عربي ودولي

«الصحة» السودانية حذرت من انتشار الأوبئة بعد زيادة الوفيات والإصابات … البرهان: الجيش يقاتل مرتزقة من جميع الجهات انتهكوا حرمات المواطنين

| وكالات

أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أن بعض السياسيين يمارسون الكذب والتضليل دعماً للميليشيا «المتمردة» (الدعم السريع)، معتبراً أن الجيش يقاتل «مرتزقة» من جميع الجهات.
وحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا»، قال البرهان خلال تفقده الفرقة التاسعة عشرة مشاة بالولاية الشمالية، حيث كان في استقباله قائد الفرقة التاسعة عشرة مشاة وقادة الوحدات: إن القوات المسلحة تخوض معركة الكرامة ويقاتل معها كل الشعب السوداني، ودلل قائد الجيش على ذلك بالتفاف مواطني المنطقة حول الفرقة التاسعة عشرة مشاة الذين يمثلون كل السودان.
واتهم البرهان بعض السياسيين، من دون تسميتهم، بممارسة الكذب والتضليل دعماً للميليشيا المتمردة، مستدركاً بالقول: لكن الجيش يقاتل باسم السودان بسند قوي من الشعب كله ولا وجود لأي تنظيمات وإنما الولاء للوطن وحده، مضيفاً: بعض السياسيين طلاب سلطة حتى لو كان ذلك على حساب الوطن وشعبه.
ولفت إلى أن القوات المسلحة تقاتل «مرتزقة» من كل الاتجاهات استعانت بهم الميليشيا «الإرهابية» فانتهكوا حرمات المواطنين وأزهقوا الأرواح بدواع لا تستند إلى منطق.
في غضون ذلك، حذر وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، من معدل انتشار الأوبئة، ومنها حمى الضنك والكوليرا في 8 ولايات، وذلك بعد زيادة معدل الإصابات والوفيات، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في معدل الدعم الطبي الدولي.
وقال إبراهيم في تصريحات لـ«سبوتنيك»: إن الوزارة رصدت انتشار الأوبئة، ومنها حمي الضنك والكوليرا في 8 ولايات، كاشفاً أن عدد الوفيات بلغ 19 حالة، بينها 3 في العاصمة الخرطوم، التي سجّلت بعض الإصابات بمرض الكوليرا، إضافة إلى 400 إصابة أخرى، وأن الصعوبة الرئيسة تتمثل في التحرك الطبي في بعض الولايات بسبب الحرب والأوضاع الأمنية.
وأضاف الوزير: إنه قبل يومين تم تأكيد إصابات بحالات الكوليرا، وأنه تم الإعلان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتوفير الدعم الدولي، مشيراً إلى «انتشار حالات لأمراض وبائية منها الكوليرا في الولايات الشرقية، خاصة القضارف» الحدودية مع إثيوبيا التي أعلنت هي الأخرى عن إصابات بالمرض نفسه، ولفت إلى أن من بين أهم الأسباب انتشار الأوبئة هو تخزين مياه الشرب بطريقة غير صحية.
ووجه وزير الصحة السوداني الشكر للمنظمات الدولية والدول الصديقة على تقديم الدعم الطبي، لكنه قال: إن الدعم الطبي غير كاف لسد الفجوة الفعلية في البلاد، خاصة في مستلزمات علاج بعض الأمراض الصعبة كالسرطان، فكل ما وصلنا يكفي فقط أقل من شهر واحد، ولذلك توجهنا إلى الدولة التي فتحت لنا اعتمادات مالية وتواصلنا مع الشركات لشراء المستلزمات.
وعلّق إبراهيم على الصعوبات التي تواجه عمل الكوادر الطبية في ولايات السودان، مشيراً إلى أن النزوح الكبير الداخلي من الخرطوم شمل بعض الكوادر الطبية، الأمر الذي أثر في عمل بعض المستشفيات، ولكننا وظفناهم في مناطق النزوح، وأن الأزمة تكمن في أن هناك زحاماً كبيراً في عدد من المدن يفوق الطاقة الاستيعابية لهذه المستشفيات، وهو ما نحاول مواجهته بالدعم من الكوادر الطبية.
وأشار إلى أن الوضع الآن «مطمئن» ونركز كثيراً على المكافحة لانتشار العدوى وتوسع عمليات التطهير وتعقيم المياه، لافتاً إلى «توافر المستلزمات اللازمة» في عمليات المكافحة.
وشدد الوزير على الحاجة الماسة للدعم الدولي، خاصة في مواجهة الأمراض الخطرة مثل السرطان والفشل الكلوي، وقال: لقد واجهنا صعوبات في توفير هذه الاحتياجات، وتلقينا مساعدات من بعض الدول والمنظمات، لكنها غير كافية، فمثلاً احتياطات علاجات السرطان لا تكفي شهراً واحداً، وتابع: إن الجيش الأبيض سيقف سنداً إلى جانب القوات المسلحة التي تخوض حرباً فُرضت عليها حتى يعود الاستقرار والأمن.
ومنذ منتصف شهر نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً خلَفت أكثر من 5 آلاف قتيل، إضافة إلى 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
وأخفق العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية وأميركية في إنهاء العنف، حيث يسعى كل من طرفي النزاع إلى السيطرة على مقرات حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن