بعد جولتين من بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. كيف ظهر ممثلانا في المشاركة الخارجية؟ … ما حظوظهما في التأهل إلى الأدوار المتقدمة؟
| ناصر النجار
أنهت بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم جولتين من مرحلة الذهاب في المجموعات الثلاث عن غرب آسيا ويتبقى على نهاية جولة الذهاب مرحلة واحدة ستقام يومي 23 و24 من الشهر الجاري، وينطلق الإياب في السادس من الشهر القادم وينتهي في 12/12 من هذا العام.
في النظرة العامة نجد أن البطولة متكافئة بمستوى الفرق المشاركة، والتباين جزئي لكن المؤكد أن ممثلي الكرة اللبنانية والسورية والفلسطينية هم في مرتبة أقل من باقي الممثلين لدول العراق والكويت والأردن والبحرين وعمان، وهذه النظرة مستقاة من خلال الأداء أكثر من ناحية النتائج، فقد وجدنا أن عند هؤلاء كرة متوازنة متزنة فيها رائحة احتراف وتنظيم وخطط فنية، بينما لم نجد هذه الأمور في بقية الفرق، على صعيد الفرق وجدنا أن فريقي جبل المكبر الفلسطيني وأهلي حلب هما الأضعف، وبقية الفرق قدمت أداء متراوحاً من شوط لآخر ومن مباراة لأخرى، وعلى سبيل المثال فالعهد اللبناني قدم في الشوط الأول من مباراته مع الفتوة مباراة مثالية افتقرت للأهداف، ثم انهار فجأة بلا مبرر في الشوط الثاني، على عكس مباراته الأولى مع النهضة العماني الذي كان في الشوط الثاني أفضل وأدرك الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة.
على العموم وبنظرة عامة فإن التفوق في هذه البطولة لن يكون إلا من نصيب صاحب النفس الأطول وكما نشاهد فإن الجولتين الأولى والثانية لم تعط أي حكم على أي فريق والنتائج جاءت محيرة والأوراق مختلطة، فكيف نفسر أن العربي الكويتي الذي فاز على الزوراء في العراق 2/1 يعود ليتعادل على أرضه مع النجمة الذي خسر على أرضه أمام الرفاع البحريني، هذه النتائج تشير إلى (تذبذب) مستوى الفرق، لكن الجولة الأخيرة من مباريات الذهاب نهاية هذا الشهر تضع النقاط على الحروف وسترسم لنا صورة مستقبلية لما يمكن أن يحدث في مرحلة الإياب.
غلطة الشاطر
بداية الفتوة في البطولة الآسيوية لم تكن موفقة والخسارة مع فريق جبل المكبر الفلسطيني تعتبر كارثية، والأسباب في ذلك كثيرة، أولها: إن القرعة خدمت فريق الفتوة بمواجهة أضعف الفرق المشاركة بكل المجموعات، وثانيها: إن الفريق الفلسطيني لم يكن ذلك الفريق المخيف في شوطي المباراة لكنه كان يلعب بحماس زائد وتصميم على تحقيق شيء ما، واستطاع مدربه قراءة الفتوة في الشوط الثاني فاخترق ثغرة وسجل منها وحقق ما أراد، بينما الفتوة لم يعرف كيف يخترق الجدار الفلسطيني رغم أنه يملك أفضل الهدافين إلا أنه لم يعرف كيف يوظف عمليات الفريق لكي تصل الكرات المناسبة للتسجيل، بالمحصلة العامة لم يلعب الفتوة في هذه المباراة بشكل جيد.
المباراة الثانية عوّض فيها فريق الفتوة من ناحية النتيجة فقط، أما من ناحية الأداء فلم يتغير في الأمر شيء، ولولا أخطاء العهد وتسليمه المباراة في الشوط الثاني لما استطاع الفتوة أن يحلق وأن يحقق الفوز، وهذا الأمر يجب أن يدركه القائمون على فريق الفتوة، فلا يجب النوم على حرير الفوز، بل يجب التحضير بشكل جيد لمباراة النهضة العماني التي ستجري في عُمان، وهذه المباراة ستكون فاصلة وحاسمة بالنسبة للفريقين اللذين يقعان في مرتبة واحدة وإن كان فارق الأهداف يفصل بينهما.
لذلك ستكون المباراة طاحنة وعلى فريق الفتوة أن يدخلها على مبدأ (أكون أو لا أكون).
صدارة المجموعة ستكون من مسقط وإلا سيعيش الفتوة مرحلة الإياب على نتائج الآخرين وعلى مدى توفيقه في المباريات المتبقية، المباراة تحتاج إلى تكتيك عال، وحسن توظيف قدرات اللاعبين في العامل الهجومي، نستطيع القول: إن الفتوة بحاجة إلى أشياء كثيرة لكي يحقق ما يصبو إليه جمهوره الكبير، وقد تكون أول هذه الأشياء المزيد من التضامن والتكاتف، فما زال أهل الدار مختلفين على أمور كثيرة منها ما يخص اللاعبين أو المدرب أو تشكيلة الفريق، أو أسلوب اللعب، ومنها ما هو إداري فبعض الإداريين يتدخلون بالكثير من الأمور الفنية التي ليست من اختصاصهم، أيضاً يمكننا الإشارة إلى عملية فسخ عقد اللاعب ورد السلامة التي تدل على كل ما سبق من أمور غير صحية يعاني منها الفريق، والمختصر أن كرة القدم ولو منحتها أفضل اللاعبين وقدمت لها كل ما تملك من مال فلن تعطيك شيئاً إن لم يكن الفريق على قلب رجل واحد.
بالعموم فإن مهمة الفتوة في البطولة الآسيوية ليست بالمهمة الصعبة وليست بالمهمة السهلة، ولكن هذه المشاركة تتطلب قراءة واقعية للفريق وعلاج كل الأخطاء الفردية والجماعية التي ظهرت سواء في مباراتي آسيا أم مباراتي الدوري وحل كل المشاكل والخلافات التي ما زالت تظهر تباعاً.
فريق فتي
نظرياً مجموعة أهلي حلب أصعب وأقوى من مجموعة الفتوة لأن فرق مجموعته أكثر قوة وخبرة، من حيث المبدأ فإن المطلوب من فريق أهلي حلب الظهور الجديد وغير مطلوب منه المنافسة وذلك لأسباب يعرفها الجميع.
فالفريق فتي وأعمار لاعبيه باستثناء المخضرمين والمحترفين صغيرة وتنقصهم الخبرة ويلزمهم الصقل والاحتكاك، وهذا كله أيضاً ينطبق على المشاركة المحلية فأهلي حلب من الطبيعي أن يكون خارج قائمة الكبار في هذا الموسم.
في مباراة الوحدات الأردني تبين الفارق جلياً في المستوى والأداء و(حرفنة) اللاعبين، والمباراة كانت طابقية والنتيجة منطقية قياساً على الأداء والمستوى، وفي مباراة الكهرباء العراقي تحسن أداء الأهلي قليلاً وخصوصاً في الشق الدفاعي وهذا ما عمل عليه الفريق في الشوط الأول الذي قطع فيه الماء والهواء عن الكهرباء العراقي، وفي الشوط الثاني عندما فتح الأهلي اللعب والملعب انكشف خط الظهر فبانت أفضلية الفريق العراقي ليخسر الأهلي في الدقائق الأخيرة وما زاد في الحسرة الأخطاء الساذجة التي ارتكبها خط الدفاع والتي تدل على نقص خبرة وفقر عام في الثقافة فتكلف الفريق بطاقة حمراء وركلة جزاء، وانهياراً تاماً بالفريق ما أدى إلى خسارة مستحقة في النهاية بهدفين نظيفين كما هي نتيجة المباراة الأولى.
وهذه المباراة بالذات كان بالإمكان أحسن مما كان لو امتلك الفريق بعض الحظ ولو أحسن المدرب القيادة في النصف الثاني من الشوط الثاني.
بكل الأحوال المواجهات القادمة لفريق الأهلي صعبة، والمشاركة مفيدة لأنها تزيد الفريق خبرة وتصقل مواهب صغاره ومن الممكن أن يحقق بعض النتائج الجيدة وهذا مرهون بمنح الفريق جرعة من الثقة بنفسه.
في العموم يجب ألا يتأثر أحد بما يقدمه فريق الأهلي على الصعيد الآسيوي والمحلي فالتجربة التي يمر بها الفريق جيدة ويجب أن تنجح لأن فيها مستقبل الكرة الأهلاوية من خلال العناية بالمواهب الشابة وزجهم بفريق الرجال مع الأمل أن تعمم هذه التجربة على باقي فرق الدوري بشكل متوازن لأن فيها صلاح كرتنا من خلال زج دماء شابة في الدوري بعد أن بلغ لاعبونا سن اليأس!
أخيراً
المشاركة الآسيوية كشفت حقيقة كرتنا وموقعنا على الخريطة العربية وها هي أنديتنا تخسر أمام فرق أردنية وفلسطينية وعراقية وهذا الأمر ينطبق على المنتخبات أيضاً ما يؤكد أن كرة دول الجوار تقدمت وكرتنا تأخرت، بينما المقارنة مع كرة الخليج فهي غير متكافئة لأن أغلب فرق هذه الدول أفضل منا بأشواط كثيرة، وتبقى الكرة التي تماثلنا حالياً هي الكرة اللبنانية فمرة تفوز علينا ومرة نفوز عليها.
وهذا يؤكد أن الخطوات التي تسير عليها كرتنا هي خطوات خاطئة وخصوصاً في الأندية ولابد من حلول مجدية لتفادي المزيد من السقوط في كرة القدم، وفيما يلي نتائج البطولة:
المجموعة الأولى:
العهد اللبناني × النهضة العماني 2/1، جبل المكبر الفلسطيني × الفتوة 1/صفر، الفتوة × العهد اللبناني 1/صفر، النهضة العماني × جبل المكبر الفلسطيني 4/صفر.
المجموعة الثانية:
الكهرباء العراقي × الكويت الكويتي صفر/صفر، الوحدات الأردني × أهلي حلب 2/صفر، أهلي حلب × الكهرباء العراقي صفر/2، الكويت الكويتي × الوحدات الأردني 2/1.
المجموعة الثالثة:
الزوراء العراقي × العربي الكويتي 1/2، النجمة اللبناني × الرفاع البحريني صفر/2، العربي الكويتي × النجمة اللبناني صفر/صفر، الرفاع البحريني × الزوراء العراقي 1/1.