أكدت أن واشنطن سندٌ ضعيف لإسرائيل وفلسطين هي القوية … طهران تنفي مشاركتها في «طوفان الأقصى»: ردنا على أي حماقة ضدنا سيكون مدمراً
| وكالات
أكدت إيران أمس أن ردها سيكون مدمراً على أي حماقة إسرائيلية قد ترتكب ضدها، مشيرة إلى أن مزاعم مشاركتها في «طوفان الأقصى» هي «تشويش» لإبعاد الرأي العام عن الدعم الأميركي لإسرائيل، مجددة التأكيد على موقفها الواضح والصريح في دعم الشعب الفلسطيني، وأن العدو الإسرائيلي لم يعد بإمكانه أن «يعربد كما في السابق»، مُشدّدة على انتهاء زمن غطرسته.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن تطورات مهمة تجري على الساحة الفلسطينية حالياً، حيث يستخدم الشعب الفلسطيني قدراته وإمكاناته لصد عدوان الكيان الإسرائيلي الذي ينتهك حقوقه منذ أكثر من 75 عاماً، وهذا حق مشروع ومكفول وفق القوانين الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن كنعاني قوله أمس في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: بعض الجهات المحددة التي دعمت الجرائم اليومية بحق الشعب الفلسطيني ما زالت تحاول تغيير مكانة الظالم والاستمرار بدعمه بغض النظر عن انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية، موضحاً أن قيام بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الحرب الدعائية والإعلامية بتجاهل جرائم الكيان الإسرائيلي الغاصب وتوجيه الاتهامات إلى شعب مظلوم، أمر غير مقبول وإيران ترفضه.
وأشار كنعاني إلى أن عملية «طوفان الأقصى» التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية جاءت رداً على اعتداءات الكيان الإسرائيلي المتكررة ضد المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن هذا الشعب ومقاومته يمتلكان الآن القدرة والقوة اللازمة للدفاع عن النفس، وقد أظهرا هذه القدرة عملياً بالاعتماد على قوتهما الذاتية.
وأوضح كنعاني أن إرسال حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة والإعلان الأميركي عن دعم «إسرائيل» القوة المحتلة يعني المشاركة العملية في جرائم الكيان الصهيوني والحرب ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه، معتبراً أن أميركا هي الداعم الأول للكيان الصهيوني سواء من خلال الدعم المالي السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة له أم الدعم العسكري والسياسي.
وأشار كنعاني إلى أن الاتهامات المتعلقة بدور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية تطلق بدوافع سياسية مختلفة وبهدف تبرير الفشل الذريع للكيان الإسرائيلي واستعادة هيبته الوهمية، فضلاً عن تبرير دعم الغرب له، مؤكداً أن أي إجراء أحمق من قبل من يوجهون الاتهامات ضد إيران سيقابل برد مدمر.
وأكد كنعاني أن إيران سترد رداً مدمراً على أي حماقة إسرائيلية ضدها، وأوضح أن مزاعم مشاركة إيران في «طوفان الأقصى» هي «تشويش»، لإبعاد الرأي العام عن الدعم الأميركي لـ «إسرائيل».
وتوجه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى المسؤولين الإسرائيليين بالقول: إذا استطعتم فلتدافعوا عن أنفسكم أمام المقاومة الفلسطينية، وردّ كنعاني على مزاعم مشاركة إيران في معركة «طوفان الأقصى»، بالقول: إن الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن نفسه، مضيفاً: إن لديه العزم الكافي والقدرة الذاتية لاسترداد حقه، ولقد أثبت ذلك.
كما لفت إلى أن مزاعم مشاركة إيران أو حزب اللـه لا تقلل أبداً من شأن مساعدات الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي ودعمها المباشر له، موضحاً أنها مزاعم لتشويش الرأي العام، وإبعاد الأنظار عن الدعم الأميركي، وتبرير جرائم إسرائيل.
وجدد كنعاني التأكيد على موقف إيران الواضح والصريح في دعم الشعب الفلسطيني قائلاً: في الأيام الأخيرة أعلنا موقفنا الرسمي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث اقترحنا عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية، ونأمل أن نتمكن من تحقيق تحركات جماعية لدعم مقاومة هذا الشعب والوقوف في وجه مخططات الكيان الإسرائيلي الذي يسعى لتحقيق مصالحه عبر خلق حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في البلدان الإسلامية.
بدوره أكد قائد قوات حرس الثورة الإيرانية اللواء حسين سلامي أن زمن الاحتلال والاعتداء انتهى، مشدداً دعمه لمعركة «طوفان الأقصى» وأن الأميركيين لا يمكنهم إنقاذ الصهاينة.
وأكّد سلامي أن العدو الإسرائيلي لم يعد بإمكانه أن «يعربد كما في السابق»، مشدداً على انتهاء زمن غطرسته، وقال حسبما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية: إن الفلسطينيين الأبطال يطاردون ويعتقلون اليوم الجنود الإسرائيليين من دون أي خوف، مضيفاً: إن إسرائيل لم يعد بإمكانها إطلاق الافتراءات والأكاذيب.
وأشاد اللواء سلامي بمعركة «طوفان الأقصى»، التي تواصلها المقاومة الفلسطينية، وقد نجحت فيها بإلحاق خسائر فادحة بالاحتلال قائلاً: إنّنا اليوم نرى فلسطين قوية، مشدداً في كلمة ألقاها أول أمس الأحد في محافظة همدان على أن اليوم هو نهاية الاحتلال والعدوان، لافتاً إلى أن الأميركيين لم يعودوا قادرين على إنقاذ إسرائيل.
وفي السياق ذاته، أكد سلامي أن الولايات المتحدة تُعدّ سنداً ضعيفاً، وإسرائيل أضعف منها، مشيراً إلى أن سند المقاومة هو الله، وأنّ المقاومين في ذروة الحصار، أوجدوا قوةً أذلت إسرائيل.
وتطرّق في كلمته إلى تمتع إيران بأحدث المعدات، مؤكداً في الوقت نفسه أن ما سيحقق النصر هو الشهادة والفكر الاستشهادي.
من جانبها، جددت ممثلية إيران في الأمم المتحدة دعم إيران للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن ما يجري حالياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة دفاع مشروع تماماً ضد سبعة عقود من الاحتلال القمعي، والجرائم الشنيعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وأعربت الممثلية في بيان أمس عن دعم إيران للشعب الفلسطيني، لافتة إلى أن المقاومة الفلسطينية مستقلة بقراراتها التي تتماشى بشكل ثابت لا يتزعزع مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ورداً على ادعاءات صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أكدت الممثلية الإيرانية أنه في الوقت الذي تدعم فيه إيران وبقوة فلسطين، إلا أنها ليست معنية بالرد الفلسطيني، لأن فلسطين هي المعنية الوحيدة بهذا الرد وكيفية إجرائه.
وأجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أول أمس الأحد اتصالات بقادة فصائل المقاومة الفلسطينية في حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، في أعقاب عملية «طوفان الأقصى.
وفي التفاصيل، تحدّث رئيسي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وخلال الاتصال عبّر عن تقديره لما يقوم به مجاهدو «حماس» ولكل المقاتلين في ساحات القتال، واصفاً ما حدث بالانتصار.
ومع بداية المعركة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، أعلن كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران، اللواء رحيم صفوي، دعم «طوفان الأقصى»، معرباً عن ثقة بلاده بأن جبهة المقاومة تدعمها كذلك.
وبدأت المقاومة الفلسطينية منذ ساعات فجر السبت، معركة «طوفان الأقصى»، والتي أعلنها القائد العام لكتائب القسّام، محمد الضيف، وتخلّلها إطلاق صواريخٍ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وإنزالٌ مظلي للمقاومين خلف خطوط العدو، تبعه دخول المئات منهم ليقتحموا ويسيطروا على عدّة مستوطنات في منطقة غلاف غزة.
ووصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية المُنطلقة مِن قطاع غزّة إلى مستوطنة «تل أبيب»، إضافة إلى مواصلة المقاومة دك مستوطنات وتجمعات الاحتلال برشقات صاروخية ثقيلة.
واعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع أكثر من 1000 قتيل إسرائيلي، فيما تؤكد المقاومة أن أعداد القتلى أكثر من ذلك بكثير.