مستوطنون يروون تفاصيل هجوم المقاومة الفلسطينية: نحن أمام انهيار وكارثة … إعلام العدو: إخفاق استخباري ذريع والمعركة فاجأتنا وفقدنا السيطرة
| وكالات
بعد صدمة الرعب التي تلقاها كيان الاحتلال الإسرائيلي نتيجة عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن «إسرائيل لا سيطرة لها على ما يحصل حتى الآن في غلاف غزة»، وأنّ «هناك من لم يدرك بعد حجم ما يحدث».
وشددت وسائل الإعلام الإسرائيلي في تغطيتها لما وصفته بأنه «الحدث الأكثر استراتيجية الذي تختبره الساحة الفلسطينية»، أن «هذه المعركة فاجأت إسرائيل بشكل مطلق، من دون أي معلومات أو مؤشرات أو إنذارات».
وأكدت كذلك أن «السكان خائفون ويتصلون بنا لمساعدتهم وللطلب من الشرطة الردّ على اتصالاتهم»، وأنّ «مستوطنين في منطقة محيط غزة يتوسلون الجيش الإسرائيلي للوصول إليهم»، وذلك على الرغم من مرور ساعات على بدء عملية «طوفان الأقصى».
كما ذكرت وسائل إعلام العدو أن «المتسللين استولوا على مركز شرطة سديروت» وأنّ «هناك عدداً من الضحايا»، وأنه «بسبب التقارير عن تسلل المقاتلين الفلسطينيين فإن سكان عدد من المستوطنات يتحصنون في منازلهم».
فيما أشار مراسل الشؤون الفلسطينية في «القناة 12» الإسرائيلية إلى أن «صوراً قاسية انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية لن ننشرها هنا لجندي إسرائيلي تم خطفه من قبل حماس».
جاء ذلك بعد أن أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريح مسجل أن إسرائيل «في حالة حرب، وليس في عملية ولا في جولة قتال.. نحن في حرب»، مضيفاً: إن «حماس شنت (أمس) هجوماً مفاجئاً ضد إسرائيل ومواطنيها»، حسب ما نقل موقع قناة «الميادين».
وأضاف: إنه «منذ الصباح، عقدت اجتماعاً مع قادة المؤسسة الأمنية وأمرتُ بتطهير المستوطنات»، وتابع «بموازاة ذلك، أمرتُ بتجنيد احتياط واسع.. العدو سيدفع ثمناً لا يتصوره».
في الأثناء، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن «جلسة الكابينت الأمني بدأت، وبتأخر 50 دقيقةً»، وذلك بعد 7 ساعات ونصف الساعة على إطلاق حركة حماس عملية «طوفان الأقصى»، رداً على انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك.
وفي غضون ذلك أفاد الإعلام الإسرائيلي أيضاً بأنه إضافة إلى الهجوم الصاروخي، فقد «وقع هجوم سيبراني على إسرائيل أيضاً، إذ تحدثت «وحدة أمن المعلومات» الإسرائيلية عن «محاولة هجوم سيبراني واسع النطاق»، حسب ما نقل الإعلام الإسرائيلي الذي رأى أنه يجب تشكيل لجنة رسمية، من أجل التحقيق في الفشل الاستخباري الكبير في «أمان» و«الشاباك»، مشيراً إلى أن «حماس» نجحت في قطع الكهرباء عن بعض المستوطنات، وإلحاق الضرر بالاتصالات الخليوية».
وقبل ذلك، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سيطرة «حماس» على عدد من المستوطنات في محيط قطاع غزة، كما تمت السيطرة على موقع «ناحل عوز» شرق قطاع غزة.
وأضافت: إن إحدى القواعد التي اقتحمها مقاومو حماس هي مقر قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، وأكد الإعلام الإسرائيلي سيطرة حماس على 7 مستوطنات إسرائيلية، فيما انتشرت مشاهد لمستوطنين هاربين بعد عملية «طوفان الأقصى».
بدوره قال مراسل قناة «فوكس نيوز» الأميركية: إن الاحتلال «فقد السيطرة على تجمعات متعددة على طول الحدود، حيث سيطرت حماس على المستوطنات الصغيرة، فيما لا يزال المستوطنون في الداخل».
وبالتزامن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بـ«إطلاق صواريخ نحو أهداف في الشمال»، فيما أطلق جيش الاحتلال على عدوانه على غزة اسم «سيوف حديدية»، تشارك فيه عشرات الطائرات من سلاح الجو، مهاجمةً أهدافاً لحماس.
وسخر معلّقون إسرائيليون من هذه التسمية، واصفين عدوان جيش الاحتلال بأنّه «خرائب حديدية، لا سيوف».
وأفاد الإعلام الإسرائيلي من جهة ثانية بأن مستوطني محيط غزة كانوا يتوسلون المساعدة، ويقولون: إن جيشهم تخلّى عنهم، فيما أظهرت المشاهد هروباً جماعياً للمستوطنين بعد عملية «طوفان الأقصى».
وحاول المستوطنون التحصن في شققهم الاستيطانية، وسط استمرار سقوط صواريخ المقاومة من غزة، ودخول شبان فلسطينيين إلى مستوطنات محيط غزة وسيطرتهم على عدد من المراكز التابعة للاحتلال ودخولهم إلى منازل الإسرائيليين.
وباشر جيش الاحتلال تجنيد الاحتياط وفتح الملاجئ، وطلب من المستوطنين البقاء في الأماكن المحصنة، فيما ذكر الإعلام الإسرائيلي أن المستوطنين «خائفون ومصدومون ومحبطون، ويتوسلون المساعدة من الجيش».
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن «عدد الأسرى الذين نقلوا إلى غزة هو بالعشرات، من مدنيين وجنود»، محذّرةً من أنه «من الممكن أيضاً أن (المقاومين الفلسطينيين) يواصلون الآن عمليات الخطف ونقلهم إلى القطاع».
وذكر الصحفي الإسرائيلي غاي بخور أن «عدد المخطوفين إلى غزة وصل إلى «عشرات، المدنيين والجنود، ومن الممكن أيضاً أنهم يواصلون الخطف الآن ونقلهم، فالحدود سائبة»، مضيفاً: إن «الفلسطيني ينشر بشعور انتصار مقاطع فيديو يظهر فيها جنود إسرائيليون وهم يُقادون مكبّلين داخل جيبات، مثل أسرى داعش».
وتساءل: «أين القيادة الإسرائيلية؟ أين المنهمكون طوال اليوم بتحريضٍ متبادل.. هذا كبير عليهم».
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت بكثافة عبر وسائل التواصل عشرات الأسرى الإسرائيليين من جنود ومجندات ومستوطنين، إذ أظهرت مقاطع أسر عدة جنود إسرائيليين ومجندات إسرائيليات أحياء.
كما ظهرت مشاهد لأسيرات إسرائيليات داخل البيوت في قطاع غزة، فيما تحدثت القناة 13 الإسرائيلية في تقارير عن احتجاز 50 رهينة في «كيبوتس بئيري» في غلاف غزة.
وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن «تسلّل فلسطيني من بلدة في المجلس الإقليمي حوف أشكلون، بعيدة عن الحدود مع غزة».
وقال تامير ستايمن، مراسل القناة «12» الإسرائيلية في الجنوب: «تلقيت تقارير من مستوطنة تابعة للمجلس الإقليمي حوف أشكلون، بعيدة قليلاً عن حدود غزة، أيضاً من هناك دخل مخربون الآن، وليس منذ وقت طويل.. صورة الوضع الحقيقي ليست واضحة حتى للجيش».
وأكد مفوض الشرطة الإسرائيلية وجود «أكثر من 21 جبهة نشطة في الجنوب»، فيما بدأت قوات الاحتلال عملية لمحاولة استعادة المناطق المحررة التي سيطر عليها المقاومون الفلسطينيون منذ صباح أمس.
كما نقل صحفيون عن مستوطنين هربوا من الهجوم، قولهم: «إنهم يحرقون منازلنا.. نحن نستجدي المساعدة».. مؤكدين أن المقاتلين الفلسطينيين «يتجولون بين المنازل في حين يختبئ المستوطنون في الملاجئ».
واستغاث أحد مستوطني «كيبوتس باري» في غلاف غزة بأحد الصحفيين قائلاً: «نسمع إطلاق نار ورعب في كل مكان».. وقالت أخرى من سكان كيبوتس رائيم «الجيش لم يصل بعد، وفرقة الطوارئ غير قادرة على التعامل مع الوضع.. أحتاج إلى مساعدة في العثور على والدي، رأيت صورة على التلغرام وأعتقد أنه تم اختطافه».