قضايا وآراء

العمليات الإرهابية ضد سورية لم توقف دورها في كل ما يجري في فلسطين من مقاومة

| تحسين حلبي

لا أحد يمكن أن يعتقد أن الحرب الكونية على سورية توقفت بكل أشكالها وطرق استهدافها للجيش والشعب السوري وقيادته فمن الواضح أن الانتصارات التي حققها الجيش وحلفاؤه في الميدان أثناء حدة احتدامها على معظم الأراضي السورية ومن جميع حدودها الخارجية منذ سنوات قليلة أجبرت الأعداء على دفع ثمن باهظ جعلهم يجرون تغييراً على وسائل عملهم فأعدوا مجموعاتهم الإرهابية المتنوعة لتنفيذ عمليات وحشية بين فترة وأخرى وقاموا بالإضافة إلى ذلك بتشديد الحصار على سورية بكل أشكاله ومنعوا عودة ملايين السوريين الذين أجبروهم على النزوح من العودة إلى قراهم وبلداتهم، وفرضوا عليهم البقاء رهائن داخل حدود دول مجاورة.

رغم هذه الحرب الوحشية وطرقها المتنوعة صمد الشعب السوري وازداد انتشار جيشه في ساحة الوطن تمهيداً للمعركة الفاصلة ضد بقايا المجموعات الإرهابية وكل من يدعمها على الأرض السورية، وفي كل هذه المرحلة لم يتوقف الكيان الإسرائيلي عن تقديم الدعم لهؤلاء الإرهابيين بأشكال ووسائل حربية واستخباراتية بل شكل لهم قوة خارجية تشن غارات جوية وصاروخية مباشرة على مواقع الجيش السوري لإشغاله ومحاولة استنزاف قدراته لكي يتسنى لهذه المجموعات الإرهابية شن عملياتها بين فترة وأخرى، وقد كان من اللافت أن يختار الأعداء وفي مقدمهم الكيان الإسرائيلي ومجموعاتهم الإرهابية، توقيت هذه العملية بشكل يتزامن مع ذكرى انتصار سورية في حرب تشرين عام 1973، وهو ما يدل على طبيعة أهدافها التي تجعل من هؤلاء الإرهابيين جزءاً من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يقدم لهم الدعم العسكري واللوجستي ويحدد لهم الأهداف وتوقيت تنفيذها ضد سورية، ولا شك أن رد الجيش السوري الذي سيتصاعد ضد الإرهابيين بعد العملية الإرهابية الوحشية التي استهدفت المدنيين والعسكريين في الكلية الحربية في حمص قبل أيام سيحقق النهاية الحاسمة والرادعة لهذه المجموعات الإرهابية وكل من يدعمها ويوجهها ضد سورية، وهذا ما يؤكده سجل وتاريخ ومنهج الجيش وقدراته المعدة لمثل هذه المهام وفاء لشهداء الكلية الحربية في حمص وكل الشهداء ودفاعاً عن الشعب والوطن.

وبالمقابل لا أحد ينفي أن سورية وحلفاءها في المقاومة لديهم قوة إرادة قتالية لا يمكن التقليل من شأنها لتصفية كل الأعداء، كما أن قوة سورية السياسية لا يمكن تجاهل أبعادها بما تشكله من دور إقليمي قادر على إحباط أي مخطط إسرائيلي أو أميركي يستهدف دورها وأهميته في مستقبل المنطقة ولهذا السبب تماماً أصبح من المستحيل تفتيت قدرة سورية ودورها الواعد على الساحة الإقليمية والدولية وساحة الصراع العربي – الإسرائيلي مهما تكاثر الأعداء الذين وظفتهم تل أبيب وواشنطن ضدها، بل إن هذا الدور تجسده بشكل واضح في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، وبسبب هذا الدور التاريخي نجد في عملية «طوفان القدس» التي بدأتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة وبقية أراضي الضفة الغربية والقدس أمس في السابع من تشرين أول الجاري، تجسيداً لهذا الدور الذي تزامن في الوقت نفسه مع ثاني أيام حرب تشرين عام 1973 الذي كان فيه الجيش العربي السوري قد اخترق أراضي الجولان المحتلة ودمر كل تحصينات الجيش الإسرائيلي في ذلك اليوم، ولا شك أن هذا الجيش أصبح دوره حاضراً في كل عمليات المقاومة من جنوب لبنان إلى قطاع غزة والقدس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن