هي كوميديا سياسية سوداء تقوم على الفوضى والدمار، أبطالها من جوقة المسرح الغربي المتخم بعناوين ليبرالية براقة تخفي في طياتها تهديداً خطيراً للبشرية جمعاء.
هذا التهديد الخطير يطل بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي لا يكف عن الهذيان الثمانيني وتأجيج الأزمة الأوكرانية عبر وعود الدعم العسكري والمالي المباشر، على حين أنه لا يملك منها شيئاً فهو بالكاد يتحصل على موافقة تمويل الحكومة الأميركية من الكونغرس.
«نِمْرُ الورَق» المسند إليه دور البطولة المطلقة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، صاحب الخبرات المتراكمة في التمثيل الكوميدي بشهادة ويكيبيديا، لا يجد ضيرا في الاستهزاء به من رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك في محطات عدة، آخرها نشر صورة معدلة لوجه زيلينسكي وهو في حالة انفعال شديد مكتوب عليها «عندما تمر خمس دقائق وأنت لم تطلب مساعدة بمليار دولار»، وهذه ليست المرة الأولى التي يسخر فيها ماسك من الرئيس الأوكراني، حيث وجه رجل الأعمال رسالة لزيلينسكي حثه فيها على تجنب تهديد العالم كله بسبب النزاع مع روسيا.
المفارقة تكمن في أن ماسك ليس رجلاً عادياً وهو لا ينطق من ذاته، وإنما يعكس توجهاً عاماً للإدارة الأميركية وتذمراً شديداً بدا واضحاً من خلال تصريحات مسؤولين أميركيين وغربيين بارزين، وتقارير إعلامية وسياسية، ومطالبات أعضاء مجلس الشيوخ بمنع تقديم مساعدة مالية لأوكرانيا من الميزانية القصيرة الأجل للحكومة الأميركية.
عامل الوقت بدأ يعكس عقارب ساعته لتكون كابوسا يؤرق زيلينسكي وداعميه الغربيين، فهو يعيش فوبيا التخلي عنه بأي لحظة لتقديمه كبش فداء أمام السكين الروسية، التي لن تتوانى لحظة واحدة في جز عنقه وإلى الأبد.
في المقابل تعيش الدول الأوروبية الداعمة لنظام كييف كابوسا هي الأخرى، تتمثل بطول فترة الدعم والمساعدة اللوجستية لزيلينسكي، فعامل الوقت يحمل معه شتاء قارساً لا يتناسب وطلبات زيلينسكي الداعية لإبطال الإيقاف المؤقت للعقوبات على موسكو.
نهاية الرئيس الأوكراني معروفة النتائج بحكم المقدمات التي تقول إن الصداقة مع أميركا أخطر من استعدائها، وخاصة أن الاستغناء عن خدماته بات قريباً، وعادة واشنطن في التخلص من حلفائها ديدن سياستها وأساس وجودها العالمي.