رياضة

الصحافة الصينية تكتب عن المشاركة السورية في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة … رياضيو سورية يتغلبون على صعوبات كبيرة في وطنهم ليفخروا بأنفسهم في مدينة هانغتشو

| محمود قرقورا

استمرت أمس منافسات دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة المقامة في الصين فتم التنافس على 46 ميدالية ذهبية ليصبح عدد الميداليات الموزعة مع انتهاء منافسات اليوم قبل الأخير 478 ميدالية ذهبية، ولكن الموزع فعلياً 479، وبقي التنافس على ثلاث ميداليات اليوم، وحصدت الصين أمس 13 ميدالية ذهبية واصلة للميدالية 200 خلال هذه النسخة.

ومن جهة أخرى حققت كوريا الجنوبية الميدالية الذهبية لكرة قدم الرجال بفوزها أمس على اليابان بهدفين لهدف، وذهبت البرونزية لأوزبكستان بفوزها على هونغ كونغ بأربعة أهداف نظيفة.

مشاركة سورية تحت مجهر الصحافة الصينية

تفاعلت الصحافة الصينية مع مشاركة الرياضيين السوريين في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة التي تسدل الستارة عليها اليوم الأحد، فكتب الصحفي الصيني وانغ شين في صحيفة «الصين اليوم» بعددها الصادر أمس متحدثاً عن مشاركة مجد الدين غزال في الوثب العالي واحتلاله المركز السادس، وعن أحمد غصون الذي أهدى سورية الميدالية البرونزية في وزنه فقال الصحفي الصيني المذكور:

بالنسبة للرياضيين السوريين، فإن مجرد المشاركة في حدث رياضي دولي يعد انتصارًا في حد ذاته، بغض النظر عن أدائهم.

وبسبب الصراع الدائر في وطنهما، اضطر لاعب الوثب العالي السوري مجد الدين غزال والملاكم أحمد غصون إلى التغلب على عقبات كبيرة في استعداداتهما لبطولة آسيا التاسعة عشرة.

إن إصرارهم على النجاح رغم كل الصعاب يجسد روح الألعاب.

غزال البالغ من العمر 36 عاماً هو أحد المخضرمين في أربع دورات أولمبية وأربع دورات آسيوية، وفاز بالميدالية البرونزية في الوثب العالي في دورة الألعاب الآسيوية 2018 في جاكرتا.

وقال غزال بعد حصوله على المركز السادس مساء الأربعاء الماضي في استاد مركز هانغتشو الأوليمبي الرياضي:

لقد جئت لأول مرة إلى دورة الألعاب الآسيوية في نسخة غوانغتشو 2010، هذه هي دورة الألعاب الآسيوية الرابعة لي وآخر دورة ألعاب آسيوية بالنسبة لي.

نشأ غزال في عائلة رياضية وكان والده لاعب كرة قدم ومديرا سابقًا للمنتخب السوري.

وبعد اختيار التركيز على الوثب العالي في عام 2006، تفوق غزال في هذه الرياضة وتم اختياره كحامل علم سورية في حفلي الافتتاح، في أولمبياد لندن 2012 وريودي جانيرو 2016.

وأثناء إقامته في دمشق، واجه العديد من المشاكل في الحصول على تأشيرات الدخول في أعقاب الصراع الذي بدأ هناك في عام 2011، ما أجبره على التغيب عن العديد من المسابقات الدولية الكبرى وكان عليه أن يسافر بشكل منتظم إلى بيروت، لبنان، لأنه لا توجد رحلات دولية خارج سورية فيقول:

أنا خبير في السفارات، أين توجد، عناوينها، متى تفتح، متى تغلق، ما المستندات التي تحتاجها للحصول على التأشيرة، أنا خبير إداري في هذا الموضوع، يتفاجأ الجميع عندما أقول إنني ما زلت أتدرب وأعيش في سورية.

وعلى الرغم من هذه المشكلات، قال غزال إنه سيواصل المساهمة في رياضة الوثب العالي في بلاده سواء كرياضي أم كمدرب، وكما تعلمون، عمري 36 عامًا بالفعل، سأرى كيف يتحمل جسدي، وإذا كان كل شيء على ما يرام وكنت بصحة جيدة، ربما سأستمر في باريس (أولمبياد 2024). إذا لم يكن الأمر كذلك، سأذهب إلى البدء بالعمل مع الشباب في هذه الرياضة لتنشئة جيل الشباب في سورية.

وفي حلبة الملاكمة، حصل الملاكم أحمد غصون على الميدالية البرونزية بصعوبة في فئة أقل من 80 كغ، وهي الميدالية الوحيدة لسورية في هانغتشو وخسر أمام إيومير فيليكس مارسيال من الفلبين في الدور قبل النهائي يوم الأربعاء، ولكن مجرد الوصول إلى هذا الحد كان إنجازاً رائعاً حقاً بالنظر إلى افتقاره إلى المباريات الدولية في السنوات الأخيرة.

وقال نحن نفتقر إلى المواجهات ضد ملاكمين من دول أخرى، جميع الدول الأخرى كانت قادرة على أن يكون لديها معسكرات تدريب مشتركة، باستثناء سورية، لم تقبلنا أي دولة، ونعتمد على خبرتنا الخاصة في القتال، نحن نبذل قصارى جهدنا هنا، فريقنا يتكون من ثلاثة لاعبين فقط، أحدهم انسحب من الدور التمهيدي، والآخر، أخي الأكبر علاء، تعرض لإصابة حرمته من المنافسة.

في الطريق إلى باريس لا يزال غصون طموحاً للغاية على الرغم من العقبات التي يواجهها، وكافح لإخفاء خيبة أمله بشأن نتيجة نصف النهائي، خاصة وأن أصحاب الميداليات الذهبية والفضية سيضمنون مكاناً في أولمبياد باريس الصيف المقبل، كانت لدي آمال كبيرة في الفوز بهذه المباراة، كانت لدي استراتيجية في ذهني، وخططت لها بدقة مع مدربي، حيث كان من المفترض أن أطبق ست حركات أثناء قتال خصمي، تمكنت من تطبيق ثلاث أو أربع منها، وكان كل شيء على ما يرام، «لكنه (فيليكس مارسيال) ملاكم جيد للغاية. أنا ممتن له على أي حال، آمل أن نحصل على فرصة أخرى للوصول إلى الأولمبياد.

بدأ غصون الملاكمة في عام 2007، وكان والده حسين مدرباً له، تماماً كما فعل مع جميع أبنائه فقال:

«كنت أرى والدي حسين غصون يدرب إخوتي، وبعد ذلك انضممت إليهم. وبينما كنا نتدرب في المنزل وفي الهواء الطلق، أعجبت بحركاتهم، وشاهدت تقدم أخي سومر ونجاحه، وهذا نما رغبتي في الفوز وأن أصبح بطلاً مثله، وكما فعل طوال حياته المهنية.

كان والده حسين بجانب الحلبة في هانغتشو لدعم وتشجيع ابنه فقال:

حبي للملاكمة جعلني ما أنا عليه في سن مبكرة للغاية، لقد بدأت من لا شيء، لم تكن هناك أندية للانضمام إليها في ذلك الوقت، لذلك بدأت في الشوارع، قاتلت منذ عام 1975، حتى تقاعدت في عام 1989عندما أصبحت مدرباً.

وقد حرص كل من الأب والابن على تقديم تحية خاصة للمشجعين المحليين الذين شجعوا فوز سورية بالميدالية في صالة هانغتشو للألعاب الرياضية.،

وقال أحمد: إننا نشكر شعب الصين على هتافه لنا ونحن نخطو في كل خطوة على الطريق. كما أننا نقدر حقاً كل التمنيات الطيبة التي تلقيناها.

وقال حسين: «نحن ممتنون للشعب الصيني، الذي جعلنا نشعر بأننا في وطننا بحبه ودعمه.

ومع الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسورية التي تأسست في 22 أيلول، تتوقع الدولتان علاقات أوثق ومزيداً من التعاون الثنائي في مختلف القطاعات.

كما حضر الرئيس السوري بشار الأسد حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة في مدينة هانغتشو، وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الأسد للصين منذ توليه منصبه كرئيس في عام 2000. وكانت آخر زيارة له إلى الصين في عام 2004.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن