سورية

التعاون بين سورية وروسيا وصل لأعلى المستويات.. والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب بدأ … الصباغ: لا علاقات مع أنقرة ما لم تسحب قواتها.. ونتطلع لتطويرها مع الرياض

| وكالات

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام الصباغ، أن الإدارة التركية ستقضي على أي جهود تهدف إلى إقامة أي نوع من العلاقات مع سورية ما لم تسحب قواتها العسكرية (المحتلة) من الأراضي السورية، وأن دمشق تسير على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الرياض وتتطلع بشدة تطوير العلاقات الأخوية معها، ووصف بالوقت ذاته مستوى التعاون بين سورية وروسيا بأنه «عالٍ وعلى جميع المستويات وفي مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن الدول النامية أظهرت للأمم المتحدة سأمها من الهيمنة الغربية وأن عملية الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب قد بدأت ولا عودة إلى الوراء في هذا الصدد.
وذكر الصباغ على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اختتم أعماله في مدينة نيويورك الأميركية في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» بنسختها الإنكليزية أمس، أنه يتعين على تركيا سحب قواتها العسكرية من الجمهورية العربية السورية وإلا فإنها ستقضي على أي جهود تهدف إلى إقامة أي نوع من العلاقات.
وأضاف الصباغ: «إن دمشق ستكون منفتحة للمناقشة مع أنقرة ولكن ليس بالإصرار على البقاء (لقواتها في الأراضي السورية) فهذا احتلال غير قانوني وسيعرقل كل الجهود الرامية إلى ذلك».
ولفت الصباغ إلى أنه «لا يوجد أي نوع من الاتصالات والعلاقات مع الإدارة التركية.
والجمعة الماضي، جدد وزير الدفاع التركي يشار غولر، موقف بلاده الرافض للانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، واصفاً هذا الطرح بـ«غير المنطقي»، وفي الوقت نفسه أعلن عن استعداد أنقرة لاستئناف محادثات تطبيع العلاقات مع دمشق!
وقال غولر: «نحن مستعدون دائماً للجلوس والحوار، لكن مطالب الجانب السوري ليست شيئاً يمكن قبوله على الفور»!
وأول من أمس وبدلاً من إعلان سحب قوات بلاده المحتلة منها، ألمح رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان عقب العملية الإرهابية التي استهدفت مقر وزارة داخليته باليوم نفسه في العاصمة أنقرة إلى تنفيذ عملية عسكرية جديدة في سورية، وذلك بذريعة حماية حدود بلاده الجنوبية بأكملها بشريط أمني بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية!
ومنذ بدء الأزمة في سورية عام 2011، تدهورت العلاقات بين دمشق وأنقرة بسبب تقديم الأخيرة دعماً للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة لمحاربة الجيش العربي السوري والمتواصل إلى الآن، لكن في الآونة الأخيرة بدأ الجانبان، وكذلك وسائل الإعلام التي تهتم بالعلاقات بين البلدين، يتحدثون عن إمكانية التطبيع التدريجي.
وحول العلاقات بين الرياض ودمشق، نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن صباغ تأكيده خلال تصريحه لـــ«سبوتنيك»، أن سورية تسير على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية وتتطلع إلى مزيد من تطوير العلاقات معها.
وقال: «أعتقد أننا بالفعل على هذا الطريق، نتطلع بشدة إلى تطوير هذه العلاقات الأخوية»، وأشار إلى أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة جدة هي جوانب مهمة في هذه القضية.
وشكلت مشاركة الرئيس الأسد في القمة العربية التي انعقدت بمدينة جدة السعودية في أيار الماضي، بداية صفحة جديدة بين دمشق والعواصم العربية، وذلك بعد أن اتفقت سورية والسعودية على إعادة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد.
وسبق أن قام فيصل بن فرحان بزيارة رسمية إلى سورية في نيسان الماضي، هي الأولى له منذ عام 2011، حيث استقبله الرئيس الأسد وتمت مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها.
وفي الشهر ذاته زار وزير الخارجية والمغتربين فيصل مقداد، المملكة العربية السعودية للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية.
والسبت الماضي، وصل القنصل السوري إحسان رمان إلى مقر السفارة السورية في الرياض في حي السفارات في العاصمة السعودية لاستئناف العمل الدبلوماسي في السفارة، وذلك تنفيذاً لقرار البلدين استئناف عمل بعثتيهما الدبلوماسيتين في الدولتين.
وبشأن العلاقات بين سورية وروسيا، أكد الصباغ في تصريحه أنهما «تربطهما علاقات ممتازة» ومستوى التعاون بين البلدين عالٍ وعلى كل المستويات وفي مختلف المجالات.
وأضاف صباغ: «تعاونا بشكل وثيق ومكثف للغاية، خاصة فيما يتعلق بتمديد التفويض بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2672 وبذلنا معاً جهوداً كبيرة لإجراء تحسينات وتعديلات على هذا النص لجعله أكثر ملاءمة لمعالجة الوضع الحالي».
وأشار إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية أجرى اتصالات مكثفة مع الدبلوماسيين الروس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وناقشا من بين أمور أخرى، الجوانب الإنسانية للأزمة السورية.
وأكد الصباغ، أن خطابات الدول النامية خلال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة أظهرت أن أغلبيتها سئمت من الهيمنة الغربية.
وقال الصباغ: «هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت مهمة للغاية لأننا لاحظنا من خطابات الزعماء أن معظم الدول النامية تبحث الآن عن قيادة متعددة الأقطاب، وهذا الاستقطاب من الأميركيين لم يعد مقبولاً بعد الآن».
وأوضح الصباغ أنه من الصعب تحديد توقيت بالضبط للانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب، ولكن هذه العملية قد بدأت بالفعل ولا عودة إلى الوراء في هذا الصدد.
ولفت الصباغ إلى أن الجانب الإيجابي هو أن هذه العملية قد بدأت بالفعل، معرباً عن ثقته من أنها ستستغرق بعض الوقت، وأضاف: «جميعنا نتحرك في هذا الاتجاه، وسيتم تحديد المدة التي ستستغرقها هذه العملية حسب الظروف، ولكن أعتقد أنها الطريقة الصحيحة التي يجب على الدول النامية العمل بها»

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن