رياضة

عمل أنديتنا مازال عشوائياً والمطلوب تشاركية عمل بين الاتحاد وأنديته

| مهند الحسني

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة موسم سلوي جديد لأندية الدرجة الممتازة، والذي اقتصر هذه السنة على ثمانية أندية وجدت نفسها أنها قادرة على المشاركة والتعاقد مع لاعبين أجانب حسب قرار المؤتمر السنوي الأخير للاتحاد، وعلى الرغم من تخفيض عدد الأندية غير أن المستوى الفني لن يكون جيداً ومتطوراً كما يظن البعض، لا لشيء سوى لأن أنديتنا مازالت تغط في نوم عميق بعد استراحة الدوري الماضي، باستثناء ناد أو اثنين، وهذا من شأنه أن يضع هذه الأندية أمام مسؤولية كبيرة وهي الظهور بصورة جيدة وتسجيل حضور طيب ونتائج جيدة خاصة أنها تصرف الغالي والنفيس جراء تعاقدها مع اللاعبين الأجانب، وستكون تحضيراتها متأخرة وتدخل معترك الدوري وهي غير جاهزة من دون أن تكون هناك أسباب جوهرية لتأخر هذه التحضيرات، وهذا يؤكد أن أنديتنا لا تملك أي أهداف، وليس لديها إستراتيجية واضحة، وعملها مازال بدائياً، وهذا لن يطور مفاصل سلتنا التي باتت بحاجة لنقلة نوعية.

جاء الدوري الماضي مفعماً بالإثارة والنكهة التنافسية وحتى الحضور الجماهيري الذي ملأ مدرجات صالاتنا إضافة للنقل التلفزيوني الممتع الذي شاهدناه وخاصة في مباريات المربع الذهبي، وعلى الرغم من كل ذلك غير أن المستوى الفني لم يبشر بالخير، ولن يكن الزرع مثمراً، لذلك لن يكون الحصاد جيداً وموازياً لحجم الكم الهائل من الإمكانات المادية التي تم صرفها من دون أن نجني أي فائدة مادية لجميع أنديتنا التي أكدت بالدليل القاطع بأنها لا تعمل بطريقة جيدة وصحيحة، وزادت الطين بلة تلك الفوضى الاحترافية بدخول اللاعبين الأجانب بطريقة لم تكن مدروسة، فلم يكد اللاعب ينضم لفريقه حتى نرى غيره في اليوم الثاني حتى بتنا نخاف من أن يتم تغيير هؤلاء اللاعبين بين شوطي اللقاءات.

الاعتراف والعمل

يجب أن نعترف بداية بأن السلة السورية لا يمكن أن تتطور ما دام عمل أنديتنا بهذه الطريقة العشوائية، ولن ترى النور والإشراقات مازالت على هذه الدرجة من الاستخفاف بمسابقاتنا المحلية التي لم تشهد أي تطور منذ سنوات، غير أنه يسجل للاتحاد الحالي إقامة دوري تحت 23 وهو خطوة وصفها الكثيرون بالايجابية، لكن هذه المسابقة لم تكن كافية لأسباب عديدة منها ضعف الإمكانات المادية للأندية التي أصرت على عدم إقامة دوري الفئات العمرية بطريقته المعتادة الطبيعية، حيث اقتصر على نظام التجمعات وهذا من شأنه ألا يعطي الأندية تلك الفائدة الفنية التي نريدها ونتمناها للاعبي هذه الفرق، والتي هي بحاجة للعب عدد كبير من المباريات حتى تكتسب الخبرة وتكون مؤهلة للعب مع فرق الرجال في المواسم القادمة.

صورة ضبابية

أفرزت نتائج دوري تحت 23 سنة عن مواهب وخامات جيدة وموهوبة، وخاصة في أندية الشهباء لكن مصير هؤلاء اللاعبين بات ضبابياً وغير واضح في ظل سلسلة كبيرة وطويلة من التعاقدات فبات هؤلاء اللاعبون على دكة الاحتياط من دون أن يأخذوا فرصتهم ويثبتوا جدارتهم بتمثيل النادي وكسب فرصة الاحتكاك، وكان حرياً للقائمين على اللعبة إلزام الأندية بضرورة مشاركة هؤلاء اللاعبين ضمن فرق الرجال كما كان في عهد الاتحاد السابق، وحينها حتماً ستكون هناك نتائج جيدة لجميع الأندية.

تصويب عمل الأندية

يبدو أن عمل أنديتنا ليس جيداً، وإذا كان تطور كرة السلة سيبدأ من القواعد، فإن المعطيات الموجودة على مستوى المسابقات المحلية غير مطمئن أبداً، وخصوصاً طريقة التعاطي مع فرق القواعد التي أثبتت أن مستواها مازال متفاوتاً، وأكثر ما يحز في النفس أن جميع التحذيرات والتنبيهات التي أشار إليها خبراء اللعبة في الفترات السابقة حول الأخطاء التي وقعت فيها أنديتنا في تعاطيها مع فرق القواعد لديها وطريقة البناء الخاطئة، لم تلق آذاناً مصغية، وكأننا ننفخ في قربة مثقوبة، وبات جل اهتمام أنديتنا هو دعم الفريق الأول، فكان ما كان وأصبح الكابوس الذي كنا نخاف منه واقعاً، وإذا كانت محطات التقييم متدرجة، فإن أعلى مراحل عمل هذه الأندية هي قواعدها التي تعد حصيلة إستراتيجية ورؤية فنية بعيدة تصيب العمق الفني المطلوب للارتقاء باللعبة، لذلك فإننا نمنح هذه الأندية علامة الصفر، ليس بسبب سوء الاهتمام بالقواعد وسوء نتائجها، وإنما لضعف المسابقات الخاصة بها أيضاً، وهذا من شأنه ألا يفرز لاعبين من مستوى جيد لفرق الرجال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن