كثيراً ما نقع في ورطة بسبب موقف ما أو كلمة هربت من الشفاه واستقرت في أدمغة من يستمع لنا، حينها نتمنى أن يمر هذا الموقف مرور الكرام من دون أن يترك أثراً سلبياً عند الآخرين، ويقولون في هذه المواقف: ليت الأرض تنشق وتبتلعنا!
وأنا كغيري أعترف بأنني ارتكبت الكثير من الأخطاء التي تمنيت معها أن تنشق الأرض وتبلعني، وعند الاعتذار أقول: لست أنا من فعل ذلك!
فعلاً لست أنا من ينتقد الأداء الحكومي في كثير من القرارات والسياسات الاقتصادية، فهناك من طلب مني أن أوصل رأيه إلى الناس على اعتبار الصحافة الوسيلة الأقرب لإيصال أصوات الناس، فهل أخطأت عندما نقلت صوت مواطن «محروق قلبه» بسبب القرارات الحكومية غير الشعبية؟
يقولون إن ناقل الكفر ليس كافراً، وأنا أقر بهذه الحكمة، وإن كان هناك نيات للكفر في كثير من الأحيان، وأنا أنقل اليوم كفر بعض الكفار لكنني لست أنا من يوافق على هذا الكفر والعياذ بالله!
أحدهم ويدعى سين جيم طالب باستقالة الحكومة- كش برة وبعيد- بسبب بعض القرارات ومنها رفع أسعار المحروقات من مازوت وبنزين وكان آخرها الغاز، وفعلاً جميع القرارات والإجراءات الحكومية ألغاز صعبة الحل، كما يقول هذا الأفّاق المدّعي، وأعلمكم مرة أخرى أنني لست أنا من قال هذا الكلام المغرض، فأنا من عشاق حكومتنا للعظم، وأتمنى أن تظل ترعى المواطنين من الآن إلى يوم الدين، آمين.
لست أنا من يسأل عن أسباب تصدير المنتجات السورية من غنم العواس والفواكه والخضراوات وحرمان السوريين منها، فالذي طرح السؤال له علاقة بالزراعة والصناعة والاقتصاد ورقصة الدبكة وموسيقا الجاز، وأنا مجرد ناقل للكفر كما ذكرت آنفاً!
لست أنا من اعترض على ذكاء من اخترع البطاقة الذكية، بل هو مواطن اعترف أمام العسس أنه شخص غبي لا يفقه شيئاً في الذكاء الصناعي والإداري الذي أوصلنا إلى ما دون خط الفقر-حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة- كما يزعم ويدّعي هذا الغبي.
ويسأل غبي آخر: ألسنا بلداً زراعياً في الأساس؟ فلماذا نعجز عن تصنيع العلف للدواجن والأغنام والأبقار؟ أليس هذا العجز هو السبب الذي رفع سعر بيضة الدجاج الواحدة إلى ألفي ليرة، وكيلو اللحم إلى ما يزيد على مئة وخمسين ألف ليرة عداً ونقداً؟.
طبيعي أنا أعترض بشدة على هذا الشخص المشكوك في قواه العقلية، فالإجراءات التي أوصلت الأسعار إلى هذا الارتفاع الجنوني مقصودة، وفق رؤية لجان حكومية لاحظت أن السمنة والشحوم الثلاثية والكولسترول أصبحت من سمات معظم المواطنين السوريين، وهذا يشكل خطراً على المجتمع وعلى البلاد فهي تحتاج إلى جهود جميع أبنائها!
لن أستمر في نقل كلام الناس كي لا أتهم بأنني أروّج لأفكار هدّامة مغرضة تسبب التشويش على المسيرة المظفرة لحكومتنا الرشيدة التي تعلن صباح مساء أنها تسهر على راحة المواطنين وتقوم بكل جدارة واقتدار بتوجيه الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين لتطوير معنى العدالة والمساواة بين المواطنين من دون استثناء!
أخيراً أعلن براءتي براءة الذئب من دم يوسف من كل هذه الأكاذيب المغرضة، وأعلن براءة الحكومة مما ينسب إليها، وبراءة سكان الأسكيمو ومجاهل إفريقيا وأهلنا الذين هاجروا إلى المريخ وزحل والمشتري لنشر التجربة السورية بين الكواكب والمجرات!.