لم يكن بودنا العودة للحديث عن مستوى فرقنا السورية في المشاركات الخارجية لولا ما تابعنا من مستوى أقل من عادي لممثلينا في الكأس الآسيوية قبل يومين، وقد غطى الفوز على المثالب التي كانت موجودة على صعيد العمل الفني والأداء، في حين خرج أهلي حلب للمرة الثانية خاسراً وبأداء متواضع جداً.
الفريقان من المفترض أنهما من فرق الصدارة وكلا المدربين عمل مع المنتخبات الوطنية، وبين أيديهما لاعبون دوليون كثر، ولاعبون شباب، وأشباه محترفين أجانب فلماذا هذا المستوى وهذه العروض؟
وكنا قد تابعنا أيضاً منذ أشهر ليست بعيدة فريق تشرين وهو يلعب خارجياً ولكنه لم يستمر طويلاً إذ كانت فورة وخف بريقها.
هذه الفرق وغيرها بمستوى لاعبيها وكوادرها، ماذا يمكن أن تفيد المنتخبات الوطنية، وموال الاعتماد على اللاعب المحلي يكاد يصبح الأسطوانة التي مللنا من الاستماع إليها والورقة التي تتم المزاودة عليها ولكن من دون فائدة ترجى، بل مزيد من الخيبات.
وهذا يقودنا إلى ما يجري في المنتخبات الوطنية التي تعتبر استمراراً للمهازل التي تجري في الأندية، فبعد أيام ينطلق المعسكر التحضيري لمنتخب الرجال وسيلعب مع الكويت قبل أن يواجه كوريا واليابان في التصفيات الآسيوية، لماذا الكويت بالذات ومنتخبها يعاني أكثر مما نعاني نحن، وما جدوى هذه المباراة التحضيرية، وما هذا الصمت المطبق الذي يمارسه كوبر حول المنتخب؟
هل سيكون الأسلوب الدفاعي الذي لعب به في الوديات مجدياً في الاستحقاقات القادمة، وهل سيبقى معتمداً على عودة الروح للحارس لكي يذوذ عن مرمانا في قادم المباريات؟
اعتذارنا عن المشاركة في الدورة الآسيوية بالمنتخب الأولمبي ألا يعتبر إعلان إخفاق صريحاً، فلماذا تتم مكافأة الفاشلين عندنا دائماً، ومن الذي ألبس المدرب طاقية منتخب الناشين وهو الذي لم يعرف كيف يقود أكثر المنتخبات السورية تحضيراً وتجهيزاً..!
أين المدرب الهولندي فوتة، وما مصيره القادم مع منتخباتنا..؟
وجعنا الكروي يمتد كثيراً، ويزيد من الألم تلك التصريحات الكثيرة الخارجة من قبة الفيحاء التي لا تنم عن احترافية في التعاطي مع الشأن الكروي، كما توجعنا أكثر تلك التعاميم والقرارات التي لا تنزل في ميزان، على حين تغط أغلبية المعنيين عن الشأن الكروي في تبادل أدوار الإشراف والسفر على أعين ومسامع ممن يفترض أنهم أوصياء وأمناء على الرياضة السورية بشكل عام.