نتنياهو أعلن عزمه اجتياح قطاع غزة والاحتلال يستدعي 300 ألف جندي احتياط … «طوفان الأقصى» في يومها الثالث: قتلى الكيان إلى 900 والمقاومة تمطر المستوطنات بالصواريخ
| وكالات
مع احتدام المعارك وتحقيق المقاومة الفلسطينية مزيداً من الإنجازات في عمليتها «طوفان الأقصى» التي أطلقتها السبت الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعاء 300 ألف جندي احتياط، «في أكبر عملية من نوعها على الإطلاق» وذلك بعد أن أعلن إعلام العدو أن عدد قتلى الاحتلال تجاوز 900 وسط ترجيحات بوصول العدد إلى ألف قتيل إضافة إلى آلاف المصابين.
وفي اليوم الثالث من «طوفان الأقصى» دكت المقاومة الفلسطينية مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في أسدود وعسقلان بـ120 صاروخاً رداً على مجازره في قطاع غزة، وفق مصادر فلسطينية، في حين تحدثت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي عن إعلان حالة الطوارئ في القدس ومحيطها بسبب إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
كما تحدثت وسائل إعلام فلسطينية أن المقاومة الفلسطينية استهدفت تل أبيب برشقات صاروخية رداً على قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لبيوت المدنيين والمناطق السكنية، في وقت كشفت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية لأول مرة عن إدخالها إلى الخدمة منظومة دفاعٍ جوي محلية الصنع من طراز «مُتبّر 1» استخدمتها في التصدي لطائرات العدو خلال معركة «طوفان الأقصى».
وأعلنت المقاومة الفلسطينية توجيه ضربة صاروخية بـ90 صاروخاً على مستوطنة «سديروت»، في حين قصفت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» مستوطنة نتيفوت بصواريخ بدر3.
وفي الإطار ذاته، استهدفت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» سرباً من الطائرات المقاتلة للعدو الإسرائيلي من نوع F16i في سماء بحر غزة على عمق 35 كم بصاروخي أرض-جو من طراز «متبِر3» النموذج المحدث من منظومة «متبِر1».
وفي الأثناء أعلنت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي مقتل إيلي غيسنبرغ أحد كبار ضباط جيش الاحتلال بالاشتباكات مع المقاومين في المستوطنات المحاذية للقطاع.
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر أمس أن رد إسرائيل على هجوم حماس «سيغيّر» الشرق الأوسط، وجاء في بيان صادر عن مكتبه أنه كان تحدث إلى رؤساء بلديات البلدات الحدودية الجنوبية التي تعرضت للهجوم المباغت الذي بدأ السبت. ولم يوضح البيان ماذا يقصد «بالتحديد» نتنياهو، وذلك وفق ما نقلت قناة «سكاي نيوز عربية».
وأضاف رئيس وزراء الاحتلال في البيان: «ما ستمر به حماس سيكون صعباً وفظيعاً. لقد بدأنا للتو حملة الرد»، وأشار إلى أن الأمر سيستغرق وقتاً، «وهناك حاجة إلى موقف قوي في الأيام الصعبة القادمة».
وخاطب نتنياهو الإسرائيليين: «الدولة ستقدم كل حجر لمساعدتكم جميعاً. أطلب منكم الوقوف بحزم لأننا سنغير الشرق الأوسط. أنا أعانقكم وأعانق السكان، نحن جميعاً معكم وسنهزمهم بقوة، الكثير من القوة».
في السياق، ذكر موقع «والاه» الإسرائيلي أمس أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية أن قواته مضطرة إلى اقتحام قطاع غزة، بعد الهجوم الكبير والمباغت الذي أطلقته المقاومة الفلسطينية.
وقال الموقع: إن نتنياهو أبلغ بايدن خلال مكالمة هاتفية جرت الأحد أن «الشرق الأوسط يجب ألا يظهر الضعف، ولذلك يجب أن ترد إسرائيل بقوة ضخمة»، وخلال المكالمة، سأل بايدن نتنياهو عن سيناريو يتصل بجبهة ثانية هي لبنان وعن مسألة الأسرى، وطبقاً للموقع، فإن الرئيس الأميركي لم يحاول إقناع نتنياهو بالعدول عن خيار إطلاق عملية برية ضد قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو، في المكالمة: إن إسرائيل لا تملك خياراً سوى اجتياح غزة، وذلك وفقاً لما أكدته 3 مصادر أميركية مطلعة على محتوى المكالمة، في حين قال الموقع: إن الرسالة ترمي أيضاً إلى تمهيد الأرضية بين حلفاء إسرائيل لعمل عسكري «سيكون طويلاً وغير مسبوق» من ناحية القوة والتداعيات.
وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أمر بفرض حصار كامل على قطاع غزة، وقال وفق ما نقلت قناة «سكاي نيوز» إن الحصار الجديد سيكون تاماً «لا كهرباء. لا ماء. لا وقود».
وجاء قرار وزير الحرب الإسرائيلي عقبة جلسة تقييم في «قيادة المنطقة الجنوبية» في الجيش بمنطقة بئر السبع وقال في بيان: «كل شيء سيكون مغلقاً».
يأتي ذلك بعد إعلان وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عقب ساعات من اندلاع الحرب أنه أمر عملياً بالتوقف عن تزويد قطاع غزة بالكهرباء.
في الغضون، أقرت وسائل إعلام العدو بوصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 900، والإصابات إلى أكثر من 2500، بينهم عشرات الحالات في خطر شديد، مضيفةً: إن هناك 230 مفقوداً إسرائيلياً.
وأكّد الإعلام الإسرائيلي أن عدد القتلى المعلن بعيد جداً عن الأعداد الحقيقة لما جرى في غلاف غزة، إذ ذكـرت صحيفـة «يديعـوت أحرونـوت» الإسرائيلية، أن التقديرات الأخيرة تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000، مضيفةً: إنه من بين القتلى الإسرائيليين 73 جندياً، من بينهم 5 من لواء النخبة «جولاني».
وأشارت إلى أن عدد الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية أكثر من 150، بينما، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق، أن عدد الرهائن الإسرائيليين كبير.
تزامن ذلك مع الإعلان عن وصول حاملة طائرات أميركية إلى شرق المتوسط، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جيش الاحتلال كثّف التنسيق الاستخباري والعملياتي مع القيادة المركزية الأميركية.
يأتي هذا التنسيق بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحريك حاملة طائرات أميركية إلى شرق البحر المتوسط. وقال أوستن، في بيان: إنه وجّه حاملة الطائرات «يو أس أس جيرالد آر فورد» والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً إنه يعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وتعقيباً على ذلك، أكد الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم أن «إعلان الولايات المتحدة استقدام حاملة طائرات إلى المنطقة لدعم الاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني هو مشاركة فعلية في العدوان ومحاولة لترميم معنويات جيش الاحتلال المنهارة بعد هجوم كتائب القسام».