مع مواصلة الدول الغربية وأميركا فرضها العقوبات الاقتصادية القسرية على الشعب السوري، حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، من حدوث «حلقة هلاك» إنسانية في النقاط الساخنة في عدة دول من بينها سورية التي فقد فيها 2.5 مليون شخص شريان حياتهم للحصول على المساعدات الحيوية.
ووفقاً لحساباته الجديدة، حذّر البرنامج من انزلاق ما يقرب من 24 مليون شخص إلى حالة من الجوع الطارئ خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وفقاً لأرقام جديدة صادرة عنه، حيث يضطر إلى إجراء تخفيضات جذرية على معظم عملياته مع انخفاض التمويل، وذلك حسبما ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية أمس.
وأضاف البرنامج، إن تلك الحسابات خلصت إلى أن كل خفض بنسبة 1 بالمئة في مساعداته الغذائية يعني دفع 400 ألف شخص من الأزمة إلى الجوع الطارئ.
وأشار إلى أن الخبراء فيه، يخشون من حدوث «حلقة هلاك» إنسانية، في النقاط الساخنة مثل سورية وأفغانستان والصومال والكونغو وبنغلاديش والأردن وفلسطين جنوب السودان وهاييتي، حيث يضطر (البرنامج) إلى التركيز على إنقاذ حياة الأشخاص الذين يواجهون المجاعة على حساب الأشخاص الذين يعانون الجوع.
وأوضح البرنامج أنه تم بالفعل تنفيذ تخفيضات هائلة فيما يقرب من نصف عملياته، في هذه المناطق، وأضاف إنه في سورية وحدها، فقد 2.5 مليون شخص شريان حياتهم للحصول على المساعدات الحيوية.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: «مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يواجهون المجاعة في جميع أنحاء العالم إلى مستويات قياسية، نحتاج إلى زيادة المساعدات المنقذة للحياة – وليس خفضها».
وتابعت: «إذا لم نتلــق الدعــم الذي نحتاجــه لتجنب المزيد مــن الكوارث، فسيشهد العالم بلا شــك المزيد من الصراعات، والمزيد من الاضطرابات، والمزيد من الجوع».
ويعاني الشعب السوري إجراءات قسرية أحادية الجانب فرضتهـــا عليه الدول الغربية والولايات المتحــدة الأميركية بعد أن فشلت في حربها الإرهابية التي شنت على بلاده بهدف ســلب القــرار السيادي السوري.
وفي الـ11 من حزيران الماضي، أعلن البرنامج عن تخفيض مساعداته الغذائية لنحو 2.5 مليون شخص بعد أن كان يقدمها لنحو 5.5 ملايين يعتمدون على المساعدات في سورية، مرجعاً أسباب ذلك لأزمة نقص التمويل.
وفي الـ18 من الشهر ذاته، أشار البرنامج إلى أن قرار تخفيض المساعدات الغذائية لسورية ينبع من عجز الموارد المتوافرة عن مواصلة المستوى الحالي من المساعدة، وأنه في ظل غياب أي دعم معتبر لمشاريع التعافي المبكر، سيظل الاعتماد على المساعدة الإنسانية مرتفعاً بينما يستمر التمويل في التضاؤل، ورأى في نتائج ما يسمى «مؤتمر بروكسل للمانحين» الذي عقد في الـ15 من الشهر ذاته أيضاً في بلجيكا، فرصة لإعادة المساعدات لمستحقيها، رغم رفض الاتحاد الأوروبي خلال المؤتمر رفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.