موسكو أكدت إضعاف القدرة القتالية لقوات كييف واقترحت جدول مشاورات لـ«الخماسية النووية» … روسيا وأميركا تُفعّلان منظومتي الإنذار.. وخبير يرى في ذلك استعداداً لحرب نووية

فيما اعتبر استعداداً لحرب نووية، أعلنت روسيا والولايات المتحدة تفعيل منظومتي الإنذار في وقت واحد، ومن جهة ثانية أفادت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أضعفت بشكل كبير القدرة القتالية للقوات الأوكرانية وأدخلت أكثر من 335 ألف شخص الخدمة العسكرية منذ بداية العام، بالتزامن مع إعلان موسكو أنها ستقترح على شركائها جدولاً للمشاورات في إطار «الخماسية النووية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله في مؤتمر، عبر الهاتف، مع قيادة القوات المسلحة الروسية: إن القوات الروسية، أضعفت بشكل كبير القدرة القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية من خلال العمليات النشطة.
وأضاف: «جنودنا يتصرفون بجرأة وحسم، ويظهرون بطولة حقيقية»، وتابع إن «محاولات القوات المسلحة الأوكرانية اختراق الدفاعات الروسية في منطقتي رابوتينو وفيربوفوي باءت بالفشل، وتم صد جميع الهجمات في اتجاه سوليدار وباخموت».
وأردف شويغو: «منذ بداية العام، دخل أكثر من 335 ألف شخص الخدمة العسكرية بموجب عقود وفي تشكيلات تطوعية، وفي أيلول الماضي وحده، أبرم أكثر من 50 ألف مواطن عقوداً»، وأشار إلى أن «الأطباء العسكريين يظهرون الاحترافية والشجاعة، ويجرون عمليات فريدة من نوعها، وينقذون حياة جنودنا وصحتهم».
في الغضون، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده بصفتها منسق الرابطة غير الرسمية للدول النووية ستقترح على شركائها جدولاً للمشاورات في إطار «الخماسية النووية».
ونقلت «سبوتنيك» عن ريابكوف أن «اللقاء المقبل للمجموعة سيكون على هامش الاجتماع الأول للجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة وسنقترحه أولاً على زملائنا، وبعد ذلك على الأرجح سيصبح معلناً»، موضحاً أن الاجتماع سيكون على مستوى الخبراء.
وأشار ريابكوف إلى أن صيغة «الخماسية النووية» هي قضية منفصلة ولا تتعلق بشكل مباشر بمسألة الحوار الروسي الأميركي حول الاستقرار الإستراتيجي لأن لها أجندتها الخاصة.
و«الخماسية النووية» هي مجموعة غير رسمية تضم الدول الخمس الحائزة على الأسلحة النووية، وهي روسيا والصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.
من جهة ثانية، ردت موسكو على تصريحات واشنطن بشأن حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة «أبيك»، إذ أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن روسيا ستحدد بنفسها مستوى مشاركتها في قمة منتدى التعاون الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي ستعقد في الولايات المتحدة.
وقال إنطونوف في بيان، نشر في حساب السفارة الروسية بواشنطن على «تلغرام»، مساء أول من أمس الإثنين: إنه «فيما يتعلق بإرسال الدعوات للمشاركة، واشنطن مكلفة بأداء الوظيفة الفنية، أي إعداد الوثيقة وإرسالها إلى جميع المشاركين في التجمع»، وتابع: «أما بخصوص تحديد تشكيلة الوفد ومستوى التمثيل، فإن ذلك شأن روسيا، ونحن سنحدد بأنفسنا من سيمثلنا في سان فرانسيسكو، بناء على الجدوى العملية، بعد أن نتلقى الدعوة».
جاء ذلك رداً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، بأن الولايات المتحدة ستتخذ قرارها بشأن دعوة الرئيس الروسي إلى قمة «أبيك».
في الأثناء، وجهت لجنة التحقيق الفدرالية الروسية اتهامات بالإرهاب إلى رئيس المخابرات الأوكرانية كيريل بودانوف وقيادة القوات البحرية والجوية، على خلفية الهجمات بالطائرات المسيرة على مناطق روسية.
وقال المكتب الصحفي للحنة التحقيقات الروسية، في بيان أمس: «تم توجيه اتهامات غيابية… ضد رئيس جهاز المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، وقائد القوات الجوية للقوات المسلحة الأوكرانية نيكولاي أوليشوك، وقائد القوات البحرية».
ووفقاً للجنة التحقيق شارك ممثلو القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا بأكثر من 100 غارة جوية باستخدام طائرات مسيرة داخل الأراضي الروسية، في موسكو وشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول وروستوف وبيلغورود ومناطق بريانسك وعدد من المناطق الأخرى.
بموازاة ذلك، أعلنت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ الأميركية «FEMA» أنه سيتم إجراء اختبار على مستوى البلاد لأنظمة الطوارئ والإنذار اللاسلكي اليوم الأربعاء، وذكرت أنه سيتم إرسال رسالة إلى جميع الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون وأجهزة الراديو، وأنه ليس هناك حاجة إلى اتخاذ أي إجراء، مبينة أنه ستكون هناك نسخة لهذه الرسالة باللغة الإسبانية، على أن يتم عرضها وفقاً لإعدادات اللغة الخاصة بالأجهزة، وفق موقع «روسيا اليوم».
وحسب الوكالة سيتم إرسال رسالة منفصلة إلى أجهزة الراديو والتلفزيون، تقول: «هذا اختبار على مستوى البلاد لنظام إنذار الطوارئ، الصادر عن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، ويغطي الولايات المتحدة من الساعة 14:20 إلى الساعة 14:50 بالتوقيت الشرقي. هذا هو مجرد اختبار، ولا يلزم اتخاذ أي إجراء من قِبل المواطنين».
بالتزامن، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها ستختبر في إجراء دوري اليوم الأربعاء منظومة الإنذار من الكوارث الطبيعية في عموم البلاد، وأهابت بالمواطنين التزام الهدوء وعدم القلق.
وعلق المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف على ذلك قائلاً: «كلا البلدين يستعدان لحرب نووية، أو على الأقل يظهران لبعضهما بعضاً أنهما يستعدان لحرب نووية. وفي الوقت نفسه، كانت الولايات المتحدة أول من اتخذ هذه الخطوة، حيث أعلنت عن التحقق في نهاية آب الماضي، وروسيا بالأمس فقط».
وأضاف: «في المقابل، فإن القرار المفاجئ وإجراء الاختبار في اليوم الأميركي نفسه هو مظاهرة أقسى لأنه تصعيد أسرع.. نحن في بداية سلّم التصعيد، وهذه باعتقادي تتوافق مع المرحلة الثانية».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن خسائر الجيش الأوكراني خلال اليوم قبل الماضي بلغت نحو 700 جندي بين قتيل وجريح، كما تم إسقاط 58 طائرة مسيرة وتدمير عشرات الآليات والمعدات العسكرية.