رياضة

في ثالث الدوري الكروي الممتاز.. أقوى المباريات بين الكرامة وحطين في حمص … تنقلات مهمة واستقالات والتعويض هدف المرحلة

| ناصر النجار

تنطلق غداً مباريات الأسبوع الثالث من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في ست محطات، المباريات التي ستجري ستكون أكثر إثارة من قبل، وستحرص الفرق على تعويض ما فاتها من نقاط مع التأكيد أن أياً من الفرق لم يصل إلى العلامة التامة وبالتالي فإن إهدار النقاط هو سمة عامة عانت منها جميع الفرق، وعليه فإن الفرق الطامحة للمنافسة التي تعتبر نفسها من نخب الدوري ستجتهد للحصول على نقاط الفوز حتى لا تخسر فرصاً تعتبر مجانية حسب جدول المباريات ومستوى الفرق التي ستواجهها في هذه المرحلة.

ويتبين للمتابع أن الفوارق بين فرق الدوري ما زالت ضئيلة وأن التكافؤ هو العنوان الأبرز لجميع المباريات بدليل أن سبع مباريات انتهت إلى التعادل بينما كان الفوز المحقق بفارق هدف واحد.

بعض الأندية انتبهت إلى خطورة موقعها فبادرت بشكل مبكر إلى تصحيح بعض المواقف وهو ما أسفر عن استقالتين جديدتين في الأندية ليصبح المتغير من المدربين خمسة في زمن مبكر جداً، فما عهدناه في المواسم السابقة أن التغييرات الفنية لا تبدأ إلا بعد انقضاء ثلاث مراحل على الأقل، لكن هذا الموسم كان التغيير مبكراً، والمراقبون يرون أن التغييرات التي حصلت هذا الموسم ليست لأسباب فنية بل لأسباب خلافية وهذا ما حدث في أندية الطليعة والوحدة والفتوة، فالتغيير حدث قبل انطلاق الدوري، فالطليعة (على سبيل المثال) متعايش مع مدربه فراس قاشوش وكان مدرب الفريق أغلب مراحل الموسم الماضي، لكن فكره لم يتطابق مع فكر الإدارة الجديدة، فكانت الاستقالة الأولى، وتلتها استقالة علي بركات للسبب ذاته بعد مباراتين، ليكون الطليعة أول ناد يبدل مدربين ولمّا ينقض من الدوري أكثر من أسبوعين.

المدرب أحمد عزام يدعي أنه كان السبب في بقاء فريق الوحدة بالدوري وضمن تفاهمات معينة جددت إدارة النادي عقد المدرب، لكن المدرب (كما قيل) كان يتدخل في أمور لا تعنيه فكان الطلاق أنسب الحلول، والشيء نفسه حدث مع محمد عقيل بالفتوة الذي أرهقته التدخلات الإدارية فضلاً عن أن البعض من النادي لا يرغب به كمدرب، لذلك كانت الاستقالة جاهزة لأن التفاهم صار معدوماً، والحرية على المنوال نفسه ووجد ضالته مع المدرب المصري أحمد حافظ مبتعداً عن محيطه.

من هذا الاستعراض يتبين لنا أن الأمور الإدارية في الأندية لا توحي بأنها تسير بشكل احترافي، وهذا يدل على أن إدارات الأندية لم تتعاقد مع المدرب الملائم لها أو أنها استعجلت بهذه التعاقدات، وكواليس الأندية تشير إلى أن هذا الموضوع لن يتوقف عند هذا الحد، فهناك استقالات باتت جاهزة وهي بانتظار نهاية هذه المرحلة.

بعيداً عن المدربين فقد أغلقت الانتقالات نافذتها الشتوية مساء الاثنين الماضي، وثبتت الأندية لاعبيها وستبقى هذه اللوائح سارية المفعول حتى الميركاتو الشتوي الذي يفتح أبوابه مطلع العام القادم، وآخر العقود كانت لحطين الذي تعاقد مع اللاعب محمد قلفاط، والوحدة أضاف لاعباً أجنبياً آخر هو المالي تراوري لتقوية خط الهجوم.

ثلاثة أجانب دخلوا في الساعة الأخيرة قبل إغلاق العقود وهم المهاجم المكسيكي كارلوس البيرتو بينا وانضم إلى صفوف حطين، والمدافع السنغالي مصطفى سال والمهاجم الغاني إبراهيم نور الدين وانضما إلى فريق الحرية.

الإصابات القاسية التي حصلت في الأسبوع الماضي ستبعد لاعب الجيش خطاب مشلب شهرين عن الملاعب، كما ستبعد حارس الحرية خالد حج إبراهيم أكثر من شهر.

بالحديث عن البطاقات الصفراء الكثيرة فإن عدداً من اللاعبين باتوا يحملون إنذارين وهذا يهدد وجودهم في الأسابيع المقبلة عند نيل الإنذار الثالث، ونورد أسماءهم من باب الانتباه والحذر، صبحي شوفان وعبد الرزاق محمد (الفتوة) كامارا ومحمد ريحانية (أهلي حلب)، جوزيف أوبيد ياسو (الكرامة)، محمد حمدكو (الطليعة).

من الجدير ذكره أن الدوري سيتوقف بدءاً من السبت القادم لدخول أيام الفيفا ومن المتوقع أن يستأنف الدوري في العشرين من هذا الشهر، فترة التوقف هذه سيجري فيها منتخبنا معسكراً خارجياً في الإمارات سيلعب فيه مباراة واحدة مع المنتخب الكويتي يوم 17 من هذا الشهر.

مباريات طابقية

الموعد الجديد للدوري أصبح في الثالثة عصراً بدل الرابعة، وستقام الجمعة أربع مباريات، بينما يلعب الفتوة يوم السبت وأهلي حلب يوم الاثنين وذلك لتأخر وصوله من السعودية.

مباريات هذا الأسبوع من المفترض أن يكون أغلبها طابقياً لأن فرق النخبة الطامحة بالمنافسة تواجه الفرق الطامحة بإثبات الذات، وعليه فإن التوقعات انصبت في مصلحة الجيش بمواجهة الوثبة على ملعب الجلاء بدمشق وتشرين عندما يستقبل الحرية على أرضه وكذلك جبلة عندما يحل ضيفاً على الطليعة، والفتوة في رحلته إلى طرطوس لمواجهة الساحل، أما اللقاء الأقوى فسيكون في حمص بين الكرامة وحطين إضافة للقاء متكافئ بين أهلي حلب والوحدة في حلب.

المراقبون يرجحون فوز الجيش على الوثبة لعوامل متعددة أولها أن الوثبة لم يستطع التسجيل بمبارتيه السابقتين أمام الطليعة والساحل، وفي القياس فإن هذا الأمر يوحي بعدم الفاعلية الهجومية ومن أخفق بالتسجيل على فرق منظومة المنافسة فإن الأمر سيكون صعباً بمواجهة فرق لها وزن في الدوري.

ثانيها رغبة الجيش في الفوز بعد التعثر بتعادلين تجعله يقدم أفضل ما عنده لتعويض ما فاته وخصوصاً أن المتابعين شعروا أن التعادل الأخير سرق الفوز الذي كان بحوزة الجيش، وفي هذا درس يجب تفاديه وخصوصاً أن الجيش يملك كل أسلحة الفوز.

في حماة الطليعة بوضع غير مريح على الصعيدين الإداري والفني والبعض ألمح لوجود أزمة مالية، واستقالة المدرب واعتذار أحد اللاعبين يوحي أن الفريق في موقف لا يحسد عليه، من هذا المبدأ نجد أن الظروف كلها تصب في مصلحة جبلة الضيف ليقول كلمته ويحقق انتصاره الأول هذا الموسم ولا غرابة في ذلك.

إدارة نادي الحرية شعرت أن بدايتها غير الجيدة في الدوري سيكون لها انعكاس سلبي على الموسم بأكمله، لذلك بدأت تحركها لتدعيم فريقها الأول، فكان التعاقد مع المدرب المصري أحمد حافظ خطوة إيجابية، وهذه الخطوة جيدة ليست لسيرة المدرب الذاتية التي قد تكون عادية، إنما لأنها قطعت الطريق على (شللية) النادي، فكل مدرب سيأتي سيواجه حرباً من زملائه، ولعل هذه الخطوة تقضي على حرب المدربين فيلتف الجميع حول النادي، المدافع السنغالي الجديد مجهول الهوية وقد يكون على شاكلة الموريتاني أو أفضل وهذا الحكم ندعه للمباريات القادمة، ودعمت خط الهجوم بلاعب غاني أيضاً غير معروف، ومع ذلك فهذه التعاقدات تحتاج إلى وقت لتحقيق الانسجام وعملية التناغم، وعملياً فإن تأثيراتها ستكون بعد مباراة تشرين الذي عليه استغلال ظرف الحرية ما قبل التجديد ليقبض كل غنائم المباراة.

المباراة الرابعة ستكون ثقيلة جداً على الساحل وهو يستقبل السبت بطل الدوري الفتوة المنتشي بفوز ثمين على العهد اللبناني، الحالة النفسية للفتوة في أعلى درجاتها، والهدف المرسوم بالحفاظ على اللقب يدفع الفريق لأداء مباراة كبيرة تنتهي بالفوز المؤكد وهذا يتحقق بشرط احترام المنافس، أما إذا داهم الغرور لاعبي الفريق فإن المباراة ذاهبة إلى نتيجة مفاجئة بلا أدنى شك.

السلاح الذي يجب أن يستفيد منه هو أرضه وجمهوره فملعب الصالة ليس كغيره من الملاعب وهو أمر يزعج الفرق الكبيرة لأن مساحته تضيق على تحركاتها، لا يوجد أي أسلوب في المباراة أنجع من الأسلوب الدفاعي ومراقبة أوراق الفتوة الرابحة في منتصف الملعب لقطع الماء والهواء عن المهاجمين.

لا شك أن الساحل وهو المتصدر الحالي في موقف صعب وأمامه مباراة كبيرة وهي مباراة إثبات الذات وعليه أن يلعب على مبدأ: (أكون أو لا أكون) فكل شيء جائز في عالم الكرة، ولا مستحيل أمام التصميم والإرادة.

مباراة الأسبوع

ملعب الباسل في حمص سيجمع أقوى مباريات الأسبوع وسيكون الكرامة على أرضه أمام حطين الضيف الطامح الذي دخل الدوري بكل جدية واستعد له كما يجب الاستعداد واستجلب لتحقيق هدفه أفضل اللاعبين، علة الفريق كانت في إنهاء الهجمات لذلك كان تركيز الإدارة الفنية على التعاقد مع محمد قلفاط الذي أثبتت خبرته نجاعتها في التسجيل مع كل الفرق الذي لعب لها ومع مهاجم مكسيكي قيل عنه الكثير من الكلام الجميل.

التوليفة الهجومية الجديدة ستظهر في حمص ولا ندري إن كانت قادرة على تحقيق المطلوب من الظهور الأول، الكرامة بشهادة المراقبين فريق منظم يلعب وفق أصول الكرة، أداؤه سلس وخطوطه منظمة، لكنه يعيش (فوبيا) الدقائق الأخيرة بعد أن طار الفوز منه في المباراتين السابقتين.

المواجهة كبيرة ونتمنى أن تكون جميلة، والفوز فيها يحتاج إلى التركيز واستغلال نقاط الضعف في الفريق الآخر، ولا شك أن من يمسك وسط العمليات سيكون قادراً على إدارة المباراة كيفما شاء.

الفوز في المباراة بحاجة إلى توفيق وحظ إضافة إلى جهد وسعي وإرادة وتصميم.

المباراة المتكافئة الأخيرة ستكون بعيدة زمنياً (موعدها الاثنين) بين أهلي حلب والوحدة، تأخير المباراة ربما يصب في مصلحة الوحدة لإعطاء مدربه وقتاً أطول لإصلاح أخطاء الفريق وتقريب وجهات النظر في خطوطه المتباعدة وربما دخل محترفه الجديد تراوري من مالي مرحلة جيدة من الانسجام مع الفريق.

بالوقت ذاته المفترض بفريق أهلي حلب أن يفصل (ذهنياً) مشاركته بالبطولة الآسيوية عن مشاركته في المسابقات المحلية حتى يحقق المطلوب منه آسيوياً ومحلياً.

من الموسم الماضي

الساحل تعادل في موسم 2020-2021 مع الفتوة في الذهاب صفر/ صفر، وخسر في الإياب بهدفي محمد كنيص ورجا رافع.

الحرية خسر مباراتيه في موسم 2020-2021 ذهاباً صفر/3، سجل لتشرين ورد السلامة من جزاء محمد مرمور وعلاء الدين دالي، وخسر في الإياب ايضاً 1/3 وسجل له: محمد مالطا ومحمد مرمور وماهر دعبول، وسجل هدف الحرية مدافع تشرين خالد كردغلي بالخطأ في مرماه.

أهلي حلب فاز على الوحدة في الموسم الماضي مرتين، ذهاباً بدمشق 2/1 في المباراة التي حدثت فيها بعض الإشكالات وانتهت بعقوبات فردية وجماعية على الفريقين، سجل لأهلي حلب محمد كامل كواية وأحمد الأشقر وللوحدة محمد معتوق، وفي الإياب فاز أهلي حلب بهدف حسين جويد جاء من جزاء في الدقيقة 99.

حطين تعادل مع الكرامة في الذهاب بحمص 1/1 وسجل هدفه علي غصن، بينما سجل للكرامة عمرو جنيات، في الإياب حقق الكرامة أعلى فوز بالدوري عندما هزم حطين في اللاذقية بخماسية سجل منها علي غصن الذي انتقل في الإياب إلى الكرامة هدفين وسجل البقية علي خليل ومحمود الأسود وأنس العاجي.

الجيش خسر مباراتي الوثبة في الذهاب بهدف وائل الرفاعي وشهدت المباراة طرد مدافع الجيش أحمد الصالح وخسر الإياب 1/2 سجل للجيش محمد الواكد وللوثبة محمد قلفاط ووائل الرفاعي هدف الفوز في الدقيقة 94.

جبلة فاز على الطليعة في الذهاب 3/1، سجل لجبلة حمزة الكردي ومحمود البحر هدفين وللطليعة هادي المصري، وتعادلا في الإياب 1/1 سجل للطليعة محمد زينو من جزاء ولجبلة محمود البحر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن