تضارب الأنباء بشأن السيطرة على المنطقة … اشتباكات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» شمال كردفان
| وكالات
تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش و«الدعم السريع» بمنطقة ود عشانا شرق أم روابة في شمال كردفان، أمس الأحد، على حين تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على المنطقة.
وحسب موقع «الميادين»، أعلنت قوات الدعم السريع في وقت سابق السيطرة على حامية منطقة ود عشانا، والاستيلاء على 12 عربة قتالية وكميات من الأسلحة والذخائر، وقد نفت مصادر محلية وجود حامية للجيش السوداني في المنطقة، مشيرة إلى أن الجيش ألحق خسائر في قوات الدعم السريع.
وأول من أمس السبت، قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان: إن الحديث الذي تروجه قوات الدعم السريع بشأن الديمقراطية والعدالة «مضلل وكاذب».
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمام ضباط وجنود من سلاح المدفعية في مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل شمالي البلاد، مضيفاً: هذه المليشيا (الدعم السريع) كانت تنظر للدولة السودانية بعد 2019 باعتبارها غنيمة يجب الإجهاز عليها وأخذ نصيبها منها.
وأشار إلى أن هذه المطالب كانت المحرك الرئيسي للحرب التي اندلعت في 15 نيسان الماضي والساعية لتقسيم السودان، واصفاً ما قامت به قوات الدعم السريع من أفعال بـ«طعنة في خاصرة الشعب السوداني».
وفي 21 أيلول الفائت، أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، في كلمة مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار، والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
ودعا «حميدتي» إلى تأسيس جيش سوداني جديد لبناء مؤسسة عسكرية مهنية تنأى بنفسها عن السياسة وتحمي الدستور والنظام الديمقراطي، حسب تعبيره، وأوضح أن الحرب سببت دماراً «لم يسبق له مثيل» في السودان، ولاسيما الخرطوم، وأحدثت أزمة إنسانية في دارفور، لافتاً إلى أن فريقه انخرط «بصدق» في المفاوضات التي استضافتها السعودية في جدة، وطرح رؤية لإيقاف الحرب.
كذلك، أعلن قائد الجيش السوداني، عن استعداده للتفاوض مع قائد قوات الدعم السريع حميدتي، في حال التزام الأخير بحماية المدنيين.
وفي 28 أيلول الفائت، أعلنت صحيفة «العرب» اللندنية علمها، مِن مصدرٍ سوداني مُطّلع، أن البرهان وحميدتي كانا في السعودية، مُعتبرةً ذلك خطوةً تشير إلى مسار مفاوضاتٍ جديدة.
وتأتي الزيارة غير المعلنة التي يتضح إجراؤها وسط تكتمٍ سعودي- سوداني، بعد فترةٍ من توقف مفاوضات جدّة، التي جرت في شهر أيار الماضي، بدفعٍ سعودي- أميركي، وتمّ التوصل خلالها في أكثر من مناسبة إلى اتفاقٍ هش لوقف إطلاق النار، كان سرعان ما ينهار على وقع تبادلٍ للقصف بين الجانبين، إضافة إلى تبادلٍ للاتهامات بخرق الاتفاقات.
يُشار إلى أنه لم يسبق لقائدي الجيش والدعم السريع أن التقيا مباشرةً منذ اندلاع النزاع المسلح المستمر في السودان، في 15 نيسان الماضي، حيث اقتصرت جولات المفاوضات التي استضافتها مدينة جدّة على ممثلين عنهما.