قضايا وآراء

ماذا يعني إغلاق الحكومة الفدرالية؟

| دينا دخل الله

على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استطاعت في اللحظات الأخيرة تجنب الإغلاق الفدرالي للحكومة بعد أن اتفق الكونغرس بمجلسيه، النواب والشيوخ، على تمرير قانون التمويل الفدرالي قصير الأمد، إلا أن هذا الاتفاق لا يتضمن مساعدات جديدة لأوكرانيا كما أراد البيت الأبيض.

كان من المقرر أن يبدأ الإغلاق الحكومي يوم الأحد الأول من تشرين الأول إلا أن تحولاً دراماتيكياً حدث بعد ظهر السبت حيث عمل زعيم الأغلبية الجمهورية ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي على تمرير التمويل المؤقت الذي سيبقي الحكومة مفتوحة حتى منتصف تشرين الثاني المقبل دون تقديم تنازلات كبيرة بشأن مستويات الإنفاق، فأيد النواب الديمقراطيون بأغلبية واسعة المقترح الجمهوري وصوت ضده نحو ٩٠ نائباً جمهورياً.

يعتبر تمرير الميزانية ضربة لمجموعة من الجمهوريين المتشددين الذين أوقفوا المفاوضات في المجلس بسبب مطالبهم بخفض الإنفاق الحكومي وعلى رأسه وقف التمويل الأميركي لدعم أوكرانيا، وقال الرئيس بايدن: «إن الجمهوريين المتشددين في مجلس النواب حاولوا اصطناع أزمة»، وأضاف: «لا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف أن نسمح بانقطاع الدعم الأميركي لأوكرانيا»، أما زعيــم الأغلبية الديمقراطيــــة فـــي مجلـــس الشيـــوخ تشــاك شومــــر فقــال: «يمكن للأميركيين أن يتنفسوا الصعداء، لقد تم تجنب التخفيضات المتطرفة والسيئة والضارة»، لكن ماذا يعني إغلاق الحكومة الفدرالية وكيف يؤثر على المواطن الأميركي؟

يطلق مصطلح إغلاق الحكومة الفدرالية عندما يعجز الكونغرس بمجلسيه عن الاتفاق على ما يقرب من ٣٠ بالمئة من الإنفاق الفدرالي الذي يجب الموافقة عليه قبل بداية كل سنة مالية في الأول من تشرين الأول، وهذا ما يعني أن مجموعة كبيرة من الأعمال المدعومة من الحكومة ستتوقف ما سيؤدي إلى تأثر مئات الآلاف من الموظفين الفدراليين الذين سيوقفون عن العمل أو سيعملون دون أجور، كما أن الإغلاق سيؤدي إلى حرمان عدد كبير من الأميركيين من الخدمات التي تقدمها الحكومة الفدرالية.

أكد البيت الأبيض أن الإغلاق الفدرالي قد يحرم ملايين النساء والأطفال من الطعام وذلك بسبب انقطاع الدعم المالي عن البرامج المسؤولة عن تقديم المساعدات، ففي الإغلاق الأخير أوقفت «منظمة الطعام والدواء» الأميركية عمليات التفتيش الروتينية التي تقوم بها.

قال مسؤولون فدراليون إن أغلب المتنزهات العامة ستغلق أبوابها في حال الإغلاق الفدرالي، ما يعني إرسال أكثر من ١٣ ألف موظف إلى البيت، من ناحية أخرى ستبقي المؤسسات التي تعنى بالسلامة العامة على موظفيها كالشرطة والقضاء والبريد، إلا أن الموظفين سيعملون من دون أجور، في حين لا تتأثر المؤسسات الصحية والتأمين الاجتماعي بالإغلاق لأنها تخضع لقوانين مالية خاصة بها لا تحتاج لتحديث سنوي ما ينطبق أيضاً على أعضاء الكونغرس.

يحصل الموظفون والعمال الفدراليون على رواتبهم فور انتهاء الإغلاق الحكومي كما يستطيع بعض الموظفين الذين عملوا لساعات إضافية طلب زيادة على أجورهم لكن ذلك لا يشمل الجميع.

بدأ الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بسبب مسألة الإنفاق غير المتفق عليه في الثمانينات من القرن الماضي، حدث ذلك في عهد الرئيس بيل كلينتون عام ١٩٩٥- ١٩٩٦ حيث استمر الإغلاق لمدة ٢١ يوماً، في حين في عهد الرئيس باراك أوباما عام ٢٠١٣ استمر الإغلاق ١٦ يوماً، أما الإغلاق الأطول الذي استمر ٣٥ يوما فكان عام ٢٠١٦-٢٠١٧ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

اليوم اتفق الحزبان على تمرير ميزانية قصيرة الأمد وتجنب الإغلاق فهل سيستطيع الحزبان التوصل إلى اتفاق طويل الأمد خلال الأسابيع القليلة القادمة وتجنب إغلاق آخر؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن