سورية

أسفرت عن مقتل 11 مسلحاً من الطرفين والتنظيم وحلفاؤه سيطروا على قرى في ريف المحافظة … المواجهات بين فصائل أنقرة وحلفاء «النصرة» تصل إلى ريف حلب الشمالي

| وكالات

اتسعت أمس رقعة المعارك بين الفصائل المتحالفة مع تنظيم «جبهة النصرة» من جهة، وفصائل ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي من جهة أخرى، مع وصولها إلى مناطق بريف محافظة حلب الشمالي، بعد أن كانت محصورة ضمن ريف المحافظة الشرقي، وتحديداً ريفي مدينتي الباب وجرابلس، وذلك وسط أنباء عن سقوط المزيد من القتلى من الطرفين وسيطرة الأولى على العديد من القرى والبلدات في ريف حلب.
ونقل موقع «أثر برس» الإلكتروني عن مصادر تأكيدها أن رقعة المعارك العنيفة الدائرة منذ أيام عدة في مناطق ريف حلب الشمالي، بين الفصائل المتحالفة مع «النصرة» وفصائل ما يسمى «الفيلق الثاني» التابعة لـ«الجيش الوطني» اتسعت لتصل إلى ريف منطقة إعزاز شمال غرب حلب.
وأضافت المصادر، إنه بعد أن تركز صراع معبر «الحمران» في الأيام الماضية ضمن مناطق الشمال الشرقي، (ريفي الباب وجرابلس)، شهد يوم أمس امتداداً واتساعاً لرقعة المعارك، إثر تنفيذ فصيل «حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي» المتحالف مع «النصرة» بدعمٍ من فصائل ما يُعرف بـ«تجمع الشهباء»، هجمات عنيفة نحو مواقع «الفيلق الثاني» في قرية دابق وبلدة صوران بريف إعزاز في الجهة الغربية.
ووفق المصادر، تخللت الهجوم معارك عنيفة بين الأطراف المتصارعة، وسط تبدل مستمر للسيطرة في المنطقة، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي وصل إلى «الفيلق» من قوات الاحتلال التركي، فإن مجموعاته فشلت في الدفاع عن مواقعها، ليتمكن حلفاء «النصرة» من السيطرة على كامل صوران وأطراف دابق.
وتزامنت المعارك الدائرة شمال غرب حلب، مع تحليق مكثف من الطائرات المسيّرة والمروحيات التابعة للاحتلال التركي، التي اكتفت بعمليات الرصد والمتابعة لما يجري من أحداث، بينما فشلت كل المحاولات التي أجرتها قيادة تلك القوات لوقف الاقتتال، في ظل إصرار «أحرار الشام- القاطع الشرقي» على مواصلة التقدم إلى حين إجبار «الفيلق» على تسليمها معبر «الحمران»، بالاستناد إلى الزخم والدعم العسكري الكبيرين الذي يقدمه لها متزعم «النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني.
مصادر محلية من جهتها تحدثت في تصريح نقله الموقع، عن تسجيل حركة نزوح كبيرة بين أهالي دابق وصوران وصولاً إلى قرية احتيملات، التي وصلت الاشتباكات إلى محيطها نحو مدينة إعزاز، هرباً من الاشتباكات الدائرة، وما يترافق معها من عمليات قصف عشوائي متبادل بين أطراف الصراع.
وذكر الموقع، أن المعلومات التي وردته من شمال حلب تشي باقتتال أكثر عنفاً ودموية قد يشهده ريف إعزاز في الأيام القادمة، في ظل التعزيزات العسكرية الكبيرة التي استقدمتها الأطراف المتصارعة إلى محاور الاشتباك، ورفض متزعميها أي مبادرات صلح أو اتفاق يُفضي إلى وقف الاقتتال.
بدورها ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن تنظيم «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معه، سيطروا على قرى البورانية وشعينة والصابونية بريف جرابلس، وأنهم تمددوا ليسيطروا على قرى طنوزة وحج كوسا والظاهرية بريف الباب إضافة إلى فرض سيطرتهم على قرى في الريف الشمالي كـ(احتيملات- شدود).
وجاء ذلك بعد ساعات من فرض التنظيم سيطرته على أجزاء كبيرة من صوران ودابق وبرعان بريف أخترين شمال حلب، بعد اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة مع فصائل «الجيش الوطني» حسب المصادر التي ذكرت أن منازل المدنيين في دابق تعرضت لقصف بقذائف الهاون والـــ(آر بي جي) وسط مناشدات من الأهالي بفتح ممرات آمنة لخروجهم من مناطق القتال، لاسيما بعد استخدام الطرفين القذائف والأسلحة الثقيلة ضمن الأحياء السكنية، مع إغلاق كل الطرقات المتنقلة بين المناطق المتنازع عليها.
وأكدت المصادر أن معارك أمس أسفرت عن مقتل 5 مسلحين من الفصائل المتحالفة مع «النصرة»، و6 من فصيلي «فرقة السلطان مراد وأحرار الشام»، وأسر العشرات من الطرفين من جراء الاشتباكات العنيفة.
وفي وقت سابق أمس، تحدثت المصادر المعارضة عن حصولها على تسجيلات صوتية لمتزعمين في الفصائل الموالية للاحتلال التركي، تعبر عن الخوف من وصول تنظيم «جبهة النصرة» وسيطرته على مناطق بريف حلب.
وحسب المصادر، فإن أحد تلك التسجيلات كان لمتزعم فصيل «جيش الإسلام» المدعو عصام بويضاني الذي حث فيه فصائل «الفيلق الثالث» على التصدي لهجوم تنظيم «النصرة» والفصائل المتحالفة معه، حيث قال: « لغمنا نساءنا وأطفالنا استعداداً للمواجهة».
وتحدثت المصادر عن تسجيل صوتي آخر للمتزعم في فصيل «فرقة السلطان مراد» المدعو أبو وليد العزة القيادي حث فيه على ضرب المخيمات التي (يديرها النصرة).
وتتركز أسباب الصراع في ريف حلب الشمالي، حول السيطرة على معبر «الحمران» الذي يفصل بين مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» في منبج، ومناطق سيطرة الفصائل الموالية للاحتلال التركي في جرابلس امتداداً إلى ريف الباب، في ظل سعي الجولاني وحلفائه إلى فرض هيمنتهم على المعبر الإستراتيجي، والاستفادة من عائداته المالية الكبيرة التي يدرّها يومياً، وخاصة من عمليات التهريب مع «قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن