ردود فعل عربية متباينة حيال «طوفان الأقصى» والعدوان الإسرائيلي على غزة … الجزائر تدعو لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين … العراق: نقف إلى جانبكم.. مصر: وقف التصعيد والعنف وضبط النفس
| وكالات
مع إطلاق المقاومة الفلسطينية أمس عملية «طوفان الأقصى» رداً على جرائم الاحتلال واسعة النطاق بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، تباينت ردود الفعل العربية والدولية فمنها ما جاء قاطعاً في الإعراب عن الدعم والتأييد لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب الاحتلال ومستوطنيه.
مواقف دمشق وطهران والجزائر جاءت أفضل تعبير عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل حتى نيل حقوقه المشروعة، ولاسيما إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، إضافة إلى ذلك اعتبرت سورية وإيران أن عملية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلي تثبت أن المقاومة بكل أشكالها هي الطريق الوحيد لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفي هذا الإطار جاء كذلك موقف الرئاسة الفلسطينية التي أكدت حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.
في المقابل، تبنت بعض الأطراف العربية والدولية ردوداً رمادية، محاولة مسك العصا من الوسط في مواقف مبهمة ويكتنفها الغموض، ولاسيما تلك التي تدعو إلى عدم التصعيد وضبط النفس من جانب الطرفين مساوية الضحية بالجلاد الذي دأب على ارتكاب الجرائم والفظائع بحق الفلسطينيين منذ إعلان إنشاء كيان الاحتلال عام 1948.
الاتجاه الثالث تمحور حول إدانة العملية التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية كتفا إلى كتف، إذ تبنت ردود الفعل هذه الدول المنحازة لكيان الاحتلال والداعمة لممارساته العنصرية وجرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وحسب بيان للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس «بتكثيف الاتصالات المصرية لاحتواء الموقف في قطاع غزة ومنع المزيد من التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها عبر حسابها على «فيسبوك»: إن «الرئيس السيسي يتابع الموقف العام لتطورات الأحداث من مركز إدارة الأزمات الاستراتيجي، وذلك في ضوء تطورات الأوضاع في قطاع غزة».
بدوره ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد أن وزير الخارجية سامح شكري أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأردني وأعرب الوزيران عن قلقهما البالغ تجاه «التدهور المتلاحق والخطير للأحداث»، حيث شدد شكري على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للحيلولة من دون إزهاق المزيد من الأرواح وخروج الوضع الأمني عن السيطرة.
الجزائر أدانت بدورها عبر بيان لوزارة خارجيتها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، مجددة المطالبة بتدخل دولي فوري لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام الصهيوني.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزارة الشؤون الخارجية قولها في بيان: تتابع الجزائر بقلق شديد الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، والتي أودت بحياة العشرات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الأبرياء الذين سقطوا شهداء في ظل تمادي الاحتلال الصهيوني، وسياسة التجبر والاضطهاد التي يفرضها على الشعب الفلسطيني الباسل، معربة عن إدانتها بشدة لهذه السياسات والممارسات المخلة بأبسط القواعد الإنسانية ومراجع الشرعية الدولية.
وجددت الخارجية الجزائرية المطالبة بتدخل فوري للمجموعة الدولية من خلال الهيئات الدولية المعنية لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام اللذين جعل منهما الاحتلال الصهيوني سمة من سمات احتلاله للأراضي الفلسطينية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»: تتابع المملكة عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عددٍ من الجبهات هناك، وتدعو للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس، كما تذكّر المملكة بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.
المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي دعا أمس الجامعة العربية إلى الانعقاد بصورة عاجلة لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين، وقال في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية «واع»: إن «العراق يؤكد موقفه الثابت، شعباً وحكومة، تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، وإنّ الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلاماً مستداماً».
وأضاف: إن «العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم، هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني، التي لم تلتزم يوماً بالقرارات الدولية والأممية، لهذا ندعو المجتمع الدوليّ أن يتحرك لوضع حدّ للانتهاكات الخطيرة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصريّ والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية».
بدورها أعربت دولة الإمارات عن قلقها الشديد إزاء «تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وشدّدت على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، و«قدمت خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة».
وحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، أكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة، ودعت إلى إعادة التفعيل الفوري «للجنة الرباعية الدولية» لإحياء «مسار السلام العربي- الإسرائيلي».
الأردن شددت عبر بيان لوزارة الخارجية على أن إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس «حل الدولتين» وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل ووقف الإجراءات الإسرائيلية التي تكرس الاحتلال وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل، هو السبيل الوحيد لوقف التدهور وتحقيق الأمن للجميع، وذلك وفق وكالة «عمون» الإخبارية الأردنية.
بدوره أكد المجلس السياسي الأعلى في اليمن على حق الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في مقارعة العدو المحتل بكل الوسائل المشروعة والممكنة، وجدد التأكيد على تأييد كل الخيارات التي تتخذها قيادة المقاومة الفلسطينية لردع العدو الصهيوني.
ووفق موقع «المسيرة نت» الإلكتروني أشاد المجلس بوحدة الموقف الفلسطيني الشعبي وحركات المقاومة الفلسطينية في الرد على العدو الصهيوني وردعه، باعتبارها خطوة مهمة في سبيل الانتصار للقدس واستعادة الحق الفلسطيني كاملاً، بتحرير الأرض والمقدسات وخروج الأسرى وعودة الشتات إلى أرض فلسطين.
الكويت جددت عبر وزارة خارجيتها وفق وكالة «وفا» دعوتها المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإنهاء ممارسات سلطات الاحتلال الاستفزازية، خاصةً الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وسياسة التوسع الاستيطاني، وشددت على موقفها «الثابت والمبدئي» في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته، وصولاً إلى حصوله على كامل حقوقه وأهمها دولته المستقلة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
في الغضون أعرب البرلمان العربي وفق «وفا» عن استنكاره للجرائم التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال إسرائيل، وتصعيدها الدموي ضد الشعب الفلسطيني، وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين المتطرفين، وعمليات القتل ضد المواطنين الفلسطينيين وحرق ممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال، محملاً القوة القائمة بالاحتلال، تبعات هذا التصعيد الخطير.