وتحدياتها، للرياضة التي تقرب بين الشعوب، وفوق ذلك، كان شغف الطلبة الصينيين بمعرفة المزيد عن سورية حاضراً في بعض أسئلتهم، رغم اطلاعهم العميق على سورية واهتمامهم البالغ بشبابها وما يجري فيها.
وفي جوابها عن سؤال أحد الطلاب، قالت السيدة أسماء الأسد: «إن ما لم يتغير في الصين هو فخر الصينيين ببلدهم وتمسكهم بهويتهم»، مشيرةً إلى أن «أهم ما يميز الصين أنها تطورت بخطوات كبيرة ومتسارعة لكنها لم تتخلَ عن مبادئها وثقافتها».
وسأل الطلبة المحاورون السيدة الأولى عن دور المرأة في سورية والشباب والتحديات التي تواجه التنمية والمجتمع، ومحاولات الإرهاب تدمير الآثار والتراث المادي في سورية وكيفية المحافظة عليه، مؤكدين تمسكهم بتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين وضرورة تكاتف كل الدول التي تتمسك بسيادتها وتحترم مبادئها كما تحترم ثقافات غيرها وخصوصيتها للوصول إلى تنمية المجتمعات من دون هيمنة أو غرور أو أنانية.
السيدة الأولى قالت في حوارها: «في الصين يبدأ عالم جديد يعيد المبادئ والإنسانية إلى مكانها ومكانتها».
وفي ختام الحوار قدّمت السيدة أسماء الأسد 20 منحة لطلاب من الجامعة لزيارة سورية والتعرف إليها وملامسة المجتمع السوري عن قرب والاختلاط مع الطلاب السوريين.
وعند المغادرة احتشد المئات من الطلاب لإلقاء التحية على سيادتها وأخذ الصور التذكارية معها ورافقوها حتى مغادرتها.