موسكو والرياض أعلنتا بالتزامن تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط … بوتين: إنشاء عالم متعدد الأقطاب أمر ضروري لا مفر منه
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم بلاده المؤسسات المالية التي تعكس في نشاطها الواقع الحالي للعالم متعدد الأقطاب، في وقت أعلنت فيه موسكو والرياض مواصلتهما الخفض الطوعي لإنتاجهما من النفط، ومن جانب آخر اعتبرت الخارجية الروسية أن موافقة أوروبا على حصول أوكرانيا على الوضع النووي أمر عبثي.
وفي كلمة له خلال الجلسة العامة لأولمبياد المدارس الدولي للأمن المالي في مركز «سيريوس» التعليمي للموهوبين، شدد بوتين على دعم بلاده المؤسسات المالية التي تعكس في نشاطها الواقع الحالي للعالم متعدد الأقطاب، وقال: يمكن تأسيس أنظمة للتعاملات المالية الدولية الجديدة على أساس الاحترام المتبادل فقط، كما أن خلق عالم متعدد الأقطاب أمر ضروري لا مفر منه، حسب موقع «روسيا اليوم».
وأضاف: سنقدم الدعم من أجل الوصول إلى الريادة الإستراتيجية وإعداد الكوادر في مجال الرياضيات والبرمجة، مشيراً إلى أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوز الإنسان في مجال الرياضيات وبرمجة الحاسوب.
وحول رغبة الدول الغربية في مواصلة السياسة الاقتصادية الاستعمارية قال بوتين: «قليلون سيحبون مثل هذا المستقبل»، العالم يتخلص من النموذج الذي يدفع مناطق بأكملها إلى العبودية والقروض، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ضمان الأمن المالي أصبح صعباً على نحو متزايد ويتطلب مستوى عالياً من المتخصصين والخبراء.
وأكد أن تطوير أنظمة التعاملات الجديدة بين الدول يصب في مصلحة العالم متعدد الأقطاب، وأن تأهيل الكوادر في مجال الأمن المالي ودعمها يخدم مصالح روسيا الوطنية، داعياً إلى توسيع التعاون الدولي في مجال التعليم والذي يحظى باهتمام كبير من روسيا.
وأردف: لدينا مشروع تعليمي جديد يساعد على تأهيل الكوادر في مجال التقنيات الإلكترونية، كما لدينا أصدقاء كثيرون في أوروبا، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «القيم التقليدية مثل قيم الأسرة ربما تكون قد ماتت في أوروبا، إلا أن كثيرين هناك يشاطروننا هذه القيم لكن صوتهم خافت هذه الأيام، ومن بين أهدافنا توحيد أصدقائنا على الساحة الدولية ممن يشاطروننا قيمنا وجمعهم في منصة واحدة»
ومضى قائلاً: بغض النظر عن موقع الدولة في الهرم المالي العالمي، إلا أنه من الضروري مواجهة التناقضات التي تواجه البشرية، مذكراً بأن روسيا والهند تربطهما عقود من الصداقة والتعاون، وقال: نحن قريبون ونتطابق في الأفكار مع الهند، حيث ساهمت روسيا بتقديم اقتراح إلى الأمم المتحدة حول قانون دولي لمكافحة الجريمة الإلكترونية.
في الأثناء، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا ستواصل خفضها الطوعي لصادرات النفط البالغ 300 ألف برميل يومياً، حتى نهاية العام الجاري 2023، وأشار إلى أن الخفض الطوعي لصادرات الذهب الأسود دخل حيز التنفيذ في أيلول وتشرين الأول وسيمتد حتى نهاية العام الجاري.
وذكر نوفاك أن قرار الخفض الطوعي ستتم مراجعته الشهر المقبل للنظر في تعميق الخفض أو زيادة الإنتاج، كما لفت إلى أن هذا الخفض يأتي إضافة إلى خفض طوعي أعلنت عنه روسيا في نيسان الماضي، والذي يمتد حتى نهاية كانون الأول من العام المقبل، وأكد أن التخفيضات تهدف لتعزيز الجهود «الاحترازية» التي تبذلها دول مجموعة «أوبك+» بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط.
بالتزامن أعلن مصدرٌ مسؤول في وزارة الطاقة السعودية أن المملكة مستمرة في الخفض الطوعي، البالغ مليون برميل يومياً، والذي بدأ تطبيقه في تموز الماضي، وتم تمديده لاحقاً حتى نهاية كانون الأول المقبل وبذلك سيكون إنتاج السعودية في الشهر المقبل والذي يليه ما يقرب من 9 ملايين برميل يومياً.
وحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، بيّن المصدر أنه ستتم مراجعة قرار هذا الخفض، الشهر القادم، للنظر في زيادة الخفض، أو زيادة الإنتاج، وأوضح أن هذا الخفض هو إضافة إلى الخفض الطوعي الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة في نيسان الماضي والممتد حتى نهاية كانون الأول من العام المقبل.
في سياق آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن عدم وجود رد فعل من الاتحاد الأوروبي على تصريحات نظام كييف حول الحاجة إلى الحصول على الوضع النووي يمثل أمراً عبثياً وغير مقبول.
وقالت زاخاروفا لراديو «سبوتنيك»: «مع الأخذ في الاعتبار وجود أشخاص في السلطة في دول الاتحاد الأوروبي مثل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، لا أستبعد أنه في هذا المسرح العبثي سيحتاجون أيضاً إلى أوكرانيا النووية… كانوا يتحدثون عن ذلك، أو على الأقل لم يوقفوا رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عندما قال مثل هذا الشيء الغبي في مؤتمر ميونيخ حول حصول بلاده على الوضع النووي».
وفي وقت سابق، أعرب ممثلو كييف عن أسفهم لأن أوكرانيا لا تملك أسلحة نووية، وكانت هناك أيضاً مقترحات من قبلهم لصنع «قنبلة قذرة».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس القضاء على أكثر من 500 جندي أوكراني خلال اليوم السابق، وإسقاط مقاتلة «ميغ-29» و74 مسيرة، وتدمير مستودعات للأسلحة والذخيرة تابعة للجيش الأوكراني.