من مفهوم الأنوثة الحاضرة في كل الميادين … عيسى لـ«الوطن»: تأثرنا بأسلوب نزار صابور ونحاول الخروج من النمطية وتجاوز السائد
| مصعب أيوب
هو نتاج أربعة أشهر من الجهد لتنهي من خلاله مرحلة التعب وتبدأ اليوم بمرحلة التقييم والاستماع للتعليقات والإشادات وربما الانتقادات ولاسيما أنه معرضها الأول بعد أن تخرجت في كلية الفنون الجميلة قبل عامين، فكان أن حضرت الشابة سراب عيسى باقة من أجمل اللوحات التي رسمتها لتقدمها اليوم في معرض «الآرت هاوس» بدمشق عند الساعة السادسة من مساء الإثنين.
الخروج عن التقليدي
تستهل حديثها بالتعريف عن نفسها قائلةً: أنا سراب عيسى تخرجت في كلية الفنون الجميلة وأنا اخترت أن يكون اسم المعرض «female» وهي الكلمة الإنكليزية التي تقابل كلمة أنثى في لغتنا العربية وتعمدت أن أضع للمعرض هذا الاسم لما فيه من مفردات أنثوية ويحمل الكثير من المعاني عن الأنثى الحاضرة في كل الميادين والاختصاصات، فهو من اختارني ولم أختره، وكل لوحة تحمل حالة شعورية معينة تتفرد بها عن غيرها، وأنا شاركت ب12 لوحة من القياس الكبير بواقع متر ونصف المتر طولاً وعرضاً إضافة إلى 25 عملاً صغيراً وأربعة أعمال طولية.
كما بينت أن المشاهد للمعروضات سيلاحظ للوهلة الأولى أنها تندرج تحت التجريدي ولكنها اعتمدت التعبيري الذي اختزنه من ملامح الواقع وتفاصيله وأجزائه وإن كانت تلك الملامح ضامرة وغير ظاهرة وجلية ولكنها موجودة حتماً.
وأوضحت عيسى أنها منذ زمن بعيد متأثرة بالفنان نزار صابور وبأسلوبه لكونه فتح لنا- مع طلاب دفعتها- آفاقاً جديدة ومختلفة للخروج عن التقليدي والسائد والتخلص من النمطية سواء بالفكرة والطرح أم بالمواد المستخدمة من خلال عدم الاكتفاء بالألوان فقط واستخدام مواد غير مألوفة كالتراب والرمل والفحم والرماد وهو ما تتطلبه الحداثة، ولأن فترة إنجاز اللوحات قضتها في صافيتا على قمة جبلية مرتفعة فقد فتحت تلك المشاهد الممتعة لها آفاقاً بعيدة وتجاوزت الحدود في التفكير والتعمق والتأمل بما حولها لتقديم أفضل ما يمكن فقد استلهمت في كثير من الأحيان موضوعات بعض لوحاتها من الطبيعة الجبلية الساحرة.
الارتباط يقتل الموهبة
وعن مواضيع لوحاتها تخبر عيسى أنها تنوعت بين طباعة الجسد الأنثوي مباشرةً ففي بعض اللوحات قامت بطباعة الورود التي رأتها في يد والدتها ذات مرة، فتشدد على أن اللوحة الواضحة غير مرغوبة ولا بد من تقديم تلميحات وإيماءات عن الموضوع تخلق لدى المشاهد حب اكتشاف مضامينها واستنباط فحواها ولاسيما إذا كان متلقياً عادياً غير متشرب للفن التشكيلي وأبعاده وأعماقه.
وعن أحلامها أو مشاريعها ومخططاتها تؤكد عيسى أن ما يشغل تفكيرها هو أن تقدم الأفضل وتستمر في إبداعها وإثبات موهبتها على الساحة التشكيلية منوهةً بأن الزواج والارتباط عموماً ربما ينحي الموهبة جانباً أو يقلصها، كما أوضحت أن الطقوس الخاصة بها أثناء الرسم ربما تكون مختلفة عن الآخرين الذين يفضلون الأجواء الهادئة والموسيقى الكلاسيكية وأغاني فيروز على حين أنها تحبذ سماع الأغاني الشعبية والمتداولة في مواصلات النقل العامة بحيث أنها تخلق الحماسة لديها وتشحن طاقتها.
تباينات بصرية
كما قالت الفنانة التشكيلية نداء دروبي: فنانتنا اليوم قدمت جسد الأنثى بطريقة الطباعة وقد أضافت عدة خطوط مستخدمة تقنيات كثيرة بأسلوب تعبيري تخبر فيه إحساسها من خلال هذا الجسد، كما أنها أضافت الكثير من التغييرات على سطح اللوحة من أجل تقديم تباينات بصرية ممتعة للعين وغنى فني من خلال صنع سيلان للألوان على اللوحة وفرشها ومدها بأسلوب عفوي وفوضوي، كما أنها خلقت بعض التباينات بين اللون الأبيض واللون الأسود وتدرجات من اللون الرمادي لتقدم ملامح تعبيرية والكثير من الروح الإنسانية.
وتابعت دروبي أن عيسى تطرقت في بعض اللوحات إلى مرحلة الطفولة البريئة فجسدت رسومات الأطفال على الجدران بأسلوب تجريدي يختزل اللون وإسباغ طابع الطفولة عليه وتحديداً طريقة رسم الطفل للطبيعة وما يتعلمه في مقاعد الدراسة فتختفي اللمسة بين البياض المبهم والفراغ والبقع اللونية.