بدء أعمال المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في طهران بمشاركة سورية … رئيسي: المقاومة في سورية وغيرها جعلت العدو مكتوف الأيدي أمام انجازاتها
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن المقاومة في سورية وفلسطين واليمن والعراق جعلت العدو مكتوف الأيدي أمام إنجازاتها وتفوقها.
وبدأت في طهران أمس أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية بمشاركة سورية، و110 مفكرين من 41 دولة، وقال الرئيس الإيراني في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر: «إن رؤيتنا المشتركة اليوم هي الصمود والمقاومة أمام الأعداء وليس التطبيع والاستسلام»، مؤكداً أن «الوحدة تمثل الطريق لمواجهة الحرب الثقافية والإعلامية والاقتصادية»، وشدد على ضرورة التركيز على الوحدة الإسلامية التي تعني الانسجام والتنسيق لحفظ مصالح العالم الإسلامي واعتبارها منهجاً ومدرسة، وفق ما نقلت وكالة «سانا».
ولفت رئيسي إلى أن العدو يحارب وحدة الأمة الإسلامية فهو لا يريد لهذه الأمة الاتحاد، وأكد أن الاهتمام بتحرير فلسطين هو أهم قضية للأمة الإسلامية، وأوضح الرئيس الإيراني أن الهدف من عقد المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية هو خلق الوحدة والتضامن بين المسلمين وتقريب وجهات نظر العلماء العلمية والثقافية، وكذلك دراسة وتقديم الحلول العملية من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية وتكوين أمة واحدة في العالم الإسلامي وحل المشكلات وتقديم الحلول المناسبة في هذا الشأن.
بدروها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن رئيسي أن الوحدة ليست وجهة نظر عابرة للقطاعات بل هي نظام فكري يتمحور حول الحقيقة، موضحاً أن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية.
واعتبر رئيسي أن سر انتصار المسلمين عبر التاريخ هو وحدتهم وتآزرهم المرتكز على القرآن، وعدم تحقيق رغبات الأعداء، مشيراً إلى أن نظام الحكم في دول الأعداء اليوم يدرك أن أهم عائق أمامه هو الأمة الإسلامية التي تؤمن بالديناميكية في حياتها وتعتبر الركود موتها.
ورأى الرئيس الإيراني أن المؤشر المهم لمعرفة ما يبحث عنه العدو هو أن ندرك بأنه لا يريد للأمة الإسلامية أن تكون موحدة، معتبراً أن من يتحرك في اتجاه الوحدة يتحرك ضمن استراتيجية الإسلام ومن يحاول القسمة والتفرقة فقد تحرك في اتجاه استراتيجية العدو.
وأكد أن الاهتمام بحرية القدس الشريف وفلسطين هو أهم دليل على وحدة الأمة الإسلامية، موضحاً أن السعي إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو مؤشر في مسار الرجعية والتقهقر لأي حكومة كانت لأنه امتثال لإرادة أجنبية معارضة.
وأردف بالقول: إن الذين جلسوا إلى الطاولة ووقعوا اتفاقيات كامب ديفيد وشرم الشيخ وأوسلو مع العدو الذي لم يلتزم بأي من هذه الاتفاقيات لم يحققوا شيئاً في حين المقاومة في كل المناطق سواء فلسطين واليمن وسورية وأفغانستان والعراق فقد جعلت العدو مكتوف الأيدي أمام إنجازاتها وتفوقها.
وأشار رئيسي إلى أن اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو أثبت نجاحه بامتياز، ولفت إلى أن اجتماع اليوم هو اجتماع مناهض للصهيونية ومناهض للهيمنة والاستكبار العالمي، مؤكداً أن استراتيجية الوحدة يمكن أن تقوي الأمة الإسلامية في مواجهة العدو في حروبه المشتركة.
ويأتي مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي في دورته لهذا العام تحت شعار «التعاون الإسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة»، ويذكر أن الجزء الخاص بالندوات «الافتراضية» من هذا المؤتمر والتي تم إنشاؤها في المؤتمر الرابع والثلاثين لعام 2020 لا يزال معتمداً ومستمراً مراعاة لتفشي فيروس كورونا، حيث بدأت هذه الندوات يوم الخميس الماضي على شكل 16 لقاء افتراضياً بحضور 240 مفكراً ومن خلال كل ندوة يلقي 15 مفكراً خطاباتهم.
ويعقد في مؤتمر هذا العام اجتماعان مهمان يحضر أحدهما 110 من المثقفين المحليين وبحضور أئمة وعلماء من 60 مدينة لمناقشة القواسم المشتركة والأعراق المختلفة للبلاد، وسيتم عقد اجتماع آخر مع الضيوف الأجانب وستتم قراءة البيان الختامي للمؤتمر في هذا الاجتماع، كما تم في هذا العام إرسال أكثر من 200 مقال من 20 دولة مثل مصر والجزائر وتونس والعراق بلغات مختلفة إلى الأمانة العامة للمؤتمر.
ويقام في هذا العام معرض قرآني إلى جانب مؤتمر الوحدة الإسلامية دفاعاً عن القرآن المقدس بعد الإساءة المشينة التي تعرض لها المصحف الشريف في بعض الدول الغربية تحت موافقة أو صمت قادة الدول الأوروبية.
وعلى هامش المؤتمر أمس شارك الرئيس الإيراني بإزاحة الستار عن 15 كتاباً في موضوع الوحدة.