الخبر الرئيسي

من سورية إلى فلسطين العدو واحد والثأر واحد … «طوفان الأقصى» يستحضر كابوس حرب تشرين التحريرية ويجرف بيت العنكبوت الإسرائيلي … دمشق: المقاومة سجلت سطراً جديداً على طريق إنجاز الحقوق الفلسطينية الثابتة

| الوطن

من سورية إلى فلسطين العدو واحد والثأر واحد.. وفي تشرين حيث لا تزال ذاكرة العدو حاضرة عند آخر هزائمها قبل خمسين عاماً سجل انعطافة أخرى في تاريخ الصراع مع العدو الذي أغرق وأدواته خلال ساعات بدماء الخيبة والهزيمة والذل، وشهدت ساحات القتال من إدلب إلى غزة سقوط المئات من قتلى قوات الاحتلال وأدواته من إرهابيين ومرتزقة كانوا استحضروا من كل بقاع الأرض ليعيثوا قتلاً وتدميراً بحق السوريين.

وفي تشرين أيام ستحفر في ذاكرة الاحتلال وأدواته وداعميه جيداً، حيث أشعلت نيران الثأر للدماء الزكية التي سالت ولاتزال تسيل دفاعاً عن الأرض والحق والسيادة، ليواصل الجيش العربي السوري قتاله للإرهاب ومن دون هوادة في مناطق الشمال ولتخرج المقاومة وتقبض على محيط غزة ومعها المئات من قتلى وجرحى وأسرى العدو الذين امتلأت بهم الشوارع فانهارت أسوار العدو الواهية والتي اعتادت الاختباء خلف أدوات عميلة تقاتل بدلاً منه وتسعى لتنفيذ ما تؤمر به.

وخلال ساعات وللمرة الأولى منذ النكبة تحررت أراضٍ واسعة من فلسطين وأضحت مناطق غلاف غزة في قبضة المقاومين، وغصت الشوارع بأسرى الاحتلال الذي ظن بأن دماء أبناء المنطقة ستظل مباحة، ليرد أبناؤها بمعادلة الدم بالدم والدمار بالدمار..

وفي اليوم الثالث لعملية الثأر لشهداء وجرحى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، وسّع الجيش العربي السوري قصفه العنيف لمواقع ومعاقل الإرهابيين في إدلب وباقي أرجاء منطقة «خفض التصعيد»، وتمكن من قتل وجرح عشرات الإرهابيين

وعلى حين طالت استهدافات الجيش العربي السوري بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية أرياف إدلب الجنوبية والغربية والشمالية وريف حلب الغربي، إلى جانب ريف حماة الغربي وريف اللاذقية الشمالي، كثف سلاح الجو الروسي غاراته على مواقع التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الغربي والشمالي، محققاً إصابات مؤكدة في صفوفهم.

وحدات الجيش العربي السوري أعلنت إسقاط سبع مسيرات للإرهابيين أمس في سماء حلب وريفي حماة وإدلب تم إطلاقها من قبل التنظيمات الإرهابية.

وقالت وزارة الدفاع في بيان لها: إنه تم إسقاط سبع مسيرات للإرهابيين في سماء حلب وريفي حماة وإدلب تم إطلاقها من قبل التنظيمات الإرهابية بهدف استهداف مناطق المدنيين، لترويع الأهالي الآمنين وتدمير المنشآت والمرافق العامة والخاصة.

على الضفة الفلسطينية باغتت المقاومة الفلسطينية في غزة كيان الاحتلال الإسرائيلي بهجوم بري وجوي وصاروخي عنيف أطلقت عليه عملية «طوفان الأقصى، « اقتحمت خلاله مقرات ومعسكرات لجيش العدو في محيط القطاع وسيطرت عليها، ووصلت إلى مستوطنات في غلاف عزة وسيطرت عليها وقتلت وجرحت المئات من جنود العدو وأسرت العشرات، في سيناريو مشابه لما حصل في حرب تشرين التحريرية عام 1973 عندما شن الجيشان السوري والمصري حرباً مفاجئة ضد العدو الصهيوني.

وبدأت المقاومة في غزة هجومها في ساعة مبكرة من صباح أمس بإطلاق حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» آلاف الصورايخ من نوع «رجوم» محلية الصنع تمهيداً لاقتحام معسكرات ومستوطنات الاحتلال. وطالت الصواريخ مستوطنات تل أبيب وما حولها وأخرى في جنوب ومحيط القطاع، بالترافق مع بدء مقاومين مظليين من «سرب صقر» التابع لكتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بعملية إنزال بواسطة أشرعة هوائية مترافقة مع إطلاقهم النار بشكل كثيف، اقتحموا خلالها معسكرات ومستوطنات الاحتلال الواقعة خلف الجدار العازل، في حين كانت جرافات المقاومة تفتح مدخلاً في الجدار يدخل منه المقاومون إلى معسكرات الاحتلال ومستوطناته.

وفي وقت لاحق أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف بدء عملية «طوفان الأقصى»، وذلك «رداً على عربدة الاحتلال في المسجد الأقصى وسحل النساء في باحاته.

سورية أكدت أن الإنجاز المشرف الذي حققته المقاومة الفلسطينية في عملية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلي يثبت أن المقاومة بكل أشكالها هي الطريق الوحيد لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، مجددة وقوفها إلى جانبه ودعمها قواه المناضلة ضد الإرهاب الصهيوني.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نشرته على موقعها الرسمي أمس: «سجلت فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة سطراً جديداً على طريق إنجاز الحقوق الفلسطينية الثابتة وغير القابلة للتصرف، وذلك في عملية طوفان الأقصى التي بدأت صباح (أمس) ضد الكيان العنصري الصهيوني وتأتي العملية بعد يوم واحد من ذكرى الانتصار العربي الكبير في السادس من تشرين الأول عام 1973».

وأوضحت الخارجية إلى أن هذا الإنجاز المشرف الذي حققه الشعب الفلسطيني يثبت مرة أخرى أن الطريق الوحيد لإنجاز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو المقاومة بكل أشكالها وتحدي سلطات الاحتلال الصهيونية المتعجرفة التي زادت حكومتها اليمينية المتطرفة من إجراءاتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدة أن التاريخ سيكتب الفكر الحكيم والشجاعة المطلقة والإبداع في المواجهة والتصدي التي يقدمها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة في مواجهة الصلف الصهيوني والتعجرف الإسرائيلي الذي لا سابق له في تاريخ العالم.

وأعربت الوزارة عن إدانة سورية لممارسات الاحتلال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن رد المقاومة على هذه الممارسات يثبت حق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة على أرضه وممارسته لحق العودة المشروع وبناء مستقبل يليق بهذا الشعب وتراثه وكرامته التي حاول المستعمرون الصهاينة سلبها.

وقالت: «ترفع سورية رأسها عالياً بشهداء الثورة الفلسطينية والأبطال الذين خططوا، وحققوا عملية طوفان الأقصى، وتؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة ضد الإرهاب والمنهجية الصهيونية، وتشدد على أن فلسطين أصبحت تقترب من تحقيق الانتصار المنشود».

ولفتت الوزارة إلى أن المقاومة الفلسطينية وأبطالها يستحقون كل الدعم من جميع الدول العربية ومن المناضلين من أجل الحرية والتقدم والاستقلال في كل أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن