لم يكن من نجوم الصف الأول والجمهور أنصف موهبته … محمد فريد.. اشتهر في «ليالي الحلمية» وعُرف بعزفه على أربع آلات موسيقية
| وائل العدس
لم يكن من نجوم الصف الأول، كما لم ينصف الزمن موهبته بأدوار البطولة، لكن الجمهور أنصف موهبته وظل من بين الفنانين الذين يحتفظون بمكانة خاصة في قلوب الجماهير.
إنه الممثل المصري محمد فريد الذي توفي عن عمر ناهز 83 عاماً بعد صراع مع المرض عقب أسبوع من إصابته بوعكة صحية شديدة استدعت نقله لأحد المستشفيات.
وعلى الرغم من غيابه عن الساحة الفنية لفترة ليست بالقصيرة، إلا أنه ظل حاضراً في قلوب الجماهير بفضل أعماله التي تركت أثراً كبيراً في نفوس المشاهدين.
سبب شهرته
خاض الراحل رحلة طويلة في مسيرته الفنية، حيث قدم العديد من الأدوار، وشارك في الكثير من المسلسلات والأفلام السينمائية وكان من أبرزها مسلسل «ليالي الحلمية» الذي كان سبباً في شهرته.
ولد الفنان الراحل عام 1940، وظهرت موهبته منذ دراسته الثانوية بمدرسة بني سويف في صعيد مصر، حيث بدأ كعازف ناي وعود والتحق بفرقة مسرح العرائس.
درس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1962، ليبدأ بعدها رحلته الفنية بين السينما والمسرح والتلفزيون.
ويعد مسلسل «بركة» الذي عرض في موسم رمضان 2019 آخر أعمال الفنان الراحل، وبعدها ظهر عام 2022 في حفل التكريم بمهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولى، حيث كان أحد المكرمين ضمن فئة «فنانون تركوا بصمات لا تُنسى».
يحمل رصيده نحو 250 عملاً بين الدراما والسينما والمسرح، ومن أهم مسلسلاته: «ليالي الحلمية»، و«شاءت الأقدار»، «حروف النصب»، «بوابة الحلواني»، «نجمة الجماهير»، «ريا وسكينة»، «حارة الزعفراني»، «راجل وست ستات»، «بيت الباشا»، «سكتم بكتم»، «طريقي»، «أستاذ ورئيس قسم»، «الجماعة».
ومن أفلامه: «ساعة ونص»، «رجل له ماضي»، «مجانين على الطريق»، «المغتصبون»، «أولاد حظ».
وما لا يعرفه الجمهور عنه هي علاقته القوية بفن الطفل، وذلك عبر مسرح العرائس الذي كان فخوراً به وأحبه ويذكر فضله عليه في لقاءاته، فهناك كانت البداية التي مهدت له الدخول إلى الوسط الفني، وبرامج الأطفال وغيرها من الأعمال الموجهة للطفل التي قال عنها: «بدأت حياتي موسيقياً، ودخلت مسرح العرائس وكان مدرسة كبيرة ومهمة في حياتي».
البداية الفنية
عندما كان محمد فريد في المرحلة الثانوية كان يمتلك مواهب متعددة فهو كان محباً للعزف على الناي، وأتيحت له الفرصة للتدريب على أكثر من آلة موسيقية على أيادي مدرسين متخصصين، فأجاد العزف على آلات العود والناي والكمان والطبلة.
كان يوجد في المدرسة الثانوية التي يدرس بها ملحق لمعهد فرنسي، وحينها جاء إليهم مدرّس كان منقولاً من أسيوط وقال: «بدأت التمثيل في مدرسة بني سويف الثانوية، وكان بها قسم لتدريس اللغة الفرنسية، وجاءنا مدرس فرنساوي كان منقولاً من أسيوط لبني سويف تمهيداً لنقله إلى القاهرة، اسمه الأستاذ عبد اللـه فرغلي».
وفي يوم كان الفنان محمد فريد يشارك في حفلات بمناسبات مختلفة منها حفلات المولد النبوي الشريف، وحينها علم بالأمر مدرسه الجديد وأعجب بعزفه ولاحظ أن لديه قدرة في التمثيل لذلك طلب منه أن يشارك معه وحجز قاعة للعرض السينمائي، وأعد فيها مسرحاً ثم عرض على فريد بعض الأعمال، ومنها «30 يوماً في السجن»، وجسد فيها دور الخادم وحينها نصحه فرغلي أن يذهب إلى القاهرة ليوجد فرص عمل أكثر ويعمل على تنمية موهبته.
ليالي الحلمية
في لقاء تلفزيوني، كشف محمد فريد كيفية انضمامه لمسلسل «ليالي الحلمية»، قائلاً: «الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة كان يعلم بقدراتي في المزيكا مثل الطبلة والعود لأني أيام الثانوي عزفت على كل الآلات الموجودة وقتها، ورشحني للمخرج إسماعيل حافظ لدور صبي سماسم».
وأضاف: «بعت لي إسماعيل عبد الحافظ، وقال لي أنا شايف إنك هتعمل الدور كويس، والرحلة بدأت من هنا».