شؤون محلية

حماة تعاني من زهرة النيل … الفاو تنوي المساعدة على إنتاج الغاز الحيوي من الزهرة

| حماة- محمد أحمد خبازي

استنجدت محافظة حماة بمنظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) لمساعدتها بمكافحة زهرة النيل المعندة، نظراً لاستفحالها في المسطحات المائية بحماة والغاب، وتشكيلها خطراً محدقاً على سد محردة وقنوات الري بالغاب، وبعد أن استعصت مكافحتها جذرياً على الجهات المعنية بالمحافظة خلال السنوات الماضية الطويلة.

وبيَّنَ مدير الزراعة بحماة أشرف باكير لـ«الوطن»، أن اجتماعاً عقد مؤخراً مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ممثلة بالدكتور وائل سيف خبير المياه، ومحافظ حماة محمود زنبوعة، لمناقشة مشكلة زهرة النيل والطرق التي يمكن استخدامها لمكافحة هذه الزهرة بحصادات مخصصة لها أو بطريقة المكافحة الحيوية.

وأوضح أن المديرية تكافح الزهرة من خلال مشروع يتضمن منحيين: الأول مكافحة بالطرق الميكانيكية باستخدام البواكر والمعدات الأخرى. والثاني: حيوي أي باستخدام خنفساء زهرة النيل التي تنتج بكميات كبيرة في دائرة مكافحة الأعداء الحيوية بالمديرية.

ولفت إلى أن (الفاو) ومن خلال الحوار معها لديها برنامج متكامل لمكافحة هذه الزهرة ميكانيكياً، وستزود المديرية بحصادة خاصة، إضافة لدعمها مخبر دائرة الأعداء الحيوية ببعض التجهيزات لتكثيف إنتاج خنفساء زهرة النيل.

وأشار باكير إلى أن المكافحة الحيوية أعطت نتائج إيجابية لمكافحة الزهرة، حيث بدأت المديرية عام 2021 بإطلاق خنفساء زهرة النيل بمنطقة سد محردة التي كانت مغطاة بالزهرة بنسبة 100 بالمئة، وهو ما أدى إلى انحسار المساحة التي تغزوها الزهرة بنسبة 50 بالمئة، ومن ثم تكشُّف النهر، ولكن كان يجب أن يتزامن ذلك مع المكافحة الميكانيكية.

وذكر باكير أن (الفاو) ستساعد زراعة حماة باستخدام زهرة النيل لإنتاج الغاز الحيوي.

وأكد أنه في حال تزويد المنظمة العالمية المديرية بحصادة سيتم القضاء على هذه الزهرة خلال عامين في سد محردة وغيره من المسطحات المائية التي تنتشر فيها الزهرة.

من جانبه كشف مدير الموارد المائية بحماة مطيع عبشي لـ«الوطن» أن المديرية تنسق مع بعض الجهات المانحة عبر وزارة الموارد المائية والهيئة العامة للموارد المائية، لتأمين حصادة ميكانيكية لمعالجة زهرة النيل التي غزت السدود والمصارف بالمحافظة.

وبيَّنت دائرة الوقاية في زراعة حماة لـ«الوطن» أن زهرة النيل من النباتات المائية المعمرة الطافية والتي تستوطن التجمعات المائية الجارية منها والراكدة، وينمو مجموعها الخضري بكثافة على شكل تجمعات من النموات الخضرية التي تغطي المساحات المائية بشكل تام في حال الإصابة الشديدة.

وقد سُجلت العشبة في سورية عام 2005 في منطقة الغاب في مصارف قلعة المضيق، وكانت العشبة تغطي المصرف بشكل كامل، وفي محافظة طرطوس عام 2008، وتطورت الإصابة لتشمل النهر الكبير الشمالي ونهر العروس ونهر الأبرش.

واكتشفت الإصابة في محافظة إدلب عام 2009 من حدود محافظة حماة وحتى شمال جسر الشغور، كما اكتشف وجود العشبة لأول مرة في اللاذقية عام 2017 من مجرى النهر الكبير الشمالي وتم استئصالها في العام نفسه.

وأوضحت أن حجم النبات ما بين عدة سنتيمترات إلى ارتفاع 150 سم فوق سطح الماء، والأوراق داكنة لامعة جلدية الملمس ولها أعناق تطول وتقصر حسب كثافة العشب، والجذور ليفية رهيفة سرعان ما تتلون باللون الأسود نتيجة تجمع البقايا النباتية عليها، ما يؤدي إلى إطلاق الرائحة الكريهة.

وقد يصل معدل انتشار النبتة الواحدة على مساحة تقدر بنحو 2500 متر مربع في الموسم الواحد، ما يشكل خطورة بالغة على الوضع البيئي في المياه.

أما الأضرار التي تسببها النبتة فهي تشكيلها حاجزاً من البقايا المائية يعوق حركة جريان الماء في الأنهار وأقنية الري والصرف ويصبح موطناً خصباً لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات الأخرى التي تهاجم الإنسان والحيوان.

ويستهلك هذا النبات كمية كبيرة من الأوكسجين المنحل في الماء وهذا يؤثر في حياة الحيوانات المائية، ويحجب أشعة الشمس والضوء ويمنعها من الوصول إلى النباتات الأولية والأحياء الأخرى وبالتالي تتوقف دورة الحياة لهذه الكائنات.

ويزداد فقدان الماء عن طريق النتح وخاصةً عند ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ويفوق معدل الفقد معدل كل الكائنات المائية حيث يفقد النبات الواحد نحو ليتراً واحداً يومياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن