اعتبر المستشار اللبناني في العلاقات الدولية قاسم حدرج أن الطموح الأميركي في تقسيم سورية ليست مسألة جديدة، بل قديمة وإنما أخذ الآن خطوات تنفيذية على الأرض.
وذكر موقع قناة «العالم» في تقرير له أنه في سياق حملتها التصعيدية في سورية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تغيير اسم سفارتها عبر حذف كلمة دمشق واستبدالها بشعار سفارة أميركا في سورية، مع الاستعداد لنقل مقر السفارة من دمشق إلى الحسكة حيث قواعد غير شرعية للاحتلال الأميركي ومقرات لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الموالية للاحتلال.
ورأى حدرج وفق القناة، أن الطموح الأميركي في تقسيم سورية ليست مسألة جديدة، بل قديمة وإنما أخذ الآن خطوات تنفيذية على الأرض. واستشهد بتصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري عام 2015 حينما قال أمام لجنة العلاقات في الكونغرس الأميركي: إنه نتيجة لصمود الدولة السورية، سنضطر للذهاب إلى خطة باء وهي الخطة البديلة لتقسيم سورية.
وأوضح حدرج أن ما تقوم به أميركا هو إعلان لشد العصب لأدواتها التي تسعى من خلالها تحقيق مشروعها التقسيمي الفاشل، الذي أخفق على مستوى الأدوات الكبرى في الدول، والآن تلجأ إلى أدواتها الصغيرة في سورية. وأضاف: إنه وفقاً لعلم العلاقات الدبلوماسية فإن التمثيل الدبلوماسي يجب أن يكون بموافقة الدولة المضيفة، فإذا تم طرد السفير الأميركي من سورية عام 2012، فليس لأميركا سوى وجود عسكري احتلالي على الأرض السورية.
وأضاف: إن أميركا تعتمد على جناحين في سورية، جناح «قسد» وجناح العشائر لضم الجماعات الإرهابية معاً، كجماعة إرهابيي الرقة الذين انضموا إلى «جبهة النصرة»، وجماعة تنظيم داعش، ووضعهم في قالب جديد يطلقون عليه «جيش سورية الحرة»، بمعنى إعادة تدوير النفايات الإرهابية وإسناد المهام لها، معتبراً المعارك التي حصلت بين مسلحي «قسد» والعشائر ما هي إلا سيناريو هوليودي لإعطاء معنويات بأن أميركا ستسمح للعشائر بالاشتباك مع «قسد» لرسم خطوط نارية بينهما، تمهيداً لإطلاقهم تحت مسمى جديد يوكل إليه مهام، أهمها قطع طريق مثلث التنف منعاً لوصول الإمدادات للمقاومة في لبنان وفلسطين.
وأكد أن «قسد» لديها مهمة أخرى وهي العمل على واقع تقسيمي في سورية ويضر بتركيا وإيران أيضاً، موضحاً أن هناك عدة أهداف للولايات المتحدة، على رأسها البقاء في سورية بذريعة دعم العشائر و«قسد» والسيطرة على مصدر الثروات السورية في الحسكة لكي يؤتي الحصار أكله.