الاحتلال واصل اقتحاماته في الضفة.. واعتقل في 2023 60 نحو جريحاً بينهم أطفال ونساء … عباس يتقبل أوراق اعتماد سفير السعودية والسديري: نعمل لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس
| وكالات
تقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أوراق اعتماد السفير السعودي نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة، مفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً في مدينة القدس، الذي أكد بدوره أن بلاده تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن الرياض «لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية».
وحسب وكالة «وفا»، أشاد الرئيس الفلسطيني بزيارة السديري «المهمة» إلى فلسطين وتعيينه سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين، وقال: إن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
بدوره، قال السفير السعودي عقب اللقاء، أكدنا العلاقة الوثيقة التي تربط المملكة العربية السعودية بدولة فلسطين، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الزيارة فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات، مشدداً على مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وقبل ذلك، تسلّم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، نسخة من أوراق اعتماد السديري سفيراً مفوضاً، وفوق العادة، للسعودية وقنصلاً عاماً في مدينة القدس غير مقيم لدى دولة فلسطين.
وحسب «وفا» أكد المالكي عمق العلاقات التاريخية والأخوية المتجذرة التي تربط البلدين الشقيقين، مثمناً في الوقت ذاته المواقف الأخوية الصادقة للمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم وإسناد حقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة في المحافل كافة، وخاصة الجهود التي بذلتها السعودية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 في نيويورك، ودورها الطليعي من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
واعتبر المالكي هذه الزيارة محطة تاريخية مهمة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة.
من جانبه، عبر السديري عن سعادته بتمثيل بلاده لدى دولة فلسطين وبوجوده في بلده فلسطين، وحيا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني.
بدورها، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن السفير السعودي أن بلاده تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أن «الرياض لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية».
وأعلن في آب الماضي تعيين السديري سفيراً غير مقيم في الأراضي الفلسطينية وسيتولى أيضاً منصب القنصل العام في مدينة القدس، وتتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان تقليداً ملف الأراضي الفلسطينية.
في الغضون، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وفق «وفا» التي أشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي سلواد في رام اللـه ودير سامت في الخليل، واعتقلت خمسة فلسطينيين، كما اعتقلت شاباً على أحد حواجزها قرب الخليل.
وفي السياق، أقامت قوات الاحتلال عدة حواجز عند مداخل الخليل الشمالية ومداخل بلدات بني نعيم وسعير وحلحول، ما أدى إلى عرقلة حركة مرور الفلسطينيين، واعتقلت قوات الاحتلال أمس فلسطينيين اثنين في القدس المحتلة.
في الأثناء، اقتحم مستوطنون أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحماية قوات الاحتلال، وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوساً «تلمودية» في باحاته.
كما منعت قوات الاحتلال المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى من الصلاة والوجود عند أبوابه، وشددت إجراءاتها على دخول المصلين الوافدين من القدس وأراضي الـ48 إلى الأقصى، ودققت في هوياتهم، ومنعت دخول الطلاب إلى مدارسهم داخل المسجد.
ويواصل المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط في القدس والأقصى خلال الأيام المقبلة، لإفشال مخططات المستوطنين ومساعي التهويد المستمرة بحقه، والتصدي للاقتحامات الجماعية للأقصى خلال الأعياد اليهودية التي تستمر حتى الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل.
على صعيد متصل، قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إن سلطات الاحتلال صعّدت منذ مطلع العام الجاري من اعتقال الجرحى، سواء من أطلق عليهم النار خلال عملية اعتقالهم، أم قبل الاعتقال، حيث بلغ عدد الجرحى الذين تعرضوا للاعتقال نحو 60 جريحاً بينهم أطفال ونساء وجرحى سابقون، وهذه الأعداد أعلى مقارنة مع أعداد الجرحى خلال العام الماضي.
وأوضح نادي الأسير، وفق «وفا» أن الاحتلال نفّذ بحقّ الجرحى عمليات تنكيل ممنهجة، بما في ذلك عمليات الاعتداء عليهم أثناء اعتقالهم، من دون أدنى مراعاة لأوضاعهم الصحيّة، بل حوّل إصاباتهم، إلى أداة للتنكيل بهم عبر ممارسة جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وتعمد الاستمرار في تقييدهم خلال لحظات الاعتقال الأولى، وحتّى بعد نقلهم إلى المستشفيات، كما تعرّض أغلبيتهم للتّحقيق وهم مقيدون داخل المستشفيات، عدا أوامر المنع من لقاء المحامي التي صدرت بحقّ جزء منهم.
وتركزت أعداد الجرحى في جنين، التي تشهد تصاعداً كبيراً في الحالة النضالية ضد الاحتلال، وكان من بين هذه الحالات، حالة المعتقل ورد شريم (23 عاماً) من جنين، الذي اعتقله الاحتلال في الرابع من أيلول الجاري حيث تعرض لإطلاق النار وأصيب بإصابات خطيرة، وكانت إحدى الإصابات في الشريان الرئيسيّ في ساقه اليسرى، ورغم إصابته الخطيرة تعرض شريم لعملية تنكيل ممنهجة خلال اعتقاله، وذلك من خلال تهديده وشتمه، وتقييده منذ لحظة اعتقاله.
وخلال هذا العام، صعّد الاحتلال من إعادة اعتقال الجرحى السابقين وكان من أبرزهم، الأسير محمد أمين زغير (31 عاماً)، من الخليل، الذي اعتقل في التاسع من أيار الماضي، وهو جريح منذ انتفاضة الأقصى، حيث تعرض في حينه لحروق من الدرجة الأولى أدت إلى تشوهات في كل أنحاء جسده، وإعاقات في يده وهو بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة ورعاية خاصّة، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقاله واحتجازه في «عيادة سجن الرملة».
ومن بين حالات الجرحى، الأسيرة الجريحة فاطمة شاهين (33 عاماً) من مخيم الدهيشة في بيت لحم، التي تعرضت لإطلاق النار خلال اعتقالها في السابع عشر من نيسان الماضي، وأصيبت بإصابات خطيرة، أدت إلى استئصال إحدى كليتيها، وما تزال تتنقل بوساطة كرسي متحرك حيث احتجزت لفترة في «عيادة سجن الرملة»، ثم جرى نقلها إلى سجن «الدامون» حيث تقبع أغلبية الأسيرات، وتحتاج اليوم إلى متابعة صحية حثيثة.
ومن الجرحى الأطفال، الطفل المقدسي عبد الرحمن عامر الزغل (14 عاماً)، من سلوان القدس، حيث تعرض لإصابة برصاصة في الرأس في آب الماضي أدت إلى تدهور حالته بشكل خطير.
من جانب آخر، قال المجلس الوطني الفلسطيني: إن ما يحدث من جرائم وترويع ضد الصحفيين «فرسان الحقيقة»، هو استهداف ممنهج يمارسه الاحتلال ضد الإعلاميين ومؤسساتهم في فلسطين، عبر القتل بدم بارد، والاستهداف المتعمد بالرصاص الحي والاعتقال.
جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس اليوم الثلاثاء، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، الذي يأتي هذا العام وسط استمرار وتصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين والعاملين في الإعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشار البيان إلى عمليات البطش التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين، وتوجه المجلس الوطني، بالتحية للصحفيين الفلسطينيين على تضحياتهم وتحملهم المسؤولية، ومواصلتهم العمل الصحفي معرضين أرواحهم للخطر الشديد والموت، مؤكداً دورهم الوطني والأخلاقي في فضح وكشف الأكاذيب لحكومة الفاشيين العنصرية الإسرائيلية.