رياضة

وتلك مغالطة!

| غسان شمه

من حيث المبدأ يصل المسؤول الرياضي إلى منصبه، سواء بالانتخابات أم بالتعيين، بناء على نشاطه وخبرته وكفاءته، ولا نعتقد أن «روشيتة» المبررات الملونة تأتي من ضمن هذه المواصفات ليتم اعتمادها بكثرة من البعض وخاصة عندما يتكرر الفشل فتصبح هذه المبررات الكرت الرمادي الجاهز بين يدي هذا المسؤول..!

طبعاً ندرك أن ظروف العمل ليست مثالية ولكن ما نعرفه، في المنطق السليم، أن الظروف المناسبة هي التي تمهد الطريق للعمل الناجح، حيث يتم البناء على قاعدة سليمة فنياً وموظفة بشكل يخدم جميع الأطراف المشاركة في هذا العمل أو ذاك لتحقيق الهدف النهائي الذي يجمعهم كفريق واحد له رؤية وغاية تحمل توافقاً منطقياً في طريقة إدارة العمل، ونتفق أن توافر الظروف المناسبة هي الشرط الأساسي لتحقيق النجاح الذي يتأمله هذا الفريق.

وفي حال حدوث طفرة ما، لسبب ما، كأن يتحقق نجاح بسيط أو محدود وعابر لا يعول عليه فإننا نعتبره أرضاً مناسبة للاستمرار في هذا النجاح وسريعاً ما يتكشف عن حقيقته العابرة هذه وإن كنا يمكن أن نستفيد منه ببعض التفاصيل، ذلك أن المنطق السليم، المباشر والبسيط، يؤكد ما يعرفه الجميع وهو أن العمل يحتاج إلى الظروف المناسبة لتحقيق غايته في النجاح في مختلف رياضاتنا وكرة القدم بوجه خاص.

الخروج على هذا المنطق من أحد المسؤولين تجلى في بعض جمل عن طريقة عمل يراها ممكنة وتتضمن: «الشخص الأفضل هو من يشتغل بوسط المشاكل ويتمكن من حلها، في حين في ظروف جيدة أي حدا قادر يشتغل».. أليس في هذا المنطق ما يثير التساؤل؟

يبدو أحياناً أن البعض يريد أن يقلب الأمور ويجعل المنطق البسيط يقف على رأسه لا قدميه، ذلك أنه إذا نجح أحدهم في ظل ظروف سيئة، وهذه الظروف، أياً تكن، لا نجد فيها مبرراً ليذهب هذا المسؤول أو ذاك إلى منطق يخالف البديهيات في أي عمل، والتعويل على الاستثناء والمصادفات أو حتى السوبرمان إن وجد.

المشكلة أن مثل هذا الرأي، أو التبرير لواقع الفشل في إدارة العمل وغيره، يمكن أن تسمعه من أكثر من شخص في وسطنا الرياضي وكأنه فتح لا مجال لمناقشته، وإذا فعلت فأنت في أحسن الأحوال لا تقدر هذه المعرفة ولا ذلك الجهد..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن