شؤون محلية

المنصب.. جدارة.. أم «انبطاحة»..؟!

| هني الحمدان

أسطوانة مشروخة تلك التي يرددها بعض المسؤولين والإداريين بأن ليس لدينا كفاءات إدارية كفؤة…. وسبب الأخطاء والفشل بأي مؤسسة قد يكون مردها لضعف الإدارة..!
لكن هل نقتنع بمثل هذه التأويلات..؟! وهل سأل المسؤول أو ذاك المدير «الكبير» ذاته كيف وصل إلى هذا المنصب..؟! عن جدارة..؟ أم عن «انبطاحة»…..؟! حالة تشترك فيها معظم مؤسساتنا وإداراتنا، أولها تراجع وضعف لا يحتاجان من الشرح والوصف.. وهن أصاب ومازال يستشري إهمالاً وفساداً..!! هكذا حالة مردها الأولي، تلكؤ المؤسسات في صناعة الكوادر البشرية في مختلف المراحل، لتكون قاعدة تنضج مع الزمن، فتمثل رصيداً من الكوادر المؤهلة والقادرة على قيادة الإدارات بالطرق السليمة، إدارات تحفظ الحاضر وتدير المستقبل.
عندما يتسلم المسؤول ينسى أي عمل يهدف إلى النجاح، فقط ينشغل بمسالك الهبش وطرد الكوادر الشريفة، متعامياً عن أبرز مهامه رفد مؤسسته بالكفاءات، وبناؤها إن لم تتوافر.
حالنا اليوم، يسعى المسؤول أو المدير «الصميدعي» جلهم إن لم يكن جميعهم، إلى إفراغ المؤسسات من الكفاءات التي يرونها منافساً مستقبلياً لهم! الأمر الذي أدى إلى تدنّي مواصفات المسؤولين، فبتنا نرى الإهمال والروتين أكثر، وخيبات الفشل والخسائر تتوالى، وكل ذلك بلا رقيب.
عجبت من حديث مسؤول عندما أكد أن الأغلبية العظمى من العاملين في وزارته شهاداتهم أقل من الثانوية….! وهذا عامل ضرر بالإنتاجية والأداء، حسب وصفه، ويقتل الفرص لصناعة مستقبل أرقى للمؤسسات وكوادرها..!! بصراحة… محاولات إنتاج الكوادر القيادية ليست كافية، وآلية وضع القيادي لا تتم وفق معايير مطلوبة لشغل هذا المكان، بل وفق محسوبيات وولاءات، وفي حال جلوسه العاجي يبدأ بالتدمير والسرقة وشراء الذمم…!
لقد تضخمت إداراتنا ومؤسساتنا، الأمر الذي انعكس على رشاقتها وقدرتها على التطور وزيادة الإنتاجية. في ظل صعوبات بالغة لإنتاج كوادر نخبوية تعيد تشغيل ماكينة الإنتاج.
الواسطة والمحسوبية، لعبت دوراً جلياً في صناعة أزمة عدم وصول الشخص النزيه الكفؤ، ولا يدري أحد متى ستزول..!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن